التحقيق في الحرب على العراق عين الصواب

أجمعت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء على ضرورة إجراء تحقيق موسع في الحرب على العراق, معبرة عن خيبة أملها من رفض مجلس العموم البريطاني مثل ذلك التحقيق, وشرحت إحداها كيف يحاصر المقاتلون السنة بغداد, وركزت أخرى على قول قائد الناتو في أفغانستان إن قواته ستركز خلال هذا الشتاء على البناء بدل قتل عناصر طالبان.
" غزو العراق واحتلاله طرح أسئلة حول مستقبل السياسة الخارجية البريطانية لا تقل عمقا عن تلك التي طرحت بعيد حرب السويس قبل 50 عاما " ديلي تلغراف |
التحقيق عين الصواب
تحت هذا العنوان قالت صحيفة غارديان في افتتاحيتها إن النقاش الذي شهده مجلس العموم أمس بشأن العراق كان قضية هزيلة, مضطربة في تنفيذها ومخيبة للآمال في نتيجتها.
وأضافت أن الخطأ في ذلك لا يعود إلى الحزبين الصغيرين اللذين حفزا على هذا النقاش وإنما إلى حزب المحافظين وبشكل أكبر إلى حزب العمال اللذين جرا بريطانيا إلى هذه الحرب, واللذين ظلا منذ ذلك الحين يتشاطران مصلحة في الحيلولة دون تمكن البرلمان البريطاني من أن يكون له أي دور يذكر في تحديد ما ارتكب من أخطاء ومن المسؤول عن ذلك وما يجب أن يقام به بعد ذلك.
وقالت الصحيفة إنه لو كان أعضاء البرلمان أكثر جرأة لصوتوا لصالح اقتراح التحقيق الشامل ليس بسبب كون التحقيق في ما يجري في العراق مقنع في حد ذاته فحسب, بل لأن ذلك التصويت سيكون تعبيرا عن الغضب الشديد من الطريقة التي أقحمت بها بريطانيا في تلك الحرب والكيفية التي استمرت بها.
"لا بد من إجراء تحقيق في الحرب على العراق", تحت هذا العنوان قالت صحيفة ديلي تلغراف في افتتاحيتها إن التصويت في مجلس العموم البريطاني أمس حول التحقيق بشأن العراق فشل في إحراج رئيس الوزراء البريطاني توني بلير, الذي قالت إن تصرفه قبل وإبان غزو العراق سيظل وصمة عار في جبين حزب العمال.
لكن الصحيفة أكدت أن ذلك لا يضعف مبرر القيام بذلك التحقيق, كما لا يعزز موقف الحزبين الرئيسيين.
وأضافت أن غزو العراق واحتلاله طرح أسئلة حول مستقبل السياسة الخارجية البريطانية لا تقل عمقا عن تلك التي طرحت بعيد حرب السويس قبل 50 عاما.
وتحت عنوان "لا بد من تحقيق, لكن متى" قال بيتر ريدل في صحيفة تايمز إن هناك مبررات ساحقة للقيام بتحقيق في الحرب على العراق, بل إن عدم القيام بذلك سيعد تقصيرا من البرلمان في أداء مهامه.
واعتبر أن إجراء هذا التحقيق يجب أن لا يكون محل جدل, بل يجب أن يقتصر الجدل على توقيته والشكل الذي يجب أن يتخذ.
" المقاتلون السنة قطعوا الطرق التي تربط بغداد بباقي المحافظات العراقية " كاكبيرن/ذي إندبندنت |
بغداد تحت الحصار
تحت هذا العنوان كتب باتريك كاكبيرن مقالا في صحيفة ذي إندبندنت قال فيه إن المقاتلين السنة قطعوا الطرق التي تربط بغداد بباقي المحافظات العراقية, مشيرا إلى أن العراق بدأ يتفكك تحت وطأة الحرب الدامية التي تخوضها المليشيات المختلفة لبسط سيطرتها على هذه القرية أو تلك.
وأضاف كاكبيرن أنه في الوقت الذي لا يزال الزعماء السياسيون الأميركيون والبريطانيون يجادلون حول المسؤولية في الحرب على العراق, أخذ هذا البلد يترنح بشكل متزايد باتجاه التشرذم.
وذكر أن رجال القبائل السنية المدججين بالسلاح يحيطون الآن بشكل شبه كامل ببغداد ويشنون حربا ضد المليشيات الشيعية لإطباق تطويقهم للعاصمة العراقية.
وقال إنه من الواضح أن المقاتلين السنة يتبعون خطة تقضي بالسيطرة على كل المناطق القريبة من بغداد, مشيرا إلى أنهم يسيطرون منذ زمن بعيد على الطريق السريع المؤدي إلى الأردن غربا وإلى محافظة ديالى شرقا, ويبدو أنهم الآن بدؤوا يبسطون سيطرتهم على الطرق المتجهة شمالا وجنوبا.
وأضاف الكاتب أن المليشيات الشيعية ربما توجد في موقف قوة داخل بغداد, لكن الشيعة يخاطرون بحياتهم كلما حاولوا الخروج من بغداد, مشيرا إلى أن هذا الوضع نتج عنه شح في السلع والمؤن.
ونقل عن أحد العراقيين في بغداد قوله إن الناس اعتمدوا في غذائهم خلال الأسابيع الماضية على البطيخ والخبز, مشيرا إلى أن القتل الطائفي في العراق أصبح يضاهي القتل الطائفي في البوسنة في أحلك أوقات الحرب الأهلية هناك.
" انسحاب القوات البريطانية من قرية قلعة موسى في شمال منطقة هلمند مثل انتصارا سياسيا وعسكريا لحركة طالبان " مسؤولون أفغان/تايمز |
عودة طالبان
نسبت تايمز لمسؤولين أفغان كبار قولهم إن انسحاب القوات البريطانية من قرية قلعة موسى في شمال منطقة هلمند مثل انتصارا سياسيا وعسكريا لحركة طالبان.
من جهة أخرى نشرت الصحيفة مقابلة مع قائد قوات الناتو في أفغانستان الجنرال ديفد ريتشاردز تعهد فيها بأن تركز قواته خلال هذا الشتاء على حملة لتطوير مشاريع تنموية بدلا من قتل أعضاء طالبان.
واعترف ريتشاردز بأن هناك حاجة لإجراء مزيد من التحسينات الهامة خلال الأشهر القادمة لإقناع الأفغان بالاستمرار في "الإيمان" بمهمة الناتو في بلادهم.
وقالت تايمز إن تصريحات ريتشاردز هذه تأتي وسط اعتقاد عدد كبير من المحللين العسكريين المحليين وضباط الجيش بأن الإعلان عن أعداد قتلى طالبان ربما زاد من عدد المتعاطفين معهم.