أميركيون ضالعون في الهجمات


إسطنبول – نوزات صواش

واصلت الصحافة التركية تغطيتها بشكل واسع للتطورات التي أعقبت الهجمات التي وقعت في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وما تبع ذلك من تحركات عسكرية وسياسية في الولايات المتحدة والعالم وتركيا على السواء. وحفلت الصحف بالتقارير والتحقيقات حول ما يجد على الساحة الدولية في هذا الخصوص بأبعاد مختلفة.


ضباط أميركيون
صحيفة العقد أعلنت في الصفحة الأولى نقلا عن جريدة كيهان الإيرانية أنه ثبت أن قواد الطائرات الأربع التي استخدمت في العمليات الانتحارية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي هم جنود أميركيون قدماء لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بحرب فيتنام.


أميركا تخدع العالم منذ أيام وتشير بأصابع الاتهام إلى المسلمين انطلاقا من مخطط شيطاني

العقد

وقد عنونت الصحيفة افتتاحيتها الرئيسية بـ "لعبة شيطانية" وقالت ان أميركا تخدع العالم منذ أيام وتشير بأصابع الاتهام إلى المسلمين انطلاقا من مخطط شيطاني. غير أن الحقيقة هي أن قائدي الطائرات الانتحارية ضباط أميركيون قدماء يعانون من عقدة نفسية بقيت من حروب فيتنام حيث اشترك ثلاثة منهم فيها بالفعل في حين كان قد لقي أخو القائد الرابع مصرعه في تلك الحروب.

كما نقلت أنهم أعضاء في منظمة تدعى "الجنود المناهضون لحرب فيتنام الاستعمارية" وتقوم بنشاطات ضد النظام العسكري الأميركي والبنتاغون والعولمة والشركات متعددة الجنسيات.

صحيفة يني شفق أوردت نفس الخبر بعنوان "قام بالهجوم أربعة جنرالات" نقلا عن جريدة الخليج الإماراتية، لكنها قالت إن أميركا لم تعط أي معلومات تفصيلية عن هؤلاء سوى أنهم كانوا ضمن قوات الجو في حرب فيتنام وأنهم ينتمون إلى منظمة "الجنود المناهضون لحرب فيتنام" أو منظمة "أعداء الإمبريالية" وأنهم يتمتعون بكفاءة تامة لقيادة الطائرات.


تساؤلات حول الأسماء
من جانب آخر أكدت صحيفة العقد أن الوثائق تثبت براءة الأشخاص العرب التسعة عشر الذين أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي أسماءهم أمام العالم على أنهم القائمون باختطاف الطائرات الأربع وتفجيرها، إذ لم يعثر في قائمة أسماء الركاب التي


الأشخاص الذين أعلن الـ إف بي آي والسي آي أي عن تورطهم في حادث التفجيرات لا صلة لهم بالحادث، وما فعلته أميركا هو وضع كل عربي تلقى دروسا في قيادة الطائرات في قائمة الإرهابيين

يني شفق

أبرزتها شركتا يونايتد إيرلينز وأميركان إيرلينز بعد الانفجارات على أسماء هؤلاء التسعة عشر في حين أكد مكتب التحقيقات الفدرالي أنهم كانوا في الطائرات مع الإشارة إلى أرقام مقاعدهم، مما يدعو إلى الشك ويثير تساؤلات حول القضية.

أما صحيفة يني شفق فقد أوضحت تفاصيل الخبر بعنوان "قائمة أسماء الإرهابيين فشل فادح" مشيرة إلى أن الأشخاص الذين أعلن الـ إف بي آي والسي آي أي عن تورطهم في حادث التفجيرات لا صلة لهم بالحادث، وما فعلته أميركا هو وضع كل عربي تلقى دروسا في قيادة الطائرات في قائمة الإرهابيين.

والأغرب من ذلك أن عدنان البخاري الذي ذكر اسمه ضمن القائمة التي أعلنت رسميا هو عضو في مكتب التحقيقات الفدرالي، وأن أخاه أمير عباس البخاري الذي ذكر اسمه في القائمة أيضا توفي في حادث طائرة في السنة الماضية.


