رشا أميركية لعلماء مسلمين في العراق

اهتمت الصحف الأميركية الصادرة اليوم الاثنين بالوضع في العراق, فذكرت إحداها أن الأميركيين دفعوا رشا لعلماء مسلمين في العراق لتسويغ وجودهم هناك, وقالت أخرى إن الإدارة الأميركية لا تنوي طلب أية تمويلات جديدة للمساعدة في إعادة البناء في العراق, هذا فضلا عن حديثها عن دفاع بوش عن برنامجه للتنصت.
" مجموعة لينكلون أنفقت حوالي 144 ألف دولار على برنامج الدعاية الذي كلفها به البنتاغون, غير أن نصيب علماء الدين من ذلك المبلغ لم يحدد " نيويورك تايمز |
رشا للدعاية
نسبت صحيفة نيويورك تايمز لمسؤولين أميركيين حاليين وسابقين قولهم إن مقاول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الذي دفع أموالا للصحف العراقية كي تورد تقارير إيجابية بشأن استمرار الوجود الأميركي في العراق دفع مبالغ أخرى لعلماء من السنة مقابل مساعدتهم في تلك الدعاية.
وقالت الصحيفة إن البنتاغون طلب منذ بداية العام 2005 من مجموعة لينكولن تحديد زعماء الدين الذين يستطيعون التأثير على السنة في محافظة الأنبار وإقناعهم بالمشاركة في الانتخابات العامة في العراق والتوقف عن مهاجمة القوات الأميركية.
وأضافت الصحيفة نقلا عن نفس المصادر قولها إن القوات الأميركية اعتقلت منذ تلك الفترة ثلاث أو أربع زعماء دينيين سنة لمساعدتها في تحرير محتويات تلك الدعاية وإسداء النصح لها في هذا الإطار.
وذكرت أن لينكلون أنفقت ما بين مايو/ أيار وسبتمبر/ أيلول من العام الماضي حوالي 144 ألف دولار على برنامج الدعاية الذي كلفها به البنتاغون, مضيفة أن نصيب علماء الدين من ذلك المبلغ لم يحدد.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن المتحدث باسم الجيش الأميركي رفض التعليق على هذا لموضوع الذي يدخل في إطار خطة لينكولن المعروفة بـ"فرق تسد" والتي قدمت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى غرفة العمليات الخاصة في قاعدة تامبا.
لكن تلك الغرفة قالت إنها رفضت عرض لينكولن, واعتمدت بدلا منه عرضا آخر.
" الأميركيون هم الأفضل عندما يتعلق الأمر بالتدمير وهم الأسوأ عندما يتعلق الأمر بإعادة البناء " تاجر عراقي/واشنطن بوست |
تمويل عمليات إعادة البناء
نسبت صحيفة واشنطن بوست لمسؤولين في الإدارة الأميركية قولهم إن تلك الإدارة لا تنوي طلب تمويلات جديدة لإعادة إعمار العراق في إطار ميزانيتها للسنة القادمة.
وقالت الصحيفة إن هذا القرار يأتي في ظل تحويل نصف التمويلات السابقة إلى مواجهة المقاتلين العراقيين وبناء النظام القضائي العراقي, إضافة إلى التحقيق مع الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومحاكمته.
وأضافت الصحيفة أنه لم يبق من التمويل الذي خصص لإعادة البناء والبالغ 18.4 مليار دولار سوى 20%.
وأشارت إلى أن أميركا تعتبر أنه مع انتهاء ذلك المبلغ يجب على المانحين الأجانب والحكومة العراقية الجديدة أن يتولوا ما تبقى من العمل والذي يقدر الخبراء قيمته بعشرات المليارات من الدولارات.
وقال هؤلاء الخبراء إن توفير الكهرباء والماء والخدمات الأخرى للعراقيين بصورة ملائمة لـ26 مليون عراقي سيكلف مبالغ باهظة, لكن الإدارة الأميركية نفت أن تكون قد نوت تولي الإعادة الكاملة لبناء العراق.
ونقلت في هذا الإطار عن قائد الهندسة العسكرية المشرفة على تنفيذ أعمال البناء الأميركية في العراق قوله إن أميركا لم تنو قط إعادة بناء كل العراق, بل الاقتصار على توفير بداية جيدة لتلك العملية.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين حولوا 2.5 مليار دولار من المبالغ المخصصة لإعادة بناء الكهرباء والتعليم والصرف الصحي في العراق, لتمويل بناء القوات الأمنية العراقية الجديدة, وبناء السجون والمعتقلات المتماشية مع المعايير الدولية.
ويقدر المسؤول عن مشاريع إعادة البناء التي تتولاها أميركا في العراق نسبة التكاليف الأمنية لأي مشروع بربع المبلغ المخصص له.
ونقلت الصحيفة عن تاجر عراقي في بغداد وصفه لهذه الوضعية بالقول إن الأميركيين هم الأفضل عندما يتعلق الأمر بالتدمير وهم الأسوأ عندما يتعلق الأمر بإعادة البناء.
" قرر صقور الإدارة الأميركية بعد أحداث 11/9 تحرير القوانين المتعلقة بالتجسس الداخلي, دون المطالبة بتفويض قضائي " تايم |
تجاوز الحدود
كتب ريتشارد لاكايو تعليقا في العدد الأخير لمجلة تايم قائلا فيه إن الصقور في الإدارة الأميركية قرروا بعد أحداث 11/9 تحرير القوانين المتعلقة بالتجسس الداخلي, بدءا بتحرير الوكالة الوطنية للأمن (NSA) وإعطائها السلطة الكافية لاستخدام قدراتها الهائلة على التنصت على المشتبه بانتمائهم للإرهابيين على الأراضي الأميركية دون المطالبة بتفويض قضائي.
وقال لاكايو إن المشكلة التي اعترضت بوش وإدارته في البداية هي القانون الذي صدر عام 1978 والذي يحظر على (NSA) مراقبة أي شخص داخل أميركا دون تفويض قانوني.
وأضاف أن هذا الأمر ترك بوش أمام خيارين فإما أن يقدم القانون للمراجعة أو يتجاهله, مشيرا إلى أن بوش حاول في المرة الأولى الخيار الأول لكنه فشل فيه, فقرر اللجوء للخيار الثاني.