أميركا تخير باكستان بين نعم أو لا


إسلام آباد – أحمد زيدان
واصلت الصحافة الباكستانية اهتمامها بالضغوط الأميركية على باكستان, وبالوضع المتدهور بين الولايات المتحدة الأميركية وحركة طالبان الأفغانية, خاصة بعد رفض الأخيرة تسليم أسامة بن لادن رغم الضغوط التي بذلها الوفد الباكستاني برئاسة الجنرال محمود أحمد رئيس المخابرات العسكرية لإقناع الحركة بالتخلي عنه، وبدأت إسلام آباد تتحدث عن عبء المهاجرين الذين يتدفق على أراضيها من جراء هذه الأزمة المتوقعة.

ضغوط أميركية
تقول صحيفة ذي نيوز في عنوان رئيسي "لا يوجد إنذار قدم لطالبان من أجل تسليم أسامة بن لادن، والخارجية الباكستانية تؤكد أن الحرب ضد الإرهاب وليس ضد الشعب الأفغاني".

وتتحدث ذي نيوز عن عودة الوفد الباكستاني فتقول في عنوان آخر "عودة الوفد الباكستاني واجتماع علماء أفغانستان يلتئم اليوم، وطالبان تهدد بإعلان الجهاد إن هوجمت، وتشديد حظر التجوال، والعلماء يقولون لا لتسليم أسامة دون أدلة".


سألتنا واشنطن هل أنتم أصدقاءنا أم أعداءنا وطلبوا الإجابة بنعم أو لا

أسلم بيك – دون

وتقول صحيفة دون في عنوانها الرئيسي "الرئيس الباكستاني يطلع قادة الفكر ويقول باكستان دعمت الولايات المتحدة تحت الضغوط". وينقل قائد القوات الباكستانية السابق الجنرال المتقاعد أسلم بيك عن مشرف قوله "لقد سألتنا واشنطن هل أنتم أصدقاءنا أم أعداءنا، وطلبوا الإجابة بنعم أو لا".

لكن صحيفة ذي نيشن بدت أكثر تفاؤلاً حين ذكرت في عنوان رئيسي يخالف كل عناوين الصحف الباكستانية إذ تقول "توقع تجنب المواجهة العسكرية، والولايات المتحدة وطالبان يمكن أن يتوصلا لخيار الدولة الثالثة".

وأبرزت نيشن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان التي يقول فيها "الأمم المتحدة مستعدة لقيادة القتال"، وهو ما كانت باكستان تطالب به كي تبرر موقفها أمام شعبها الذي يرفض مثل هذه الضربة.

استعداد للضربات
وتوقعاً لحصول الضربة تقول ذي نيشن أخلت القنصلية الأميركية موظفيها وبدؤوا بمغادرة المدينة، كما أوقفت رحلات طيران الخليج إلى بيشاور.


باكستان ترفض السماح للولايات المتحدة الأميركية باستخدام قواعدها وطرقها البرية الرئيسية, وتسعى إلى تحديد مناطق الحظر الجوي على الطيران الأميركي

فرونتير بوست

وفي فرونتير بوست عنوان من مراسلها في لندن يقول "قوات بريطانية خاصة لمهاجمة مواقع بن لادن"، ويقول التقرير إن هذه القوات التي تدعى "حرب العصابات العالمية الثورية" لديها خبرات قتالية لخمس سنوات مع القوات الباكستانية الخاصة في مناطق الجبال الباكستانية".

ولكن يبدو حتى الآن أن باكستان لم تقرر طبيعة هذا التعاون الذي يمكن أن تقدمه لواشنطن في هجومها على أفغانستان. وحسب أهم الأخبار فإن باكستان ترفض السماح للولايات المتحدة الأميركية باستخدام قواعدها وطرقها البرية الرئيسية, وتسعى إلى تحديد مناطق الحظر الجوي على الطيران الأميركي.

حرب العصابات
تقول صحيفة أهم الأخبار الناطقة بالعربية في عنوانها "خيارات طالبان العسكرية تنحصر في حرب العصابات". وتقول نقلاً عن مصدر لم تحدده بأن مجموعة من الأفغان العرب تضم 500 فدائي يقسمون بالولاء لأسامة بن لادن في كابل.

وتتخوف باكستان من تدفق المهاجرين الأفغان على أراضيها في حال حصول الضربة الأميركية لاسيما وأنها تؤوي أكثر من مليوني مهاجر أفغاني. وتقول دون "الأفغان يدخلون باكستان من تشمن و طالبان تستعد للحرب". ووصول مسؤولين من المفوضية السامية للمهاجرين لتقييم الوضع.

إعلان الجهاد


بدأت شعبية أسامة بن لادن تتصاعد في باكستان إذ اعتبرته المعارضة الباكستانية بطلا إسلاميا

أهم الأخبار

ونقلت الصحف الباكستانية عن علماء باكستان والهند وأفغانستان فتاواهم بضرورة إعلان الجهاد إذا هاجمت الولايات المتحدة الأميركية أفغانستان. ونقلت دون عن المفتي نظام الدين شمزي دعوته للجهاد من أجل حماية أفغانستان. ويقود نظام الدين جمعية العلوم العربية وهي من المدارس الدينية الضخمة في باكستان.

وانضم قادة الأحزاب الأفغانية السابقة إلى الحملة ضد الولايات المتحدة الأميركية إذ نقلت أهم الأخبار عن زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار تحذيره للأميركان من السقوط في المستنقع الأفغاني.

وبدأت شعبية أسامة بن لادن تتصاعد في باكستان إذ اعتبرته المعارضة الباكستانية حسب أهم الأخبار نقلاً عن هيئة الإذاعة البريطانية بطلا إسلاميا.

طالبان ستنجح
وإلى صفحة الرأي والدراسات ففي ذي نيشن مقال عن الهجوم على أميركا يرى كاتبه أن حركة طالبان ستنجح في الحرب إن طال أمدها وحينها ستدفع الولايات المتحدة ثمناً باهظاً للعمليات العسكرية التي بدأتها.


حركة طالبان ستنجح في الحرب إن طال أمدها وحينها ستدفع الولايات المتحدة ثمناً باهظاً للعمليات العسكرية التي بدأتها

ذي نيشن

أما كاتب آخر في نفس الصحيفة كتب يقول "ماذا لو كنت أسامة بن لادن؟" ويأخذ الكاتب على الولايات المتحدة موقفها الرافض لإظهار ما تقول أنه أدلة ضد أسامة بن لادن، وما دام الأمر في طور الشبهات فكيف يمكن تجييش حملة بهذا المستوى كما يقول الكاتب.

ويقول كاتب آخر في صحيفة ذي نيوز تحت عنوان مهاجمة جذور الإرهاب ويزيد "الحل العادل للقضية الأفغانية سيخفف من الخوف من تنامي ظاهرة الطلبنة في باكستان، رغم أن ذلك ربما لا يحل الموضوع من أساسه ولكن لا بد من ترسيخ مبادئ الديمقراطية وهو ما يعني على المدى البعيد زوال تهديد التطرف الديني".

المصدر : الصحافة الباكستانية