انقلاب خدام هدية ثمينة للتحقيق الدولي

تابعت الصحف الخليجية الصادرة اليوم الاثنين اهتمامها بكلام عبد الحليم خدام، وما أسمته إحداها بانقلاب خدام الذي اعتبرته هدية للتحقيق الدولي، وتحدثت عن العام الجديد وعن خطر الفوضى في فلسطين وموقف الفصائل من التهدئة.
" قد تكشف الأيام المقبلة عن مزيد من الأسرار الخطيرة والمهمة التي تكمن وراء قرار خدام بالقيام بهذا "الانقلاب" الذي هو بحجم انقلاب عسكري وسياسي على المستوى المعنوي " الرأي العام الكويتية |
انقلاب خدام
رأت صحيفة الرأي العام الكويتية إن لبنان يضع عيناً على عام 2005 المغموس بالدماء والمتشح بالسواد، وعيناً على سنة 2006 التي أطلّت برأسها مثقلة بالأحداث الدراماتيكية وبمخاوف سياسية وأمنية تجعل اللبنانيين يحتفلون بحلول السنة الجديدة بغصة، وهم يمسحون دموعهم مسكونين بهاجس التفجيرات والاغتيالات الذي حصد على مدى 10 أشهر خمسة شهداء كبار.
وأكدت الصحيفة أن الوضع اللبناني برمته بدا في أول أيام السنة 2006 متأثراً تأثراً شديداً بحدث تلفزيوني هو كلام عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري الذي أطلق عبره "محاكمة" للرئيس بشار الأسد.
وأضافت أن هذا الحدث الذي شكل أكبر اختراق سياسي وقانوني للوقائع المحيطة بموضوع التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى الآن كان فرصة ذهبية وإعادة للاعتبار بالكامل إلى تقريري ميليس.
وخلصت الصحيفة إلى أن بعض الأوساط تتوقع أن تكشف الأيام المقبلة عن مزيد من الأسرار الخطيرة والمهمة التي تكمن وراء قرار خدام بالقيام بهذا "الانقلاب" الذي هو بحجم انقلاب عسكري وسياسي على المستوى المعنوي.
عام آخر في مسيرة الحياة
قالت صحيفة الشرق القطرية إن عاما جديدا أطل على العالم. لكن 2006 لن يكون إلا امتداداً لسابقه، أو حتى استكمالاً لسيناريوهات فائتة، وربما يضيف جديدا إلى بؤر التوتر والصراع ويوسع دائرتها.
ويعود ذلك كما ترى الصحيفة إلى استمرار سيطرة فكر الاحتلال العسكري وسعي ما سمته "شرطي العالم" لإدخال دول جديدة تحت عباءته وخلق ذرائع وأسباب ومبررات للوصول إلى هذا الهدف، ثم إصرار الشعوب المقهورة والمحتلة على التحرر من الاحتلال بكل أشكاله وصوره وألوانه.
وضربت الصحيفة مثالا بما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، حيث العراق وفلسطين وما تتعرض له سوريا وإيران ولبنان والسودان ومناطق أخرى، إلى جانب ما تحققه المقاومة المسلحة والسياسية في العديد من دول الإقليم العربي من نجاحات على درب التحرير على حد تعبيرها.
وفي ختام افتتاحيتها تساءلت الشرق هل سيشهد عامنا الجديد وقد مضى على دخوله يومان إضاءة شمعة داخل النفق، أم سيكون عامنا الجديد كسابقه؟
خطر الفوضى في غزة
قالت صحيفة الوطن السعودية إنه من حق الفلسطينيين أن يقلقوا تجاه حالة الفلتان الأمني القائمة حاليا في قطاع غزة، خصوصا في ظل سعي إسرائيل لاستغلال هذه الحالة لإعطاء الدليل على ضعف القدرة الأمنية للسلطة الفلسطينية، وفي ظل رغبة البعض في تحويل قطاع غزة المحرر إلى ساحة لفرض سلطة غير السلطة التي انتخبها الشعب.
وأضافت أن القطاع شهد على مدى الأيام الأخيرة عددا من التطورات اللافتة كالاشتباك بين الشرطة ومدنيين قرب أحد مراكز الأمن، واقتحام معبر رفح وإخراج المراقبين الأجانب منه، غير أن أخطر ذلك هو تكرار ظاهرة خطف الأجانب، التي تسيء إلى حركة النضال الفلسطيني أمام الرأي العام الخارجي من جهة، وتضعف من التضامن العالمي معه من جهة ثانية.
وخلصت الصحيفة إلى أنه يجب على القيادات الفلسطينية أن تتحرك لمواجهة هذا الخطر باستنكار ظاهرة الاختطاف وإعلان أنها ضد الإرادة الوطنية، وبعقاب المتورطين فيها أيا كانت الجهات الداعمة لهم، ثم السعي لدى مختلف المنظمات المسلحة كي تشارك في التصدي لمن يرتكبون هذه الأفعال التي تسيء أول ما تسيء لفكرة المقاومة.
" لا ينبغي النظر إلى التهدئة كحالة مستديمة وبلا شروط لأن التهدئة إجراء تكتيكي وليست رؤية إستراتيجية بعيدة المدى، أو هكذا ينبغي أن تكون " الوطن القطرية |
التهدئة والفصائل الفلسطينية
قالت صحيفة الوطن القطرية إنه بينما يقول الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إن الذين يتحدثون عن وقف للتهدئة مع إسرائيل مخطئون للغاية، فإن فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة بما فيها كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح تعلن أن فترة التهدئة قد انتهت.
ولفتت النظر إلى إن مثل هذا التضارب يضر كثيرا بمسار العمل الوطني الفلسطيني بقدر ما يفيد قوة الاحتلال الإسرائيلية.
واقترحت الصحيفة من أجل تحاشي أي تداعيات تلحق المزيد من الضرر بالنضال الفلسطيني القتالي والسياسي، وتتيح للعدو الإسرائيلي استثمار الخلافات الفلسطينية الداخلية، أن يعقد الرئيس الفلسطيني مشاورات موضوعية وودية مع قادة الفصائل المسلحة لإجراء مراجعة شاملة للأوضاع.
وانتهت الوطن إلى أنه لا ينبغي النظر إلى التهدئة كحالة مستديمة وبلا شروط لأن التهدئة إجراء تكتيكي وليست رؤية إستراتيجية بعيدة المدى، أو هكذا ينبغي أن تكون.