سيناريوهات غير واقعية
وأضافت صحيفة العقد أن الأدلة التي تم الحصول عليها حتى الآن تؤكد أن سيناريوهات اختطاف الطائرات غير واقعية، وأن العملية قد تمت من قبل منظمات داخلية، غير أن الحكومة الأميركية تتستر على ذلك.

وقالت في تحليلها إن قائدي الطائرات في مثل هذه الحالات الحرجة يضغطون على زر الإنذار ليخبروا البرج في المطار. غير أنه من الغرابة بمكان أن الطيارين ذوي الخبرة الفائقة لم يخبروا الأرض بعمليات الاختطاف ولم يرسلوا حتى إشارة إنذار مع علمهم بما يجب عليهم فعله.

لو فعلوا ذلك لأخذ المسؤولون في المطار التدابير اللازمة في الوقت المناسب أو على الأقل لتمكنت الطائرات الحربية من اللحاق بالطائرات قبل أن تنفذ عملياتها الانتحارية.

ولكن لم يحصل شيء من هذا مما يدل على أن قائدي الطائرات الأربع قد قاموا بتلك الهجمات بإرادتهم الحرة، وأن سيناريوهات اختطافها من قبل أشخاص ينتمون إلى أصل عربي غير صحيحة ومخترعة تماما.


هفوة كبيرة
وفي سياق آخر استنكرت الصحافة التركية تعبير الرئيس الأميركي جورج بوش حيث استخدم عبارة "حرب صليبية" في خطاب ألقاه للشعب الأميركي والذي أعلن فيه أنه "قام بفتح حرب صليبية ضد الإرهاب".. استنكرت هذا التعبير واعتبرته "غلطة كبيرة".

فقد قالت صحيفة حريت مثل هذه العبارات خطيرة للغاية، وقد تؤدي إلى عواقب غير محمودة لأن الحروب الصليبية كانت تعلن في الماضي لغايات دينية بحتة، وقد تدفع إلى إثارة حروب دامية بين الإسلام والمسيحية. وقد نددت صحيفة مليت بالرئيس الأميركي بعنوان "هزيانات من بوش".


لا إرهاب في الإسلام


يوسف إسلام:

الهجوم على أميركا مقزز، ولا يمكن أن نعد القائمين بهذه العملية مهما كانت فكرتهم في الدائرة الإسلامية

الزمان

وفي سياق متصل أبرزت جريدة الزمان في صفحتها الأولى زيارة الرئيس بوش للمركز الإسلامي في واشنطن بعنوان اقتبسته من كلمة ألقاها في المركز "الإسلام دين السلام" مع عبارة "بوش أعطى الضمان لمسلمي أميركا".

كما وصف يوسف إسلام –كيت ستيفينس سابقا- الهجمات على أميركا في حوار أجرته الزمان معه بعبارة "مقزز" ولا يتناسب مع الإسلام بحال من الأحوال، ولا يمكن أن نعد القائمين بهذه العملية مهما كانت فكرتهم في الدائرة الإسلامية".

غير أن ذلك لا يبرر القيام بالهجوم على البلاد والنفوس البريئة ويجب التصرف بتأن وصبر.

ونقلت صحيفة حريت تنديد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لما وصفه بـ "الذعر من الإسلام" إثر التفجيرات التي حدثت في الولايات المتحدة، وقال في زيارته للمركز الإسلامي في نيويورك "علينا أن نجد المجرمين ونعاقبهم، ولكن لا يمكن أن نتهم أحدا بسبب انتمائه الديني أو أصله الإقليمي".


حرب نووية
صحيفة مليت ذكرت في افتتاحيتها الرئيسية خطر اندلاع حرب نووية وقالت "يا إلهي! قنبلة ذرية" مشيرة إلى أن أميركا تخطط استعمال صواريخ ذات رؤوس نووية في أفغانستان لكي تحصل على نتائج عسكرية حاسمة.

