القتل لمن يجرؤ على عد قتلى الفلوجة

أيقونة الصحافة البريطانية

تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة اليوم فبينما تحدثت ذي غارديان عن قتل الأميركيين لمن يجرؤ أن يعد القتلى في الفلوجة، تطرقت بعض الصحف الأخرى للتفجيرات الأخيرة في بغداد كما تناولت آخر تطورات الأزمة الأوكرانية.


"
الهجوم الأخيرعلى الفلوجة اعتمد تكتيكا حربيا جديدا يتمثل في القضاء على الأطباء والصحفيين ورجال الدين الذين ركزوا اهتمام الناس في المعركة الماضية على الخسائر بين المدنيين
"
كلين/ ذي غارديان

رد على السفير
أوردت صحيفة ذي غارديان ردا لمعلقها نعوم كلين على السفير الأميركي في بريطانيا الذي احتج على تعليق لهذا الصحفي قال فيه إن الأميركيين يقتلون كل من يجرؤ أن يعد قتلى الفلوجة، واصفا هذا الاتهام بأنه "عار عن الصحة" وداعيا صحيفة ذي غارديان إلى سحبه أو تقديم أدلة عليه.

لكن كلين قال إنه أخذ رسالة السفير مأخذ الجد، غير أنه رفض سحب اتهاماته وبدلا من ذلك فضل تقديم الأدلة على تلك الاتهامات، معتبرا أن القوات الأميركية وعت أن أهم أسباب فشلها في معركة الفلوجة الأولى في أبريل/ نيسان الماضي كان الثورة العارمة التي عمت العراق إثر التقارير التي أوردتها قناة الجزيرة ومصادر أخرى وأكدت موت مئات المدنيين في تلك المعركة.

وأورد المعلق قول أحد القادة العسكريين الأميركيين آنذاك إن مستشفى الفلوجة أصبح "مركز دعاية"، كما أن وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد وصف ما قامت به قناة الجزيرة من تغطية بأنه "شرير ومضلل وغير مقبول". وأضاف كلين أن الهجوم هذه المرة اعتمد تكتيكا حربيا جديدا يقضي بالقضاء على الأطباء والصحفيين ورجال الدين الذين ركزوا اهتمام الناس في المعركة الماضية على الخسائر بين المدنيين.

وصاغ الصحفي أدلة كثيرة على اتهاماته مستشهدا بما أوردته الصحف من أن الجنود سرقوا أجهزة الهاتف التي كانت عند الأطباء في مستشفى الفلوجة، كما هاجموا عيادة داخل المدينة رغم معرفتهم بمكانها مما أدى إلى مقتل 15 طبيبا وأربع ممرضات و35 مريضا.

أما عن استهداف الصحفيين فقال المعلق إن القوات الأميركية حظرت قناة الجزيرة ولم تسمح لأي صحفي لا يعمل تحت إمرتها بأن يغطي أحداث الفلوجة.

وذكر كلين أمثلة عدة على استهداف العلماء ورجال الدين قبل أن يختم بالقول "أيها السفير أعتقد أن حكومتك ووكلاءها في العراق يشنون حربين في هذا البلد: حربا ضد الشعب العراقي أدت إلى مقتل 100 ألف شخص، وأخرى ضد الشهود على ما يحدث هناك".


يوم مروع

"
قدرة المقاتلين على الاستيلاء على مركز للشرطة في بغداد يظهر أنهم منظمون بطريقة جيدة، كما أن بطء التدخل الأميركي يؤكد المشاكل التي يعاني منها الجيش الأميركي
"
ذي إندبندنت

وفي موضوع متصل قالت صحيفة فاينانشال تايمز إن بغداد شهدت أمس يوما آخر مروعا عندما اجتاح المقاتلون مركزا للشرطة وفجروا قنبلة قرب مسجد للشيعة مما أدى إلى مقتل 30 شخصا، معتبرة ذلك أسوأ هجوم تعرفه بغداد منذ معركة الفلوجة.

ووصفت صحيفة ذي إندبندنت هذا الهجوم الجديد بأنه نظم بطريقة جيدة "مما يظهر استمرار فاعلية قوات المقاومة رغم الهجوم على مركز قيادتهم في الفلوجة الشهر الماضي".

وقالت الصحيفة إن شهود عيان من الشرطة أخبروها أن المقاتلين أجبروا القوات الأميركية التي تدخلت لنجدة الشرطيين على الانسحاب قبل أن يطلقوا سراح 50 معتقلا ويفروا من المكان.

وعلقت الصحيفة على ذلك بالقول إن قدرة المقاتلين على الاستيلاء على مركز للشرطة في بغداد يظهر أنهم منظمون بطريقة جيدة، كما أن بطء التدخل الأميركي يؤكد المشاكل التي يعاني منها الجيش الأميركي والمتمثلة في كونه لا يتوفر على ما يكفي من الجنود لضبط العاصمة.


"
استخدام طرق أكثر قسوة ضروري لدمج 13 مليون مسلم في المجتمعات الأوروبية
"
تايمز

أوروبا والإسلام
وفي موضوع العلاقات بين المسلمين وغيرهم في أوروبا قالت صحيفة تايمز إن "التطرف الإسلامي قد يحدث صراعا حضاريا بين الديمقراطيات الليبرالية والمسلمين"، مشيرة إلى أن الحكومات والسياسيين والإعلاميين الأوروبيين من النرويج إلى صقلية وضعوا خلافاتهم جانبا وبدؤوا يركزون على "التشدد الإسلامي باعتباره منافيا لقيم أوروبا الليبرالية".

وقالت الصحيفة إن هذا التوجه ليس فقط ردة فعل على أعمال عنف غير عادية مثل تفجيرات مدريد أو قتل الممثل الهولندي فان غوخ بقدر ما هو اعتقاد سائد بأن استخدام طرق أكثر قسوة ضروري لدمج المسلمين الأوروبيين البالغ عددهم 13 مليون في المجتمع الأوروبي، ولمواجهة العقائد التي ترعى التطرف الذي يؤدي في النهاية إلى الإرهاب.

وأوردت الصحيفة أمثلة عدة على الإجراءات التي اتخذتها بعض الحكومات الأوروبية بالفعل وعلى ما يطالب به بعض السياسيين من سن قوانين تضيق على المسلمين بل وتلزمهم أحيانا بالتخلي عن بعض أوامر دينهم كالحجاب مثلا في فرنسا.


"
أنصار مرشح المعارضة الأوكرانية فيكتور يوتشينكو حصلوا على كل ما كانوا يطالبون به
"
فاينانشال تايمز

انتصار الديمقراطية
أما عن الانتخابات في أوكرانيا فكتبت صحيفة فاينانشال تايمز أن أنصار مرشح المعارضة الأوكرانية فيكتور يوتشينكو حصلوا على كل ما كانوا يطالبون به عندما قررت المحكمة إلغاء نتيجة الانتخابات التي كانوا يعترضون عليها وإعادة ذلك الاقتراع في أسرع وقت ممكن.

لكن الصحيفة توقعت أن يمثل تحديد الموعد الجديد للانتخابات مشكلة إذ اعتبرت أن يوم 26 ديسمبر/ كانون الأول الجاري لن يكون ملائما للمراقبين الدوليين الذين سيكونون منشغلين باحتفالات أعياد الميلاد، على عكس الأوكرانيين الذين يحتفلون بتلك الأعياد بعد ذلك بفترة.

أما تايمز فقالت إن روسيا فقدت صديقا آخر في إشارة منها إلى فشل الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في تنصيب رئيس وزراء موال له في أوكرانيا.

واعتبرت الصحيفة ما وقع في أوكرانيا انتصارا للديمقراطية، معتبرة أن الكرملين لم يع عمق تصميم هذه الجمهورية على الديمقراطية والهوية الوطنية.

المصدر : الصحافة البريطانية