دمشق تقرر الخروج من المأزق بالموافقة على فيينا

انصبت جل اهتمامات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت على إعلان سوريا موافقتها على مقر الأمم المتحدة بفيينا مكانا لاستجواب لجنة التحقيق الدولية في مقتل رفيق الحريري لمسؤوليها واعتبرته خروجا من المأزق مع اللجنة، وأشارت إلى الترحيب الأميركي والأممي بالخطوة السورية.
" دمشق اتخذت قرارا كبيرا للخروج من المأزق مع لجنة التحقيق الدولية وإخراج استقرار المنطقة من حافة الهاوية التي وصل إليها جراء التصعيد المتزايد " اللواء |
تكتيك الأسد الراحل
اعتبرت صحيفة اللواء أن دمشق اتخذت قرارا كبيرا للخروج من المأزق مع لجنة التحقيق الدولية وإخراج الاستقرار بالمنطقة من حافة الهاوية التي وصل إليها بعد التصعيد المتزايد خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك بإعلان موافقتها على تسوية قضت بالموافقة على استجواب خمسة ضباط سوريين بمقر الأمم المتحدة في فيينا، وإسقاط الاسم السادس الذي بات معروفا أنه رئيس جهاز المخابرات العسكرية اللواء آصف شوكت.
وقالت إن القرار السوري الذي أعاد إلى الأذهان تكتيك الرئيس الراحل حافظ الأسد بالإمساك بالمبادرة في اللحظة الأخيرة وعدم الوصول بالأزمة إلى مرحلة الانفجار أو الصدام، أثار موجة ارتياح واسعة في الأوساط العربية واللبنانية التي اعتبرتها خطوة على الطريق الصحيح تساعد على التهدئة وتنفيس أجواء الاحتقان التي سادت الأسبوعين الأخيرين بين سوريا ولجنة التحقيق.
ترحيب أميركي
نقلت الأنوار عن المحقق الدولي ميليس أنه أكد مساء أمس توصله إلى اتفاق مع دمشق على استجواب خمسة مسؤولين أمنيين سوريين بفيينا، في حين قالت سوريا إن هناك ضمانات بأن يعود المستجوبون إلى العاصمة السورية بعد الاستماع إليهم.
ونسبت الصحيفة إلى المتحدثة باسم الأمم المتحدة ماري أوكابي قولها إن الأمين العام كوفي أنان تحدث إلى ميليس الذي أكد له التوصل إلى الاتفاق مع مسؤولين سوريين على أن تتم جلسات الاستجواب بمكاتب أممية في العاصمة النمساوية.
وقالت إن أنان راض جدا عن نتائج مفاوضات ميليس مع السلطات السورية، ويتوقع منها مزيدا من التعاون خلال كل مراحل التحقيق.
وأشارت الصحيفة إلى ترحيب السفير الأميركي جون بولتون بالاتفاق، وقال في بيان "نأمل أن يتواصل التعاون السوري ويزداد".
التطور الأبرز من دمشق
في الشأن ذاته وصفت المستقبل من جانبها دون تردد يوم أمس بأنه حمل تطورات هي الأهم حتى الآن على صعيد التحقيق الدولي والتحقيقات اللبنانية، وأن التطور الأبرز أتى من دمشق، وقالت إن العاصمة السورية أعطت جوابها ضمن المهلة التي كان ميليس قد حدد نهايتها أمس.
وأضافت أن ما لفت الانتباه في إعلان الموافقة السورية هو مجموعة من النقاط أشار إليها كل من وليد المعلم نائب وزير الخارجية ورياض الداوودي المستشار القانوني للخارجية اللذين نسبا هذه النتيجة إلى اتفاق تم مع المحقق الدولي في برشلونة الشهر الجاري.
وأكد المسؤولان السوريان أن عدد المسؤولين الأمنيين السوريين الذين سيستجوبهم ميليس خمسة لا ستة كما كان معروفاً حتى الآن، وأن استجوابهم سيتم بحضور محام عن كل منهم، وأنهم سيعودون إلى دمشق بعد انتهاء التحقيق معهم بصفتهم شهودا لا بوصفهم مشتبها بهم.
وأوضحا أن ليس لميليس صلاحية التوقيف ولا صلاحيته أن يطلب من السلطات القضائية اللبنانية ذلك وهي تطلب بدورها من السلطات القضائية السورية مثل هذا الإجراء.
" ليس لنا أي دور نلعبه لا في المكان ولا في اختيار الشهود وعندما سئلنا عن رأينا قلنا إنه يستحسن أن لا تكون في لبنان " فؤاد السنيورة/ النهار |
ليس للبنان دور
بدورها نوهت النهار بأنه بغض النظر عن عدد الذين سيشملهم الاستجواب اثنين كانوا أو ثلاثة أو أربعة، فإنه بمجرد انطلاق عملية الاستجواب لن يكون بإمكان دمشق رفض طلب استجواب مزيد من المسؤولين فيما بعد.
وقالت إن لجنة التحقيق بدا أنها تريد أن تبدأ من نقطة معينة في التحقيقات المتعلقة بالمسؤولين الأمنيين السوريين، من غير أن تكون هناك صفقة أو تراجع عن طلب الاستجواب، بل إن ثمة عملية يجب أن تبدأ وأن تأخذ مجراها.
ومع الاتفاق على فيينا مكانا للاستجواب توقعت الصحيفة أن تتم مواجهة بين المسؤولين السوريين وبعض الشهود المحتجزين في قضية الاغتيال.
وسألت النهار رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة عن رأيه في الخطوة السورية فأجاب "ليس لنا أي دور نلعبه لا في المكان ولا في اختيار الشهود، وعندما سئلنا عن رأينا قلنا إنه يستحسن أن لا تكون في لبنان، وعلى كل حال نحيي المبادرة السورية في التجاوب مع المحقق الدولي".