وفي رد على سؤال هل ستستخدمون أسلحة نووية أو قنبلة ذرية في أفغانستان قال وزير الدفاع الأميركي رمسفيلد نحن نملك ذلك السلاح المدهش منذ خمسة وخمسين عاما، والغريب أننا لم نستعمله مذ عام 1945.

واستنتج المراقبون من هذه الإجابة أن أميركا يمكن أن تستخدم أسلحة نووية. وقال السيناتور جون ماك كائن "لا يمكنني البت في القول بعدم استعماله، ولكنه ليس خيارنا الأول".

دعوة إلى التروي


على الحكومات أن تضع مفهوما جديدا وشاملا وعقلانيا للكفاح ضد الإرهاب, وعلى الجميع أن يبتعدوا عن الأفكار والتصرفات التي تقوم على أساس التمييز العرقي أو الديني أو اللغوي في معالجة الإرهاب

راديكال

بمناسة افتتاح العام الدراسي في إحدى الجامعات التركية ندد رئيس جمهورية تركيا أحمد نجدت سيزر بالهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة ودعا الإدارة الأميركية والعالم إلى التصرف بالعقل السليم.

فقد نقلت صحيفة راديكال فقرات من خطاب الرئيس في افتتاحيتها تحت عنوان "لا بد من التروي" حيث أكد سيزر على ضرورة الصبر والتأني والتوقي من تناول القضية من زاوية صدام الحضارات حتى لا تؤدي إلى نتائج غير مرضية.

وعلى الحكومات أن تضع مفهوما جديدا وشاملا وعقلانيا للكفاح ضد الإرهاب. وعلى الجميع أن يبتعدوا عن الأفكار والتصرفات التي تقوم على أساس التمييز العرقي أو الديني أو اللغوي في معالجة العمليات الإرهابية، لأن الإرهاب لا دين له ولا عرق ولا انتماء ولا وطن".


أرقام قياسية
وقد تناولت الصحافة التركية التأثيرات السلبية للهجمات التي وقعت في الولايات المتحدة على الاقتصاد التركي بعناوين مختلفة أجمعت على أن الوضع الاقتصادي في تركيا يزداد تدهورا وأن احتمال اندلاع حرب ساخنة في المنطقة تكون تركيا إحدى شريكاتها بحكم انتمائها إلى حلف الناتو ضرب الأسواق المالية بشكل سيئ، فارتفع سعر الدولار إلى مليون و550 ليرة مما اعتبر رقما قياسيا، كما تراجعت مؤشرات البورصة بشكل مقلق وزادت أسعار الفائدة.


موقف حرج
وأخيرا عبرت صحيفة جمهريت اليسارية عن المرحلة التي تمر فيها تركيا حاليا تحت عنوان "مرحلة صعبة بالنسبة لأنقرة" مشيرة إلى أن أقوال الرئيس الأميركي جورج بوش حول الحملة التي ستقوم بها ضد الإرهاب في العالم لن تقتصر على أفغانستان أثارت القلق في أنقرة.


إذا هوجم العراق سوف تكون تركيا الخاسر الأكبر اقتصاديا

جمهريت

إذ يقول المراقبون أنه في حال توسيع حدود الحملة قد يدخل العراق أيضا ضمن أهداف أميركا مما يجبر تركيا على اتباع البند الخامس للناتو الذي وقعت عليه تركيا والذي يفرض على الدول الأعضاء أن تقبل كل اعتداء يرتكب على دولة من دول الناتو اعتداء على الكل، وبالتالي الرد عليه بالمثل.

ولكن وزير الخارجية الأميركي كولن باول قال إنه لا يوجد أدلة ثابتة على تورط العراق في العمليات التفجيرية التي تمت الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة. ويعتقد المراقبون أنه إذا هوجم العراق فإن تركيا ستكون الخاسر الأكبر اقتصاديا.

المصدر : الصحافة التركية