عرفات: مستعد لترك منصبي

استمرت معظم الصحف العربية الصادرة اليوم في الاهتمام بالملف العراقي والاستعدادات الأميركية لتوجيه ضربة عسكرية, والأحداث المتلاحقة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد أجرت صحيفة الأهرام المصرية حوارا مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات, رفض فيه الإفصاح عن تحفظاته بشأن ما يسمى خطة العمل التي لم تستكملها المجموعة الرباعية.

برنامج وطني


عرفات يرفض الحديث عما يسمى وقف الانتفاضة مع وجود الاحتلال, ويطالب بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في طابا وشرم الشيخ وواي ريفر وتفاهمات تينيت وتقرير ميتشل

الأهرام

ووصف عرفات هدف حوار القاهرة بأنه لصياغة برنامج عمل وطني, مرحبا بحلول أبو مازن أو غيره من اللجنة المركزية أو القيادة الفلسطينية ليحل مكانه.

ورفض عرفات الحديث عما يسمى وقف الانتفاضة مع وجود الاحتلال, وطالب بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في طابا وشرم الشيخ وواي ريفر وتفاهمات تينيت وتقرير ميتشل.

وتمنى الرئيس الفلسطيني ألا يقع الهجوم على العراق لأنه إذا ما وقع فسيصيب المنطقة كلها, مثلما تأثرت المنطقة بما حدث في فلسطين عام 1948. وليس مستبعدا أن نرى سايكس بيكو أخرى -كما يقول عرفات الذي لم يستبعد الجلوس مع شارون إلى طاولة المفاوضات- لأن القضية ليست شخصيه وإنما قضية مصالح الوطن والأمة العربية, على حد تعبيره.

وفي الشأن الإسرائيلي, قالت صحيفة البيان الإماراتية تحت عنوان: حكومة شارون تتجه لحظر الحركة الإسلامية بعد منع بشارة والطيبي من الترشح، في حملة إسرائيلية منسقة لتهجير فلسطينيي 1948. وأوضحت الصحيفة أنه في مسعى لتهيئة الظروف المواتية لمخطط التهجير الشامل للفلسطينيين, بدأت حكومة "الإرهابي" أرييل شارون سلسلة إجراءات تصعيدية واستفزازية ضد عرب 1948. حيث تتجه لحظر الحركة الإسلامية بعد منع عزمي بشارة وأحمد الطيبي من الترشح للكنيست، وسط تحذير مقربيهما من "انتفاضة" واللجوء للعمل السري. وجاءت هذه التطورات مع تأكيد شارون إصراره على استقدام مليون مهاجر جديد لفلسطين المحتلة.

ونقلت البيان عن صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قولها إن حكومة شارون تستعد لإعلان الحركة الإسلامية في مناطق 1948 بزعامة رائد صلاح خارجة عن القانون. وستطالب المستشار القضائي الإسرائيلي بإيجاد تغطية قانونية لهذا القرار السياسي, بدعوى صدور دعوات تحريضية ضد الاحتلال عن صلاح ومساعده كمال الخطيب اللذين خضعا للتحقيق. وتحت عنوان "ارتباك أميركي تجاه العراق", رأت صحيفة القدس العربي في افتتاحيتها أن الرئيس الأميركي جورج بوش فاجأ الكثيرين بإعلانه أنه لا يملك أدلة حول امتلاك العراق أسلحة نووية, وأنه يسعى لحل سلمي فيما يتعلق بالأزمة مع العراق, باعتقاد أن هناك تراجعا في الموقف الأميركي.

العدوان على العراق


إسرائيل هددت بتوجيه ضربة جوية قاسية للعراق، في حال شن هجوم بأسلحة غير تقليدية عليها، لكنها اعتبرت احتمال حدوث ذلك ضئيلا للغاية

البيان الإماراتية

وتابعت الصحيفة، لكن ما يحدث على الأرض مغاير تماما, فالاستعدادات للعدوان مستمرة. وما تعكسه تلك التصريحات ليس إلا ارتباكا في إدارة بوش, يزداد كلما اقترب موعد العدوان, في ظل غياب الأدلة والمبررات المنطقية, وفي ظل تصاعد المعارضة للحرب في أوروبا وأميركا ومختلف أنحاء العالم, وأنه بات واضحا للجميع أن الهدف من الحرب ليس أسلحة الدمار الشامل العراقية, بل أجندة أخرى خفية هي مزيج من النفط وخدمة المصالح التوسعية الإسرائيلية, واستخدام العراق كحقل تجارب لاختبار أسلحة متطورة.

وتخلص الصحيفة إلى القول، إنه لو اتخذت الدول العربية موقفا موحدا في مواجهة ما وصفته بالاستكبار الأميركي وأعلنت صراحة معارضتها للعدوان, وقرنت المعارضة بالاستعداد للوقوف إلى جانب العراق, لترددت الإدارة الأميركية ألف مرة قبل أن ترسل حاملة طائرات واحدة إلى المنطقة.

وفي الملف العراقي, قالت البيان إن إسرائيل هددت بتوجيه ضربة جوية قاسية للعراق، في حال شن هجوم بأسلحة غير تقليدية عليها. لكنها اعتبرت احتمال حدوث ذلك ضئيلا للغاية، فيما تواصلت الاستعدادات العسكرية الأميركية للحرب، حيث تلقت فرقة مشاة يبلغ قوامها 17 ألف رجل أوامر بالانتشار في الخليج. كما يصل إلى تركيا في غضون أيام طيارون أميركيون لبحث دور قاعدة قونيا الجوية في الحرب، بينما واصل المفتشون الدوليون -الذين اعترفوا بعدم عثورهم على أدلة تدين بغداد- أعمالهم في أول أيام العام الجديد، حيث تفقدوا موقعين على الأقل يشتبه في علاقتهما بإنتاج أسلحة محظورة.

المصدر : الصحافة العربية