ملف الحريري إلى أين؟

ايقونة الصحافة الخليجية

تناولت بعض الصحف الخليجية الصادرة اليوم الجمعة تطورات اغتيال الحريري، متسائلة عن ملفه إلى أين؟ كما تناولت اعتقال أربعة من القيادات الأمنية, ولقاء وزيري خارجية إسرائيل وباكستان وقالت إنه يعكس هشاشة الأوضاع العربية والإسلامية، والعنف في العراق.


"
من السابق لأوانه الجزم التام بتورطالقيادات الأمنية الأربعة في عملية اغتيال الحريري عملا بالقاعدة القانونية الذهبية التي تجعل أي متهم بريئا إلى أن تثبت إدانته
"
الشرق القطرية

ملف الحريري إلى أين؟
في الشأن اللبناني علقت افتتاحية الشرق القطرية على تطورات التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري واعتقال القادة الأربعة السابقين للأجهزة الأمنية اللبنانية الذين تم استجوابهم ووجه القضاء اللبناني رسميا لهم الاتهام بالضلوع في قتل الحريري ليدخل بذلك الملف الساخن مرحلة حرجة.

وقالت الصحيفة إنه طالما أن الأمر ما زال في طور التحقيق وأيا كانت الأسباب التي كونت وشكلت ركائز الاتهام وصيغته للقادة الأربعة، فسيكون من السابق لأوانه الجزم التام بتورطهم في العملية عملا بالقاعدة القانونية الذهبية التي تجعل أي متهم بريئا إلى أن تثبت إدانته بالقرائن والأدلة المادية التي تعجز أمامها أي حجج أو ألاعيب دفاعية.

وتضيف الصحيفة أن تداعيات مثل هذا الاتهام لها إفرازاتها الخطيرة على لبنان وجيرانه، الأمر الذي يستدعى من القضاء اللبناني أخذ الحذر من الاندفاع أو الانجرار وراء مؤثرات جهات أو أطراف غربية ربما تكون غير ظاهرة في الصورة اليوم.

وربما تمارس دورها من خلال ضغوط خفية على لجنة التحقيق الدولية لتنفيذ مخططات سياسية وأغراض مستقبلية لها بالمنطقة من خلال تفجير هذا الملف بالكامل وشحنه بالمؤشرات والاتهامات المسيسة لوضع لبنان على فوهة بركان جديد مع جيرانه ومن داخل طوائفه والقوى السياسية التي تشكل الوطن اللبناني.

وطالبت الصحيفة بأن يخلو هذا الملف من التسييس ويبقى محصورا في شقه الأمني الجنائي في المقام الأول، وهي مهمة نحسب أن القضاء اللبناني سيتسلح بنزاهته ووطنيته للقيام بها على أكمل وجه، رغم الضغوط الشعبية التي ربما تفرزها تداعيات الأيام القادمة في الملف الذي أصبح مرشحا لمزيد من الاشتعال والالتهاب مجددا.

"
الدخان الذي غطى العاصمة اللبنانية في 14 فبراير/ شباط كان مميزا وغريبا في اللون والرائحة
"
الرأي العام الكويتية

سر الزجاجات
علمت الرأي العام الكويتية أن دوائر قضائية لبنانية ودولية ستعيد فتح ملف في غاية الأهمية جرى التعتيم عليه من قبل نافذين في النظام الأمني السوري اللبناني قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وتقول الصحيفة إن مصادر مطلعة على هذا الملف ذكرت أنه يتلخص في الآتي "في يناير (كانون الثاني) الماضي حطت طائرة خاصة بمطار بيروت وعلى متنها رئيس شركة نفطية تربطه علاقة قربى بسياسي لبناني معروف، ولدى فحص رجال الأمن لأمتعته عثر معه على صندوق أثار ريبة المفتشين ففتحوه ليكتشفوا فيه زجاجات تحوي سائلا غريبا…

ولما حاولوا مصادرة الزجاجات طلب منهم الرجل عدم لمسها أو تحريكها لأنها عبوات خاصة غالية الثمن تستخدم في صناعة النفط، ومن شأن تحريكها وفتحها الإضرار بها وبعمله…

ثم أجرى الرجل اتصالا من هاتفه النقال ليحضر بعد 10 دقائق العقيد جامع الجامع، الرئيس السابق لفرع بيروت في جهاز الأمن والاستطلاع للقوات السورية برفقة مسؤول أمني لبناني كان قريبا من السياسي اللبناني الذي تربطه علاقة قربى بحامل الزجاجات، وورد اسمه في التوقيفات التي طالت مسؤولين أمنيين لبنانيين أول أمس، ثم قام جامع بتمزيق أوراق المحضر الذي كان رجال أمن المطار يحضرونه وتسلم شخصيا الزجاجات".

وأضافت المصادر أن رجال أمن المطار تبادلوا فيما بينهم مشاعر القلق وقتها لأن الزجاجات كانت تحتوي على سائل شديد الخطورة ونتيجة الاهتمام وحالة التوتر اللذين أبداهما المسؤول الأمني السوري ومرافقه اللبناني، وذهب متخصصون في أمن المطار إلى القول إنها تحوي نوعا من مادة الهتروغليسيرين الشديدة الانفجار والاحتراق.

وتضيف الصحيفة أن المصادر أوضحت أن الدوائر القضائية مهتمة جدا بإعادة التحقيق بشأن هذه الواقعة لمعرفة نوع المادة التي أدخلت إلى لبنان في ضوء البحث المستمر عن نوعية المتفجرات التي استخدمت في عملية اغتيال الحريري، خاصة أن الدخان الذي غطى العاصمة اللبنانية يوم 14 فبراير/ شباط كان مميزا وغريبا في اللون والرائحة.


الأوضاع الهشة
اعتبرت الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن اللقاء الذي عقد أمس بين وزيري خارجية إسرائيل وباكستان يعكس هشاشة الأوضاع العربية والإسلامية، كما يعبر عن قدرة الاحتلال الصهيوني الممكنة بالدعم الأميركي على حصد الثمار دائما رغم ما ارتكبه ويرتكبه من جرائم.

انسحاب أرييل شارون من قطاع غزة لم يكن تساهلا كما أنه لم يكتمل بعد، وقد أملته ضرورات معادلة الأرباح والخسائر في العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني، ومع ذلك تمكن بالدعم الإعلامي والسياسي الأميركي والغربي من جني حصاد سياسي واقتصادي فرض عوائده سلفا.

وتضيف الصحيفة أن المسرحية البكائية التي ابتكرتها إسرائيل للخروج من مستوطنات غزة حصلت مقابلها من واشنطن على دعم اقتصادي، وموافقة واضحة على ما ترتكبه بالضفة من توسيع للاستيطان وعزل وابتلاع للقدس، ثم ها هي دبلوماسيتها تشن غارات تطبيعية على البلدان المتمنعة حتى الآن عن الاعتراف بها، وقد ساعدتها كاسحة الألغام الأميركية على حمل باكستان على فعل ما يعارضه شعبها.

"
الفاجعة التي تمثلت في مصرع ألف عراقي شيعي تثبت أن الحاجة إلى دراسة عواملها الاجتماعية سابقة على الحاجة إلى دراسة عواملها الأمنية
"
الوطن القطرية

ثنائية العنف
قالت افتتاحية الوطن القطرية إنه إذا كانت إشاعة باندساس إرهابي سيتحول إلى قنبلة بشرية صارت سببا في فاجعة جسر الأئمة، وكان سوء التنظيم والإدارة عاملا تاليا، فإننا نكون أمام ثنائية العنف والجهل بالإدارة.

وهما السببان نفسهما اللذان يلقيان بظلالهما على الحياة الاجتماعية والسياسية في معظم المجتمعات العربية ويعزى إليهما الكثير من مظاهر افتقاد مناخ قويم وموات لتنمية بشرية تمنطق الحياة وتخلصها من هوامشها السالبة.

وتقول الصحيفة إن الفاجعة التي تمثلت في مصرع ألف عراقي شيعي تثبت أن الحاجة إلى دراسة عواملها الاجتماعية سابقة على الحاجة إلى دراسة عواملها الأمنية، إذ إن الأماكن المقدسة أينما كانت وما دام يقصدها الآلاف لأداء شعائرهم الدينية بحاجة لتنظيم وحسن إدارة وسبل أمن وأمان ولتوفير حالة من الاطمئنان.

غير أنه على هامش المناخ الحزين الذي أحدثته الكارثة ترى الصحيفة أنه ينبغي أن يكون هناك حرص على تأكيد انتفاء العامل الطائفي وأن يبادر سنة الأعظمية على الشاطئ الآخر من دجلة لإنقاذ إخوانهم الشيعة وأن يدعو الرئيس العراقي لفتح مستشفيات كردستان أمام إخوانهم المصابين بالكارثة، فهذا الالتحام الوطني هو ما يجب أن يسود العراق الواحد في أتراحه وأفراحه.

المصدر : الصحافة الخليجية