مطلب سينغ وكرزاي غير بريء

أيقونة الصحافة الباكستانية

مهيوب خضر – إسلام آباد

 

راقبت باكستان بعيون حذرة زيارة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ التاريخية لأفغانستان خلال اليومين الماضيين وتابعت تصريحات الضيف والمضيف كلمة كلمة.

 

وقد احتل مجمل ما صدر عن المؤتمر الصحفي لسينغ والرئيس الأفغاني حامد كرزاي جل اهتمام الصحف الباكستانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، مسلطة الأضواء على مطالبة الحليفين باكستان بفعل المزيد في إطار الحرب على ما يسمى بالإرهاب.

 

"
إجماع سينغ وكرزاي على أن محاربة الإرهاب في المنطقة لا تصح إلا بمساعدة باكستان قد يبدو بريئا، لكنه يحمل بين طياته أجندة خفية وخطيرة تستهدف باكستان مفادها أن إسلام آباد هي مصدر الإرهاب
"
باكستان أوبزيرفر

أجندة خفية

صحيفة باكستان أوبزيرفر أشارت في افتتاحيتها إلى أن إجماع سينغ وكرزاي في مؤتمرهما الصحفي على أنه لا يمكن محاربة الإرهاب في المنطقة إلا بمساعدة باكستان قد يبدو بريئا من حيث الظاهر على الأقل، لكنه كما تقول الصحيفة يحمل بين طياته أجندة خفية وخطيرة تستهدف باكستان، مفادها أن إسلام آباد هي مصدر الإرهاب وهي من تؤوي الإرهابيين وتحرضهم ضد الدول المجاورة.

 

وعبرت الصحيفة عن أسفها لموقف الرئيس الأفغاني في دعم توجه رئيس الوزراء الهندي ضد باكستان رغم تقديم باكستان تضحيات جسيمة في الحرب على الإرهاب بما في ذلك زعزعة أمن مناطق القبائل لأجل حماية الحدود مع أفغانستان ومنع عمليات التسلل ونشر 74 ألف جندي لتحقيق هذا الهدف واستضافة البلاد أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ حتى اليوم، وشددت أوبزيرفر على أن باكستان هي ضحية للإرهاب القادم من الهند وأفغانستان على حد سواء.

 

أما صحيفة ذي نيوز فاعتبرت في افتتاحيتها تحت عنوان "التعاون وفعل المزيد" عدم تعرض الرئيس حامد كرزاي لباكستان مباشرة وتحميلها مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في بلاده تطورا مرحبا به، وأبرزت الصحيفة تقديم كرزاي لاسم الهند على باكستان في إطار حديثه عن محاربة الإرهاب كنوع من الانتقاد غير المباشر.

"
إذا كان الرئيس الأفغاني يريد من باكستان أن تمنح الهند حق الترانزيت وعبور بضائعها إلى أفغانستان عبر أراضيها فإنه يتوجب عليه أن يطالب سينغ أولا بإزالة العوائق التي تضعها نيودلهي أمام الحوار
"
ذي نيوز

حدود المشاركة

ذي نيوز سلطت الأضواء على مطالبة الرئيس كرزاي باكستان بفعل المزيد في الحرب على الإرهاب، وعلقت على هذا الطلب بالقول إن على الجميع أن يدرك حدود المشاركة لكل دولة.

 

واستهجنت الصحيفة تكرار هذا النوع من الطلب من كابل بينما حكومة كرزاي لا تملك أي نفوذ حقيقي خارج إطار العاصمة كابل وطالب بتفسير من كرزاي لمعنى مطالبته بفعل المزيد ماذا يقصد وماذا يريد.

 

من جهتها راحت صحيفة ذي ناشن تنتقد حديث سينغ عن السلام بالإشارة إلى أن الجمود الهندي في التعاطي مع الخلافات السياسية لاسيما كشمير هو سبب بطء عملية السلام رغم تغيير إسلام آباد إستراتيجيتها في المحادثات من كشمير أولا إلى كشمير وبقية القضايا ثانيا، بناء على الرغبة الهندية.

 

وأضافت الصحيفة أنه إذا كان الرئيس الأفغاني يريد من باكستان أن تمنح الهند حق الترانزيت وعبور بضائعها إلى أفغانستان عبر أراضيها فإنه يتوجب عليه أن يطالب سينغ أولا بإزالة العوائق التي تضعها نيودلهي أمام الحوار الهندي الباكستاني.

 

صحيفة دون راحت من جانبها تقدم نصيحة للهند وباكستان بعدم الصيد في الماء العكر في أفغانستان وعدم التعامل بروح الندية والإفادة من دروس التاريخ لأجل تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.

__________________

مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة