ناقوس اليمين يدق في فرنسا بعد إسرائيل

سيطرت نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية والتي أسفرت عن سقوط مرشح الحزب الاشتراكي ليونيل جوسبان, وصعود مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبان على عناوين الصحف الأوروبية واهتمت الصحف بإبراز ردود الفعل الدولية على هذه النتائج.

جنوح يميني


صعود اليمين المتطرف في فرنسا سيوسع من الفجوة بين أوروبا وأميركا فيما يتعلق بقضايا الهجرة والتسامح الديني

الفاينانشال تايمز

فقد اعتبرت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية أن هذه النتائج تعكس جنوحا كبيرا لدى الأوروبيين عموما باتجاه أقصى اليمين, وأشارت إلى أن المحللين السياسيين في أميركا يعتقدون بأن صعود اليمين المتطرف في فرنسا سيوسع من الفجوة بين أوروبا وأميركا فيما يتعلق بقضايا الهجرة والتسامح الديني, مُذكرة بأن المسؤولين الأميركيين كانوا قد عبروا في وقت سابق عن قلقهم العميق بشأن موجة العداء المتنامية ضد السامية في فرنسا وكذلك لردود الفعل المتباينة بين أميركا وأوروبا في قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

أما في ألمانيا وهي الشريك الأكبر لفرنسا في أوروبا فقد وصف منسق العلاقات الفرنسية الألمانية نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية بالكارثة, مضيفا أن شيئا ما مريب يحدث عندما تكون الخيارات مُنصَبّة فقط باتجاه اليمين واليمين المتطرف.

أما في إسبانيا فقد اعتبر أحد الدبلوماسيين أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الماضي قد ساهمت في تغذية الشعور المعادي للعرب في داخل فرنسا, وفتحت الباب واسعا أمام لوبان ليُصَعِدَ من حملته ضد المهاجرين المنحدرين من شمال أفريقيا.
أما رئيس الوزراء الإيطالي اليميني برلسكوني فقد رحب بنتيجة الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية, واصفا ذلك بالهزيمة النكراء لليسار الفرنسي, ومعتبرا أن هزيمة جوسبان في فرنسا ستؤدي إلى تقويض اليسار في إيطاليا وبقية الدول الأوروبية.

كارتر والتسوية الممكنة
صحيفة نيويورك تايمز نشرت مقالا للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أعرب فيه عن اعتقاده بأن الأمل لم يمت بعد في إمكانية التوصل لتسوية سلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس القرارات الدولية وخاصة بعد مبادرة ولي العهد السعودي, ولأنه لا يشك في أن الفلسطينيين سوف تتحقق لهم سيادة كاملة على أراضيهم قريبا.

ومثلما حصلت إسرائيل على حقها في علاقات كاملة مع مصر بما في ذلك حرية المرور في قناة السويس يقول كارتر: يمكن أن يحدث ذلك مع الدول العربية الأخرى, من خلال مفاوضات تفضي إلى الانسحاب الإسرائيلي حتى حدود سبعة وستين بعد تعديلات طفيفة حسب تعبيره.


إن الرأي العام الأوروبي يدين ويشجب بشده العمل العسكري الإسرائيلي في مخيم جنين الذي تصنفه إسرائيل تحت مسمى العمل ضد الإرهاب, في الوقت الذي ينبري فيه اللوبي الإسرائيلي في أميركا للدفاع عن إسرائيل

التايمز البريطانية

ويمكن أن تكون هناك إدارة مشتركة للقدس الشرقية مع حرية الوصول غير المعرقل للأماكن المقدسة, ويمكن السماح لعودة عدد محدود من الفلسطينيين إلى وطنهم معتبرا أن ذلك يمكن أن يكون استثمارا جيدا للمجموعة الدولية أن يدفع ثمن ذلك.

ويرى كارتر وجود عاملي إغراء يمكن أن يساعدا على تنفيذ فكرته, الأول أن تتمكن الولايات المتحدة من إقناع إسرائيل بعدم استخدام الأسلحة الأميركية إلا للأغراض الدفاعية.

والعامل الأخر هو تفعيل ما سبق وهدد به الرئيس جورج بوش الأب بتجميد ضمانات قروض لإسرائيل بعشرة مليارات دولار لمنع بناء مستوطنات بين القدس وبيت لحم.

شارون وميلوسوفيتش
وفي معالجتها لردود الفعل العالمية على العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين نشرت صحيفة التايمز البريطانية مقالا بعنوان "الغرب ينقلب على إسرائيل لأنها تفقد الثقة بنفسها" قال فيه كاتب المقال "إن الرأي العام الأوروبي يدين ويشجب بشده العمل العسكري الإسرائيلي في مخيم جنين الذي تصنفه إسرائيل تحت مسمى العمل ضد الإرهاب, في الوقت الذي ينبري فيه اللوبي الإسرائيلي في أميركا للدفاع عن إسرائيل, ويتجلى ذلك في مقاطعة الجماعات اليهودية لصحيفة لوس أنجلوس تايمز لنشرها مقالا يشبه شارون بمجرم الحرب سلوبودان ميلوسوفيتش".

وتضيف الصحيفة: "إن ردود الفعل على ما تفعله إسرائيل ليس تقليعة قديمة, حتى أن اليهود المنبوذين خرجوا ليقولوا كلمتهم ضد إسرائيل, فعضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال جيرالد هوفمان, وصم إسرائيل بالعار وبأنها أصبحت دولة منبوذة, حتى أنه ذهب أبعد من ذلك عندما اقترح محاكمة شارون كمجرم حرب.

خلاف شارون وبيريز
وذكرت صحيفة جروزليم بوست الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ووزير خارجيته شمعون بيريز اصطدما بسبب مهمة مبعوث الأمم المتحدة تيري رود لارسن فكتبت تقول: "إن شارون وبيريز اختلفا وحدث بينهما صدام حول إمكانية طرد لارسن من البلاد واعتباره شخصا غير مرغوب فيه, وتضيف الصحيفة: "بعد اجتماع الحكومة أمس, أصدر شارون تعليماته إلى طواقم مكتبه بعدم التعامل مع لارسن أو الاتصال به, في الوقت الذي كان فيه شارون يزن الأمور, حول إمكانية طرد لارسن من إسرائيل.

أما وزير الخارجية بيريز فقال من واشنطن إنه يعرف لارسن جيدا فهو حريص على صداقته مع إسرائيل, باذلا كل جهد مستطاع لجسر الهوة بين إسرائيل وجيرانها, وأضاف بيريز أن لارسن أدرك الخطأ الذي وقع فيه حين أدلى بتصريحاته حول مخيم جنين.

وعلى نفس الصفحة نطالع خبرا يفيد أن إسرائيل ستسمح لوزيري خارجية اليونان وتركيا بزيارة عرفات غدا الثلاثاء, ونقلت عن دبلوماسيين غربيين قولهم إن إسماعيل جيم وزير خارجية تركيا سيرافق نظيره اليوناني جورج باباندريو للقاء عرفات, وأنهما سيجتمعان كل على انفراد مع شارون وبيريز.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد منعت خافيير سولانا منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي من زيارة عرفات مطلع هذا الشهر.