اجتماع الوعود المغرية

أيقونة الصحافة الفرنسية

تركز اهتمام الصحف الفرنسية اليوم الأربعاء على اجتماع الدول الثماني الغنية المنتظر هذا المساء في أسكتلندا، مشيرة إلى أنه مليء بالوعود المغرية، وتحدث بعضها عن حرب الجزائر التي لا تنتهي، وبعضها الآخر عن رفض حماس المشاركة في حكومة اتحاد وطنية.

 

"
السلطات البريطانية استنفرت معظم الشرطة الأسكتلندية وعززتها بفرق من مكافحة الشغب تحسبا لأي تحرك وخشية أن يسيطر مناهضو العولمة واليساريون على الساحة
"
لوموند

اجتماع الوعود

قالت صحيفة ليبيراسيون إن قمة الدول الغنية الثماني ستبدأ اليوم في أسكتلندا وعلى مقدمة جدول أعمالها مسألة الديون والعون من أجل التنمية لأفريقيا لأول مرة، مشيرة إلى ما تم من شطب ديون الدول أكثر فقرا وإلى جهود رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في هذا السياق.

 

وقالت الصحيفة إن وعودا كثيرة متوقعة في هذا الاجتماع منها وعد أوروبا برفع نسبة العون من أجل التنمية وأيضا القيام بتسهيلات نقدية دولية تسمح بتوفير أموال إضافية لصالح التنمية.

 

ومن جهة أخرى وخلافا لليبيراسيون رأت صحيفة لوفيغارو أن دول الثماني يجتمعون وهم منقسمون حول أهم القضايا المطروحة، مشيرة إلى أن فرنسا والولايات المتحدة على طرفي نقيض فيما يتعلق بمسألة المناخ، وأن مسألة الديون وعون المزارعين والمساعدة من أجل التنمية كلها مواضيع غير متفق عليها ولكن بصورة أقل حدة.

 

وقالت الصحيفة إن توني بلير الأقرب إلى الأميركيين قد يفرض أولوياته في الاجتماع بادئا بمسألة المناخ والقضايا الاقتصادية، ومخصصا اليوم الأخير لأفريقيا، حيث سيحضر سبعة من الرؤساء الأفارقة.

 

أما صحيفة لوموند فاختارت أن يكون تركيزها على الساحة قبل حضور الرؤساء، وقالت إن السلطات البريطانية استنفرت معظم الشرطة الأسكتلندية وعززتها بفرق من مكافحة الشغب تحسبا لأي تحرك وخشية أن يسيطر مناهضو العولمة واليساريون على الساحة.

 

وأشارت إلى أن الشرطة أحاطت بالمتظاهرين ضد الحرب على العراق وفرضت عليهم التحرك في مسارات محددة ومطوقة من كل النواحي، كما أن سرعة تحرك الشرطة أحبطت محاولة بعض المشاغبين مهاجمة مرقص وإشعال النيران في مستودعات للقمامة.

 

وأفادت الصحيفة بأن 90 شخصا على الأقل تم توقيفهم على خلفية تلك الأحداث التي جرح خلالها 21 شخصا من بينهم 4 من الشرطة.

 

"
الاستعمار لم يكن بداية ولا طريقا إلى سلسلة من المجازر التي لا تنتهي، ولا هو أيضا كان شيئا إيجابيا
"
كلود لياوزو/ليبيراسيون

حرب لم تنته بعد

كتب كلود لياوزو مقالا في صحيفة ليبيراسيون تهكم فيه على كل من الحكومتين الفرنسية والجزائرية، متهما إياهما بأنهما تحاولان إبقاء مواطنيهما يعيشون أسوأ مراحل ماضيهما.

 

فأي ديمقراطية -يقول لياوزو- تلك التي تمجد من فرضوا الفوضى، ورفضوا السلام الذي صوت له 75% من المواطنين في استفتاء عام 1961، وأي نظام برلماني هذا الذي يلزم المعلمين بقانون يصوت عليه بأن يعترفوا بإيجابية الاستعمار.

 

وأي جيش هذا الذي لم يعاقب في تاريخه من ضباطه سوى الجنرال الوحيد الذي رفض أن يغطي على الجرائم التي ارتكبت في معركة الجزائر، وأي قانون هذا الذي يعاقب شخصا لا بسبب ما ارتكبه من تعذيب وخنق، بل بسبب بوحه بذلك.

 

ولكن أي حكومة جزائرية هذه التي تظل بعد 40 سنة غير قادرة على تقبل أن بعض الثوار لم يكونوا قديسين بل كانوا يعذبون الناس ويقتلونهم، وغير قادرة على تقبل أنه ليس كل من كان في الجانب الآخر كان خائنا وجاسوسا.

 

والغريب -يقول الكاتب- أن وزير المحاربين القدامى الفرنسي ونظيره وزير المجاهدين الجزائري يريدان إملاء ما يريانه الحقيقة على المؤرخين، غير أن "الاستعمار لم يكن بداية ولا طريقا إلى سلسلة من المجازر التي لا تنتهي" كما يقول بوتفليقة، ولا هو أيضا كان شيئا إيجابيا، كما يراه شراكا بتوقيع على قانون 23 فبراير/شباط الماضي.

 

"
عرض محمود عباس لم يكن بريئا، إذ إنه يريد إشراك حماس قبل الانتخابات النيابية القادمة، لكن حماس تنبهت إلى الأمر ولم تر أهمية للمشاركة في حكومة قريع الملوثة بقضايا الفساد
"
لوفيغارو

حماس ترفض المشاركة

قالت صحيفة لوفيغارو إن عرض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الفصائل الفلسطينية المشاركة في حكومة وحدة وطنية لقي رفضا حاسما من الجهاد ورفضا من حماس بعد ترو.

 

وقالت الصحيفة إن العرض كان الهدف منه إشراك حماس -أقوى الفصائل المسلحة المعارضة- من أجل تخفيف حدة معارضتها حتى يمر الانسحاب الإسرائيلي المزمع من غزة بسلام.

 

وأشارت إلى أن عرض محمود عباس لم يكن بريئا، إذ إنه يريد إشراك حماس قبل الانتخابات النيابية المتوقعة في السنة القادمة، لكن حماس تنبهت إلى الأمر ولم تر أهمية للمشاركة في حكومة قريع الملوثة بقضايا الفساد، كما تقول الصحيفة.

المصدر : الصحافة الفرنسية