سوريا إلى العدالة

أيقونة الصحافة الاميركية

انصب اهتمام الصحف الأميركية اليوم الاثنين على الملفين السوري واللبناني ودعت إلى ضرورة مثول سوريا أمام العدالة لتورطها في جرائم القتل التي ترتكب في لبنان، كما تطرقت إلى سجن سري أدارته أميركا في أفغانستان، ولم تغفل الشأن العراقي، حيث دعا معلق في مقاله إلى دعم القوات العراقية لقوات التحالف لا الحلول محلها.

"
الحل الوسط الذي اتفق عليه في مجلس الأمن لن يقنع دمشق بأن المجتمع الدولي قادر على اتخاذ أجراء فاعل بحق نظام يصدر الإرهاب ويدوس على بلد جار
"
نيويورك تايمز

خذلان لبنان
تحت هذا العنوان خصصت صحيفة نيويورك تايمز افتتاحيتها للحديث عن الملف اللبناني، قائلة إن سوريا تمكنت من التملص من فعلتها في لبنان، وساعدها على ذلك مجلس الأمن الدولي.

وعلقت الصحيفة على قرار مجلس الأمن الذي تم تمريره الخميس الماضي واصفة إياه بأنه قد يكون مناسبا في أدنى مستوياته لو أن شيئا آخر كان على المحك أقل من سيادة عضو في مجلس الأمن وحياة بعض الشجعان من شعبه.

وأوضحت أن القرار مدد التحقيق الأممي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري لستة أشهر أخرى فضلا عن وعود بتقديم مساعدة تقنية للسلطات اللبنانية لملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وغيرها مما سبق، ولكنه رفض توسيع دائرة تحقيق الأمم المتحدة ليشمل الجرائم الجديدة، كما أخفق في فرض عقوبات جادة على المسؤولين السوريين الذين يمضون في عرقلة التحقيق.

وأعربت الصحيفة عن استيائها من الصين وروسيا والجزائر التي وقفت سدا منيعا أمام تلبية الطلبات التي تقدم بها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الأسبوع الماضي إلى مجلس الأمن.

وأشارت إلى أن الحل الوسط الذي اتفق عليه في مجلس الأمن لن يقنع دمشق بأن المجتمع الدولي قادر على اتخاذ إجراء فاعل بحق نظام يصدر الإرهاب ويدوس على بلد جار دون أن يحاسب.

واختتمت بالقول إن تدخل سوريا المقيت في لبنان قدم فرصة ذهبية لمجلس الأمن كي يظهر قدرته على اتخاذ خطوات دبلوماسية لحماية عضو ضعيف في الأمم المتحدة وملاحقة مرتكبي الإرهاب الدولي.

وتحت عنوان "سوريا إلى العدالة" كتبت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها تقول إن الرئيس السوري بشار الأسد تبني نفس الطريقة التي اتبعها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في تحدي المجتمع الدولي.

"
ثمة أسباب قوية لمشاطرة القادة اللبنانيين ما يعقتدونه من أن سوريا متورطة في عمليات قتل ممنهجة تحديا للمجتمع الدولي الذي أرغمها على الانسحاب من لبنان
"
واشنطن بوست

وأضافت أن بشار لم يقتصر على عرقلة التحقيق الأممي في اغتيال الحريري وحسب، بل مضى عملاؤه في تنفيذ جرائم القتل بحق منتقديه في لبنان.

وتابعت أن ثمة أسبابا قوية لمشاطرة القادة اللبنانيين ما يعتقدونه من أن سوريا متورطة في عمليات قتل ممنهجة تحديا للمجتمع الدولي الذي أرغمها على الانسحاب من لبنان.

ومن بين تلك الأسباب تغيير الشاهد الرئيس في تقرير ديتليف ميليس لأقواله الأولي عقب تعرض ذويه للاعتقالات، وإشارة التقرير الجديد إلى إتلاف سوريا للوثائق المخابراتية المتعلقة بلبنان، فضلا عن غياب صهر الأسد عاصف شوكت عن التحقيق في فيينا.

