هل ينجح زيني في إخماد الانتفاضة؟
القاهرة – أحمد عبد المنعم
حذرت الصحف المصرية الصادرة اليوم العرب من التفريط في حق المقاومة، وتساءلت عن عودة "زيني" إلى المنطقة وإمكانية نجاحه في وقف الانتفاضة, كما تناولت مصير التيار الإسلامي، والتمسك بالديمقراطية وحقوق الإنسان، فضلا عن العديد من الأخبار المحلية والعربية والعالمية.
أمة بلا مقاومة
” فجأة انقلبت الحقائق، وأصبحت المقاومة وبالذات حركة الانتفاضة الفلسطينية أكبر مصائب الأمة ”
|
نبدأ جولتنا بمجلة الأهرام العربي التي خصصت معظم موادها لمناقشة أوضاع العالم الإسلامي بعد الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول. ونشرت المجلة مقالا طرح التساؤل الآتي: أي مصير ينتظر العرب إذا فرطوا بحقهم في المقاومة ضد أي اعتداء؟. وأكد المقال أن أميركا اختارت أن تضرب الأمة في العمق، في حقها في المقاومة، لأنها تدرك أن أمة بلا مقاومة هي أمة بلا روح. وأضاف المقال "فجأة انقلبت الحقائق، وأصبحت المقاومة وبالذات حركة الانتفاضة الفلسطينية أكبر مصائب الأمة".
وأوضح المقال أن اللعنات العربية انطلقت ضد حركات المقاومة وتحميلها مسؤولية فشل الوساطة الأميركية وتبديد فرصة قيام دولة فلسطينية دون أن يسأل أحد نفسه عن ماهية هذه الدولة الموعودة. وعرض المقال لهذه الدولة قائلاً إنها عبارة عن كانتونات لا تحظى بحق السيادة، وإنها منزوعة السلاح وإنها على 52% فقط من 80% من أراضي الضفة وغزة، مع ملاحظة أن مساحتهما لا تتجاوز 22% من مساحة فلسطين التاريخية قبل الاحتلال، وعلى هذا فإن مساحة الدولة الموعودة لا تتجاوز 9% فقط من مساحة فلسطين.
” ليست كل الحركات الإسلامية إرهابية، كما أن توسيع مفهوم الإرهاب ليشمل حركات التحرر الوطني الإسلامي يعد خطراً ويعد كذلك انتصاراً للتطرف ”
|
على نطاق آخر أوضح المقال أن الانتفاضة، رغم عنف الضربات التي تلقتها والتقصير العربي في دعمها، ليست في انتكاسة ولكنها في ضيق يمكن الخروج منه. وكتب أسامة سرايا رئيس تحرير المجلة مقاله أكد فيه أن فاشية بن لادن لا تهزمها فاشية أميركية تريد توسيع دائرة الاشتباه لتطال جسم الأمة الصحيح، وأكد سرايا أنه ليست كل الحركات الإسلامية إرهابية، كما أن توسيع مفهوم الإرهاب ليشمل حركات التحرر الوطني الإسلامي يعد خطراً ويعد كذلك انتصاراً للتطرف.
ومضى قائلا "نؤكد على أن أحداث سبتمبر/ أيلول أوضحت ضرورة احترام الاعتدال والوسطية لسحب البساط من تحت أقدام التطرف"، وأضاف "إسلامنا الصحيح سوف يظهر في المرحلة القادمة بعد إزاحة دولة التطرف".
الحركات الإسلامية
” أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول وضعت عوائق جديدة أمام حركات الإسلام السياسي المعتدلة، وهو أمر مرجح أن يمتد لفترة طويلة ”
|
وعن واقع ومستقبل الحركات الإسلامية في الدول العربية قال ضياء رشوان المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، إن الإدارة الأميركية تعمدت في إطار حملتها على الإرهاب وضع كل جماعات الإسلام السياسي في سلة واحدة بحيث أصبحت كل الحركات الإسلامية المعتدلة والعنيفة متهمة بما يسمى الإرهاب. وقال رشوان إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول قد وضعت عوائق جديدة أمام حركات الإسلام السياسي المعتدلة، وهو أمر مرجح أن يمتد لفترة طويلة.
وأوضح رشوان أن اتجاه الإدارة الأميركية لتوسيع مفهوم الإرهاب ليطال حركات مثل حماس والجهاد وحزب الله وازدواجية تعامل أميركا مع القضايا العربية والإسلامية، سوف يؤدي إلى زيادة شعبية الحركات الإسلامية السياسية المعادية لأميركا.
التفاؤل الكاذب
أما صحيفة الأهرام فقد نشرت تحليلاً عن عودة المبعوث الأميركي أنتوني زيني للشرق الأوسط. قال التحليل إن أقصى ما يمكن أن يفعله زيني لن يتجاوز الكلام غير المؤثر وربما الخادع، وهو حث الطرفين على إنهاء العنف، والإعراب عن تفاؤل ليس هناك ما يسانده على أرض الواقع.
وأعرب التحليل عن تخوفه من استمرار ممارسة الضغوط على الرئيس عرفات بحجة عدم التصدي بطريقة مثلى لما تعتبره أميركا أعمالاً إرهابية. وأوضح أنه إذا كانت حركتا حماس والجهاد قد التزمتا بضبط النفس تجاه إجراءات السلطة الفلسطينية ضدهما وأعليتا المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات، فإنه أمام ذلك ليس في مقدور عرفات الاستجابة لمطالب أميركية جديدة ما هي إلا نسخة إنجليزية من مطالب شارون.
