اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية غير جديرة بالاقتداء

تناولت صحف إسرائيلية اليوم الأربعاء الأخطار التي تتعرض لها إسرائيل من الخارج، وطالبت بعدم الاقتداء باتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية لأنها لم تجد نفعا، محذرة من تلك العناصر في الداخل الإسرائيلي التي تنادي باتخاذها نموذجا لاتفاقيات المستقبل.
" اتفاقية السلام مع مصر لم تجد نفعا، لأنها لم توقف تهريب الأسلحة عبر سيناء منذ دخول حقبة أوسلو، كما أن القادة الإسرائيليين هم الذين يداومون على زيارة القاهرة في حين أن مبارك لم يطأ بقدمه أرض إسرائيل طوال فترة السلام " هونيك/يديعوت أحرونوت |
اتفاقية مصر وإسرائيل
كتب ديفد هونيك مقالا في صحيفة يديعوت أحرونوت يحاول فيه أن يقنع من يميل إلى السلام ويدافع عنه ويسعى إلى إرغام إسرائيل على المضي فيه، بأن اتفاقية السلام مع مصر لم تكن النموذج الذي ينبغي أن يقتدى به في المستقبل.
وأراد الكاتب أن يثبت أن تلك الاتفاقية لم تجد نفعا، مشيرا إلى أنها لم توقف تهريب الأسلحة عبر سيناء منذ دخول حقبة أوسلو، كما أن القادة الإسرائيليين هم الذين يداومون على زيارة القاهرة في حين أن الرئيس المصري حسني مبارك لم يطأ بقدمه أرض إسرائيل طوال فترة السلام.
ثم لفت النظر إلى أن وسائل الإعلام المصرية والمدارس والمساجد مشغولة حتى اللحظة بغرس الكراهية لإسرائيل واليهود، وكل ذلك خلال حقبة السلام.
وختم بتوجيه رسالة إلى الداخل قائلا "هذه الأيام التي تشهد فيها إسرائيل تهديدات خطيرة من الخارج، هناك حاجة ماسة لمراقبة الساذجين والعناصر غير المسؤولة في البلاد" التي لا تبالي بهذه الحقائق.
المشكلة مع القوات الأجنبية
تحت هذا العنوان تحدثت صحيفة جيروزاليم بوست في افتتاحيتها عن "التشابه المقلق" بين التحديات التي تحاصر حدود البلاد مع لبنان وقطاع غزة، لا سيما أن المنطقتين شهدتا انسحابا إسرائيليا أحادي الجانب، وتبع ذلك تعزيز لأكثر المنظمات "الإرهابية تعصبا" في مواجهة إسرائيل، وإطلاق الصواريخ واستمرار عمليات الخطف وتهريب الأسلحة مما يعد سابقة خطيرة كما ونوعا.
وفي الحالتين انسحبت إسرائيل إلى الحدود الدولية بأمل الاعتماد على القوات الجارة –الجيش اللبناني والقوات المصرية- والمجتمع الدولي لضمان احترام الحدود، بيد أن الآمال في كلا الحالتين تلاشت وتلاشى معها أي توقع بالتغيير إلى ما هو أفضل.
ووجهت الصحيفة انتقادها أولا لقوات اليونيفيل التي تعززت بعد الحرب على لبنان، حيث أثبتت بشكل صريح ومتوقع بأنها غير راغبة في التدخل بفاعلية لمنع إعادة تسلح حزب الله أو مواجهته وإكمال إنجازات جيش الدفاع الجزئية نحو تقليم أنياب حزب الله كليا.
وعوضا عن تعزيز حدود إسرائيل -تقول الصحيفة- والحد من العمليات "العدائية"، سعت اليونيفيل لتقييد مساحة المناورة الإسرائيلية وإصدار شكاوي وحتى تهديدات حول الاستطلاعات الجوية الإسرائيلية ترتقي إلى سياسة تمنح حزب الله حصانة أكبر بدلا من مقاومته، وهذا ما يحدث مع القوات المصرية على شريط فيلادلفيا.
بيرتس يتحفظ
" بيرتس أعرب عن تحفظه إزاء موقف الصقور من توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، محذرا من أن أي تصعيد قد ينجم عنه فقد للسيطرة حول الوضع هناك " هآرتس |
ذكرت صحيفة هآرتس أن وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس أعرب عن تحفظه إزاء موقف الصقور من توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه قلق لأن أي تصعيد قد ينجم عنه فقد للسيطرة حول الوضع هناك.
وأضافت الصحيفة أن مجلس الأمن الوزاري سيناقش الأربعاء الوضع في غزة ويخطط لتوسيع عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي في القطاع، مضيفة أن خطط الجيش التي ستناقش تتضمن العمليات العسكرية الموسعة على طول ممر فيلادلفيا في رفح وعلى امتداد الشريط الحدودي بين غزة وسيناء لاستهداف شبكة الأنفاق التي حفرها الفلسطينيون لتهريب الأسلحة والعتاد.
ولفتت هآرتس النظر إلى أن الجيش أوصى حتى الآن بسيطرة دائمة على ممر فيلادلفيا. ونقلت عن بيرتس ما قاله بجامعة تل أبيب أمس من أنه "في نهاية المطاف، يبدو واضحا أن استقرار السلطة الفلسطينية وإضعاف حماس سيتحققان فقط عبر العملية الدبلوماسية".
وقال بيرتس "ومع كل الوضع الإشكالي في السلطة الفلسطينية، فإنني سأبحث عن كل الوسائل الممكنة لإحراز تقدم على الصعيد الدبلوماسي". وأعربت مصادر من وزارة الدفاع للصحيفة عن قلقها من الاتجاه الذي يدفع نحوه الجيش.