استعدادات أميركية لضرب الصومال


واشنطن – الجزيرة نت
واصلت الصحف الرئيسية الأميركية اليوم تناولها للمرحلة التالية من الحرب ضد ما تسميه الولايات المتحدة الإرهاب مشيرة إلى أن الصومال ستكون الهدف القادم وأن واشنطن باشرت بالفعل تحركها العسكري في هذا الاتجاه، كما تناولت الصحافة أيضا دور حكومة بوش في تهدئة الوضع بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل كخطوة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين.


تصعيد عسكري
فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها تصدر صفحتها الأولى بأن الولايات المتحدة تصعد من نشاطاتها العسكرية في الصومال وحولها لمنع تلك الدولة التي تعمها حالة من الفوضى وانعدام القوانين من أن تصبح قاعدة جديدة لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن في الوقت الذي يلاحق فيه أعضاؤها في أفغانستان وغيرها من بلدان العالم التي كانت تعتبر ملاذا سابقا لهم.


يتكهن بعض الخبراء بأن قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) قد تستخدم للقيام بغارات على نطاق واسع في الصومال

واشنطن بوست

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة وحلفاءها الرئيسيين في حلف الأطلسي قد زادوا في الأيام الأخيرة من عمليات الاستطلاع العسكري الجوي وغيرها من نشاطات المراقبة في الصومال. وقالت إنه سيكون لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قريبا في بحر العرب ثلاث وحدات استطلاعية كل منها تضم 1200 جندي. ومن المقرر أن تبحر إحدى هذه الوحدات من الولايات المتحدة قريبا وستكتمل الوحدات الثلاث قبل نهاية الشهر الحالي..

ونقلت الصحيفة تكهنات بعض الخبراء بأن قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) قد تستخدم للقيام بغارات على نطاق واسع في الصومال، فيما استبعد آخرون هذا الاحتمال وقالوا إن الولايات المتحدة ستعتمد على الأرجح على الأعمال الاستخبارية. ونقلت عن مسؤول في البنتاغون قوله إنه غير مقتنع بأن الصومال ستكون مثل أفغانستان وأنها قد تكون مثل تلك الأشياء التي قال وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد بأنك لا تستطيع أن تراها.

وترى الصحيفة في الاهتمام المتزايد الآن بالصومال دليلا على نجاح الولايات المتحدة في كسب التعاون عالميا من الدول الأخرى في ملاحقة القاعدة التي يعتقد المسؤولون الأميركيون أن أعضاءها المشتبه بهم يجدون أن الملاذات السابقة كاليمن ومصر والسودان أخذت تضيق عليهم وأن نحو 500 مشتبه بهم احتجزوا أو اعتقلوا خارج الولايات المتحدة.


الطائرات البريطانية والفرنسية تحلق فوق الصومال بغرض "إقامة خط قاعدي حتى نكون مدركين للأبعاد في المستقبل

مسؤول في البنتاغون-واشنطن تايمز

أما صحيفة واشنطن تايمز فقد ذكرت هي الأخرى أن طائرات بريطانية وفرنسية تحلق فوق الصومال وأن الغرض الرئيسي لهذه الطلعات الجوية كما يقول مسؤول في البنتاغون هو "إقامة خط قاعدي حتى نكون مدركين للأبعاد في المستقبل" وقد تضاعف عدد الطلعات الجوية اليومية إلى 4 أو 5 مرات في الأسبوع الماضي، وأشارت الصحيفة إلى أن الصومال كانت ولا تزال موضع تركيز خاص من جانب الوكالات العسكرية والاستخبارية الأميركية منذ 11 سبتمبر الماضي بسبب التقارير التي كانت ذكرت أن بن لادن تحرك إلى هناك أو أنه أعد خططا للقيام بذلك. وقالت الصحيفة إن المسؤولين الاستخباريين الأميركيين وجدوا أن تلك الأخبار لها مصداقية، ولكنهم بعد ذلك قرروا أنها أخبار غير صحيحة. ورغم ذلك فإن الصحيفة نقلت عن مسؤول عسكري أميركي مطلع على التخطيط العسكري قوله إن الصومال قد تكون على الأرجح الهدف التالي.


أهداف زيني
صحيفة لوس أنجلوس تايمز تناولت أهداف عودة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط الجنرال المتقاعد أنتوني زيني إلى المنطقة وقالت في افتتاحيتها الرئيسية أن حكومة بوش تنتهز فرصة انخفاض العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإعادة زيني إلى المنطقة بعد أن كان غادرها إلى واشنطن الشهر الماضي حينما كانت حالة الهدوء تتدهور بسرعة، وهناك تفاؤل نسبي لأن رئيس سلطة الحكم الذاتي ياسر عرفات طالب في خطاب له الفلسطينيين بوقف جميع الهجمات ضد الإسرائيليين. واستجابة لذلك فإن حركة حماس أعلنت أنها ستوقف الهجمات داخل إسرائيل، ولم تعد بوقف الهجمات في الأراضي المحتلة عام 1967. فيما لم تقم حركة الجهاد الإسلامي بنبذ الهجمات.


مهمة زيني محددة وهدفه تحقيق وقف لإطلاق النار بعد 14 شهرا من تجدد العنف واعتقال المزيد من المتشددين الإسلاميين وتخفيف قيود السفر عن الفلسطينيين

لوس أنجلوس تايمز

وقالت الصحيفة إن عرفات اعتقل العشرات من متشددي المنظمتين وأغلق عددا من مكاتبها مما شجع واشنطن بما فيه الكفاية على إرسال زيني ثانية لمقابلة ممثلين عن عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيني قد يقوم بجولات مكوكية بين هؤلاء الزعماء. وقالت الصحيفة إنه يتعين على زيني أن يشجع عرفات على مواصلة الضغط على المتشددين واعتقال الأشخاص الذين طلبت إسرائيل اعتقالهم، وأنه إذا لم يفعل ذلك فإن إسرائيل ستحاول القيام بهذه الاعتقالات بنفسها. وأضافت الصحيفة أنه يتعين على زيني أيضا أن يحث إسرائيل تخفيف الحظر الذي تفرضه على تنقل الفلسطينيين الذي دمر بالفعل الاقتصاد الفلسطيني.

وذكرت الصحيفة أن مهمة زيني محدودة وأن أهدافه هي تحقيق وقف لإطلاق النار بعد 14 شهرا من تجدد العنف واعتقال المزيد من المتشددين الإسلاميين وتخفيف قيود السفر عن الفلسطينيين. وأن هذا الطموح المعتدل يزيد من فرص النجاح على الرغم من أن هشاشة الأوضاع في المنطقة تستدعي الحذر وأن الهدف النهائي هو العودة إلى محادثات سلام شاملة كما حددتها في العام الماضي لجنة ميتشل، ويكفي في الوقت الحاضر التراجع عن الحافة.

المصدر : الصحافة الأميركية