الوضع العراقي يهدد الأمن الأميركي

تطرقت الصحف الأميركية اليوم الأربعاء إلى قضايا عدة، كان أبرزها ما اعتبره أحد المعلقين أن الهدوء في الولايات المتحدة يسبق عاصفة من الهجمات الإرهابية الناجمة عن الحرب في العراق، وأشادت بعض الصحف بإنجازات القوات الأميركية في العراق فضلا عن مطالبة الرئيس الفلسطيني بتقويض الجماعات المسلحة أولا.
هدوء يسبق العاصفة
كتب توماس فريدمان تعليقا في صحيفة نيويورك تايمز تحت عنوان "الهدوء الذي يسبق العاصفة" يتساءل فيه عن عدم وجود هجمات إرهابية في الولايات المتحدة الأميركية منذ أحداث 11سبتمبر/ أيلول وسط إخفاقات واسعة النطاق لأجهزة المخابرات.
ثم يعزو الكاتب الهدوء إلى جهود وكالة المخابرات الأميركية والـFBI فضلا عن التعاون والتنسيق مع الدول الأوروبية والعربية مما بات من الصعوبة بمكان أن يشن الإرهابيون أي عملية داخل البلاد.
ومن عوامل التهدئة أيضا كما يقول الكاتب ما قامت به قوات الجنرال أبي زيد في أفغانستان حيث حرمت تنظيم القاعدة من بلد يخطط فيه ويدرب وينسق هجمات إرهابية وسط غياب الرقابة عليها.
ثم يذهب الكاتب إلى محور القضية وهو أن التقارب بين الجهاديين والبعثيين من حيث الإستراتيجية يجعل هزيمة الولايات المتحدة في العراق على سلم أولوياتهم لأن ذلك من شأنه أن يلق صدى أكثر من تفجير سيارة في ولاية أميركية.
ويرجع الكاتب ازدياد الأمور سوءا وخطورة إلى ما توحيه تشكيل الحكومة المنتخبة في العراق بأن "التمرد" البعثي والجهادي لحق به هزيمة نكراء، وما يترتب عليه من سحب الولايات المتحدة لقواتها.
وتابع أن شعور الجهاديين بهزيمتهم في عقر دارهم من شأنه أن يدفعهم لارتكاب أعمال جنونية داخل الولايات المتحدة للتعويض عن الخسائر.
ودعا في نهاية مقاله إلى المضي قدما في المسيرة إزاء العراق مترافقا مع اليقظة في البلاد.
مواجهات قاسية
" انخفاض هجمات "المتمردين" يعود إلى عدة عوامل منها تنامي الرغبة لدى العراقيين بتزويد معلومات بشأنهم فضلا عن الوجود الكثيف لقوات الأمن العراقية عبر البلاد " واشنطن بوست |
نقلت صحيفة واشنطن بوست تقريرا من الموصل تشيد فيه بالقوات الأميركية وخاصة بالجندي رويز الذي اعتبرته رمزا للتفاؤل الذي ساد الجيش منذ انتخابات يناير/ كانون الثاني.
وقالت الصحيفة إن هجمات من أسمتهم بالمتمردين انخفضت في شمال العراق والتي كانت تصل إلى 100 هجمة في الأسبوع الواحد في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى النصف.
ويعزو الجيش كما تقول الصحيفة هذا الانخفاض إلى عدة عوامل منها تنامي الرغبة لدى العراقيين بتزويد معلومات بشأن "المتمردين" فضلا عن الوجود الكثيف لقوات الأمن العراقية عبر البلاد.
والعامل الآخر وفقا للمصادر العسكرية يكمن في عمليات المواجهة الطاحنة التي نفذتها القوات الأميركية.
أجندات نسائية متناقضة
وفي الموضوع العراقي أيضا أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى التناقض في الأجندات التي تحملها النساء بين من يرتدين النقاب وغير المحجبات.
ورصدت الصحيفة مطالب النساء غير المحجبات لدى رئيس الوزراء والتي تنطوي على شغل 10 وزارات من بين الثلاثين، فضلا عن رفع نصيب تمثيلهم إلى 40% في الانتخابات المقبلة.
أما مطالب القسم الآخر فاتخذت منحى آخر يتمثل في إضفاء الشريعة الإسلامية على القوانين بما فيها القرارات التي تتيح للرجل الزواج من أربعة نساء وخفض حصة الأموال المخصصة للنساء في الميراث.
وقالت الصحيفة إن الطرفيين يلتقيان في أحقية التمتع بمزيد من السلطة، ولكنهما منقسمان على بعضهما بعضا.
طموح الإسرائيليين
" من الخطأ الفادح أن نعتقد أن دعم حزب الله المتواصل للمطالب الفلسطينية يشكل تهديدا لإسرائيل فحسب " واشنطن تايمز |
تحت هذا العنوان خصصت صحيفة واشنطن تايمز افتتاحيتها للحديث عن لقاء الرئيس الأميركي جورج بوش ونظير الإسرائيلي أرييل شارون.
واستهجنت الصحيفة تركيز وسائل الإعلام على الخلافات بين الرئيسين بشأن المستوطنات دون إلقاء الضوء على القضايا الحرجة الأخرى مثل برنامج إيران للأسلحة النووية وحث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للعمل الجاد ضد الجماعات الفلسطينية المسلحة.
ثم تطرقت الصحيفة إلى حزب الله قائلة إنه من الخطأ الفادح أن نعتقد أن دعم حزب الله المتواصل للمطالب الفلسطينية يشكل تهديدا لإسرائيل فحسب.
وأضافت أن نشاطات حزب الله التي تحمل في ثناياها الجزم بانتقام إسرائيلي من الفلسطينيين، تمثل تهديدا مباشرا للطموحات الفلسطينية من أجل الحرية والاستقلال.
وتخلص الصحيفة إلى أن وقت عباس للعمل في انحسار، ويقع العبء على كاهله في إظهار الاستعداد للتحرك ضد تلك الجماعات بدلا من التعاون معها.