دفاع رايس باهت

أيقونة الصحافة الاميركية

انصب اهتمام الصحف الأميركية اليوم الأربعاء على دفاع رايس عن السجون السرية لدى زيارتها للدول الأوروبية، ودعت إلى تغيير السياسات المحلية للبلاد وقبول مشروع التعديل على قانون التعذيب، كما تطرقت إلى ملامح التقدم في العراق لدحض التشاؤم الذي يعم الإدارة الأميركية.

"
يتعين على بوش القبول بتعديل الديمقراطي جون ماكين الذي أدخله على قرار مكافحة الإرهاب الذي يحظر إساءة معاملة المعتقلين أينما كانوا
"
واشنطن بوست

رايس والسجون السرية
خصصت واشنطن بوست افتتاحيتها تحت عنوان "دفاع رايس باهت" لتوجيه انتقاد لاذع لدفاع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في جولتها الأوروبية، وعلقت على تأكيدها بأن "الحكومة الأميركية لا تصدق أو تسمح بالتعذيب" قائلة إن ما أغفلته رايس هو أن السياسيين المعينين من قبل الإدارة أعادوا تعريف "التعذيب" بحيث لا يغطي بعض الممارسات مثل محاكاة الغرق والإعدام الوهمي والزنازين الباردة، وغيرها مما دأبت وزارتها على اعتبارها بأنها أعمال مخلة بحقوق الإنسان.

وقالت إن ردود الفعل السياسية السلبية ما زالت في تنام وإن صورة البلاد المشوهة قد بلغت ذروتها، مستشهدة بتهديد المستشارة الألمانية بتقارير تفيد تورط بلادها في عمليات نقل المشتبه فيهم لدى إعلانها عن خطط إعادة بناء العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية.

ولفتت الصحف إلى أن الطريقة الوحيدة لإصلاح ما أفسد صورة البلاد هي تغيير السياسات الحالية لأن ذلك من شأنه أن يساعد ولا يضر بالحرب على الإرهاب، مشيرة إلى أنه ينبغي على الإدارة أن تدرك أن نقل المشتبه فيهم سواء أكانت مبررة أم لا أتت بعكس ما هو مروج له.

والخطوة البسيطة التي يتعين على بوش القيام بها هي القبول بتعديل الديمقراطي جون ماكين الذي أدخله على قرار مكافحة الإرهاب الذي  يحظر إساءة معاملة المعتقلين أينما كانوا، الأمر الذي لا يجرد أميركا من الاسباب لاحتجاز المشتبه فيهم من القاعدة خارج البلاد، كما يسهم في تعزيز دفاع رايس في المرة القادمة حين تصرح بأن البلاد ليست متورطة في التعذيب.

وفي هذا الإطار أيضا أعربت نيويورك تايمز في افتتاحيتها عن أسفها بأن تدمر إدارة بوش موقفها الأخلاقي بهذا الشكل الردئ، حيث اضطرت رايس لإنكار أن الرئيس بوش سمح بالتعذيب قبيل زيارتها لأقرب حلفاء أميركا بأوروبا.

وتابعت أن الأمر سيكون سهلا على رايس لو أنها كانت في موقف لإقناع العالم بأن واشنطن لا ولم ولن تسمح بتعذيب المعتقلين، غير أن ثمة أدلة دامغة تثبت ممارسة التعذيب على أيدي محققين أميركيين فضلا عن مساعي ديك تشيني في محاولة تشريع التعذيب بسجون وكالة المخابرات المركزية.

التقدم في العراق

"
إذا كانت واشنطن تشعر بالتشاؤم وخيبة الأمل في العراق فإن هذا الشعور لم يتغلغل إلى صدور العراقيين
"
واشنطن تايمز

قالت واشنطن تايمز في افتتاحيتها إنه إذا كانت واشنطن تشعر بالتشاؤم وخيبة الأمل في العراق، فإن هذا الشعور لم يتغلغل إلى صدور العراقيين.

وأخذت الصحيفة تسرد بعض ما تراه من تقدم في العراق عقب تعهد قطعته على نفسها، بالتطرق في افتتاحياتها إلى ملامح التفاؤل في البلاد ردا على النظرة التشاؤمية التي تعصف ببعض رجالات الإدارة الأميركية.

فذكرت واشنطن تايمز نقلا عن استطلاع أجراه المعهد الجمهوري الديمقراطي في أكتوبر/تشرين الأول أن 47% من العراقيين يعتقدون أن بلادهم تسير في الاتجاه الصحيح.

وعلى المستوى التعليمي ذكرت أن نسبة المنتسبين إلى المدارس الابتدائية ارتفعت إلى 20% عنها في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين، وفقا لمعهد بروكنغز الأميركي.

"
انتقادات الديمقراطيين للحرب على العراق تعزز المفاهيم لدى الشعب بأن الحزب الديمقراطي ضعيف حيال القضايا العسكرية ويصرف الانتباه عن مشاكل الرئيس السياسية المتنامية إزاء الحرب وقضايا أخرى
"
نقاد/واشنطن بوست

كما لفتت الصحيفة النظر إلى ارتفاع نسبة الإنتاج القومي إلى 50%، فضلا عن انخفاض في نسبة البطالة إلى الثلث بعد أن وصلت النصف قبل عامين.


الديمقراطيون يخشون
ذكرت واشنطن بوست أن تعليقات المناهضة للحرب بالآونة الأخيرة جاءت على لسان زعيمة الأقلية نانسي بيلوسي ورئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية هاوارد دين، أحدثت مجددا صدعا حزبيا بشأن العراق وسط تحذير بعض صانعي السياسة من أن ذلك قد يلحق ضررا بتحقيق الفوز بالكونغرس العام القادم.

وأضافت أن عددا من الديمقراطيين انضموا أمس إلى الرئيس الأميركي في انتقاده لتصريحات دين التي قال فيها إن "فكرة الفوز في العراق خاطئة".

ونقلت الصحيفة عن نقاد قولهم إن مثل تلك التعليقات تعزز المفاهيم لدى الشعب بأن الحزب الديمقراطي ضعيف حيال القضايا العسكرية، ويصرف الانتباه عن مشاكل الرئيس السياسية المتنامية إزاء الحرب وقضايا أخرى.

المصدر : الصحافة الأميركية