واختتمت ببعض السطور التي كان "المغدور" جبران تويني كتبها في زاويته يتساءل فيها "متى سيعود هذا النظام إلى رشده؟"، وتوقعت الصحيفة أن تكون إجابته: ليس قبل أن يضمن مجلس الأمن بقيادة الأمم المتحدة مثول القتلة أمام العدالة.

سجون سرية
نقلت صحيفة "يو أس إي توداي" عن وكالة أسوشيتد برس قولها إن الولايات المتحدة أدارت سجنا سريا في أفغانستان العام الماضي ومارست فيه مختلف صنوف التعذيب، منها الحرمان من النوم وتقييد المعتقلين بالجدران وإرغامهم على الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة في غرف معتمة جدا.

وكانت الوكالة قد نقلت عن تقرير منظمة حقوق الإنسان التي تتخذ من نيويورك مقرا لها أن السجن كان بالقرب من العاصمة الأفغانية كابل، استنادا لأقوال محتجزين متهمين بالإرهاب في سجن غوانتانامو.

وكانت المنظمة قد حصلت على تلك الأقوال عن طريق محامي المعتقلين نظرا لمنع المنظمات زيارة المحتجزين، وقالت المنظمة إن مزاعم التعذيب كانت صادقة بما يكفي لفتح تحقيق رسمي بذلك.

القوات العراقية داعمة لا بديل

"
ينبغي أن تكون القوات العراقية المدربة إضافة للقوات الأميركية, لا أن تكون بديلا عنها
"
كيسنجر/واشنطن بوست

كتب وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر مقالا في صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان "كيف السبيل للخروج من العراق" يؤكد فيه ضرورة أن تكون القوات العراقية المدربة إضافة للقوات الأميركية لا بديلا عنها.

وقال إن الإدارة الأميركية ومنتقديها يتفقون على أن الشروع في الانسحاب من العراق سيكون نقطة تحول، ولكنهم يختلفون على سرعة ومدى خفض القوات سواء عبر جدول زمني أم إستراتيجية تسعى إلى صياغة الأحداث.

وشدد الكاتب على أن يعار الاهتمام لكيفية فهم هذا الانسحاب سواء أكان انسحابا قسريا أم ناجما عن إستراتيجية محكمة تهدف إلى تعزيز الأمن العالمي, مشيرا إلى أن مغادرة الجنود العراق مخلفين حالة من الفوضى سينجم عنه عواقب كارثية للمنطقة وللموقف الأميركي في العالم برمته.

وأشار كيسنجر إلى أن الانسحاب الأميركي سيقوض مصداقية أميركا في العالم على صعد مختلفة مثل القضية الفلسطينية وإيران والصين وروسيا واليابان.

وتابع أن القوات العراقية المدربة جيدا يجب أن ينظر إليها كزيادة لقوات التحالف لا على أنها بديل عنها، وبالتالي يجب نشرها على الحدود لتحول دون تسلل "المتمردين" وقيامها بمهمات هجومية تستهدف البنية التحتية للعصابات، وهذا المنظور يسهم في علاج النقص في القوات الأرضية التي لعبت دورا كبيرا في خفض عمليات العصابات إبان الاحتلال.

وأضاف أن إستراتيجية الخروج ينبغي أن تنجم عن تفاعل ممنهج على الصعيد السياسي والأمني وفوق كل ذلك تعزيز الحكومة الوطنية.

وحث الكاتب في ختام مقاله على توسيع نطاق الاستشارة السياسية لتشمل الدول المجاورة، داعيا إلى اجتماع لجنة اتصالات سياسية تضم الحلفاء الأوروبيين والهند وباكستان وتركيا، عقب الانتخابات العراقية.

وقال إن عمل تلك اللجنة سينصب على تقديم النصيحة من أجل الارتقاء سياسيا بالعراق، وتوسيع قاعدة شرعية الحكومة هناك، وقد تتحول تلك اللجنة إلى منتدى يتعاطى مع قضايا أخرى تمس الاستقرار في الشرق الأوسط بما فيها قضايا التطرف الإسلامي.

وخلص إلى أن الإطار السياسي ليس بديلا عن الحصيلة العسكرية الناجحة، ولكن هذا النجاح العسكري لا يمكن أن يدوم طويلا دون ذلك الإطار.

المصدر : الصحافة الأميركية