” ليس أمام الفلسطينيين سوى تصعيد الانتفاضة حتى لو عادت إلى شكلها الأول فقط، لأنه ليس هناك نهاية لمطالب شارون ولا للتواطؤ الأميركي ”
|
وأكد التحليل أنه عندما تواصل إسرائيل عمليات القتل المنظم والاختطاف لكوادر الانتفاضة فليس بوسع "حماس والجهاد" البقاء مكتوفي الأيدي. ومضى قائلا "ليس أمام الفلسطينيين سوى تصعيد الانتفاضة حتى لو عادت إلى شكلها الأول فقط، وكان أبطالها "رماة الحجارة" والاستشهاديون، ببساطة لأنه ليس هناك نهاية لمطالب شارون ولا للتواطؤ الأميركي".
ونشرت الصحيفة خبراً لمراسلها في أنقرة يشير لتأكيدات رئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد أن بلاده –سواء أرغبت أم لم ترغب- ستجد نفسها في العملية العسكرية الأميركية ضد العراق. وقال أجاويد إن الجغرافيا والجوار يحتمان ذلك. وأكد أجاويد أيضا أن التدابير التي تتخذها الولايات المتحدة ضد أسلحة الدمار الشامل في العراق مهمة وأن تركيا تدعم هذه السياسة.
نظائر مشعة
أما صحيفة أخبار اليوم الأسبوعية فقد نشرت خبراً عن نجاح هيئة الطاقة الذرية المصرية لأول مرة في إنتاج النظائر المشعة بمعامل الهيئة وتجربتها بكفاءة عالية، وقالت إن الهيئة تبحث أول خطة لتسويق منتجاتها في السوق الأفريقية، خاصة بعد تمكن علمائها من إنتاج مواد مشعة تستخدم في عمليات المسح الذري بالطب النووي.
ونشرت الصحيفة خبراً عن تقدم نائب في مجلس الشعب بمشروع قانون لتعديل قانون العقوبات اقترح فيه أن تكون عقوبة الأب أو الأخ الذي يفاجئ ابنته أو أخته متلبسة بجريمة الزنى وقتلها هي الحبس بدلاً من الإعدام، واقترح النائب معاقبة الزوجة التي تفاجئ زوجها حال تلبسه بالزنى وتقتله بالحبس وليس بالإعدام.
نهاية الديمقراطية
” ما يجري اليوم في العالم وفي بلادنا لا بد أن يجعلنا أكثر تماسكاً بالديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان وأكثر إصراراً على تحقيق إصلاح سياسي ودستوري ديمقراطي ”
|
أما صحيفة الوفد فقد نشرت مقالاً أبدت فيه تخوفها من تدهور حقوق الإنسان والديمقراطية بعد أن سقطت هذه المفاهيم داخل المعقل الرئيسي لهما، وهو الولايات المتحدة. وتناول المقال بالنقد الشديد محاولة أنظمة عربية استغلال ما جرى في أميركا لتقويض الحقوق المدنية لمواطنيها.
وأكد المقال أن ما يجري اليوم في العالم وفي بلادنا لابد أن يجعلنا أكثر تماسكاً بالديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان، وأكثر إصراراً على تحقيق إصلاح سياسي ودستوري ديمقراطي يقر التعددية السياسية والفكرية ويطلق حرية تكوين الأحزاب ويرفع الحصار المفروض عليها، ويفتح الباب أمام التداول السلمي للسلطة، ويلغى ترسانة القوانين المقيدة للحريات، وحالة الطوارئ الممتدة في مصر منذ 20 عاماً، ويوقف تزوير الانتخابات العامة والاستفتاءات، ويمنح الحركة النقابية والاتحادات والجمعيات استقلالها وحريتها المسلوبة، ويطلق حق إصدار الصحف للمصريين، ويحرر الإذاعة والتلفزيون من احتكار السلطة لهما.
فضيحة في المجلس
أما صحيفة الأحرار فقد نشرت مضمون تقريرا أمنيا رفيع المستوى يكشف عن تورط خمسة من أعضاء مجلس الشعب في فضيحة أخلاقية، حيث قام النواب باستدراج ساقطة إلى شقة أحدهم وتنابوا ممارسة الجنس معها لمدة ثلاثة أيام كاملة مقابل 200 جنيه لكل عضو. المثير أن أحد النواب رفض دفع "المعلوم" فاضطر زملاؤه إلى التسديد بعد أن ارتفع صوت الساقطة.
وقالت الصحيفة إن الخلافات بين الأعضاء داخل المجلس أدت إلى أن يكشف أحدهم الفضيحة بعد أن أغرى الساقطة بتسجيل اعتراف تفصيلي عما حدث وإعطاء شريط التسجيل لرئيس مجلس الشعب.
التخلي عن الملابس
نختتم جولتنا بصحيفة الجمهورية التي نشرت خبراً عن تداعيات التعرفة الجمركية الجديدة على الملابس المستوردة، فقد رفضت أطقم الضيافة الجوية لإحدى الرحلات دفع الرسوم الجمركية عن عدد من القمصان والبنطلونات الواردة معهم من الخارج بعد أن تجاوز جمرك قميص النوم 400 جنيه. ورفضت مضيفة جوية دفع رسوم جمركية بحوالي ألف جنيه عن ثلاثة بنطلونات وقميص.