لا.. لتقسيم الجزائر


تونس – خالد الأيوبي
اهتمت الصحف التونسية الصادرة اليوم بالاحتفال العالمي أمس بعيد العمال، فأبرزت في عناوينها خطاب الرئيس زين العابدين بن علي في هذه المناسبة, كما أبرزت الأحداث الدامية التي تشهدها الجزائر, بالإضافة إلى تطورات الشأن الفلسطيني.


وأجمعت الصحف في عناوينها بشأن عيد العمال على "ضمان كرامة المواطن والرفع من مستوى عيشه من ثوابت سياسة تونس العهد الجديد".

أماعناوين الموضوعات الأخرى فجاءت على النحو التالي:
 صحيفة الصباح:
– الأراضي الفلسطينية على حافة الانفجار.
– معركة كلامية بين مصر وإسرائيل.
– في الجزائر: حزب التجمع ينسحب من الحكومة.

وفي صحيفة الشروق:
– بيريز يدعو إلى مفاوضات بين الذئب والخروف.

أما في الصحافة:
– الأراضي الفلسطينية بين اعتداءات الجيش وعربدة المستوطنين.


أبعاد المؤامرة تتضح أكثر كما تتضح بعض الخيوط المحركة لها حين يركب ساسة القبائل قطار التفرقة والتدويل بقرار سعيد سعدي آيت أحمد

عبد الحميد الرياحي-الشروق

وعلى صعيد المقالات اهتمت صحيفتا الصباح والشروق بالأحداث الدامية في الجزائر، فتطرق عبد الحميد الرياحي في صحيفة الشروق إلى خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قائلاً تحت عنوان "وتبقى الجزائر وطناً للجميع" إن أبعاد المؤامرة تتضح أكثر تماماً كما تتضح بعض الخيوط المحركة لها حين يركب ساسة القبائل قطار التفرقة والتدويل بقرار حزب سعيد سعدي (التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية) الانسحاب من الحكومة، وكذلك بدعوة حسين آيت أحمد رئيس جبهة القوى الاشتراكية إلى تدويل الأزمة وعدم تدويل الحل، وهو ما يحيل رأساً إلى ندوات وتجمعات نظمت في السابق واحتضنتها مدن أوروبية هدفت لصب الزيت على النار وتغذية النعرات الطائفية الانفصالية بما يزيد من إرباك الجزائر وجعل الأمور تختلط على الجزائريين.

وينهي الرياحي قوله بأن الجزائريين بنضجهم ووعيهم وبتمسكهم الكامل واللامشروط باستقلال قرارهم الوطني ووحدة الجزائر قادرون على إفشال كل المؤامرات والدسائس وإطفاء كل النعرات لتبقى الجزائر وطناً للجميع.

بدوره قال كمال بن يونس في الصباح إن بعض وسائل الإعلام الغربية وبعض الساسة الأوروبيين يحاولون توظيف أحداث الشرق الجزائري بمنطق معكوس، فعادوا للترويج إلى مقولاتهم ومواقفهم المشبوهة التي تدعو إلى "انفصال القبائل" عن الجزائر بدعوى أن جذور القبلية بربرية. ولكن فاتهم أن الأغلبية الساحقة من الجزائريين وسكان المغرب العربي الكبير من أصل بربري، لكنهم أصبحوا يشكلون وحدة ثقافية، فيها تراكم بين الثقافات البربرية والقرطاجنية والعربية الإسلامية والأوروبية، مع تمسك بالاستقلال الوطني ورفض كل مخططات تقسيم الجزائر أو غيرها عبر افتعال أزمات بين البربر والعرب داخل الوطن الواحد.


إذا كان لا مفر اليوم من التسوية السياسية للأزمة الجزائرية المستفحلة، فإن الحل لن يكون أبداً في الترويج لسيناريو تقسيم الجزائر إلى منطقة "قبلية بربرية" ومنطقة "جزائرية – عربية".

الصباح

ويضيف بن يونس في مقاله الذي جاء تحت عنوان "لا لتقسيم الجزائر" أنه قد سبق للاستعماريين أن لعبوا هذه الورقة في الثلاثينات من القرن العشرين في الجزائر والمغرب عبر ما عرف بـ "الظهير البربري" وكانت النتيجة الفشل الساحق. وإذا كان لا مفر اليوم من التسوية السياسية للأزمة الجزائرية المستفحلة، فإن الحل لن يكون أبداً في الترويج لسيناريو تقسيم الجزائر إلى منطقة "قبلية بربرية" ومنطقة "جزائرية – عربية".

وكان لمناسبة عيد العمال نصيب الأسد في كثير من مقالات الصحف التونسية حيث قالت فاطمة الكراي في الشروق وتحت عنوان "خطى ثابتة من أجل تونس" إنه عندما يرفع التونسي شعار دعم عزة تونس ومناعتها، فإن الأمر لا يعني مجرد الشعار أو محدودية التغني الشكلي بهذه المقولة.

إن رفع التحديات الراهنة وكسب رهان المستقبل في مشهد دولي يتميّز بكثرة التحولات لا يمكن أن يكون بدون حوار بين كل التونسيين من خلال مشاركة الجميع في هذا التوجه المستقبلي.

أما الصحافة فقالت تحت عنوان "مقاربة متوازنة" إنه مما لاشكّ فيه أن المقاربة المتوازنة التي تثمن العنصر البشري وتعتبر العلاقات الاجتماعية الإيجابية أغلى مكسب للمؤسسة، من شأنها أن تجعل بلادنا قادرة على رفع تحديات الانفتاح على الاقتصاد العالمي وكسب رهاناتها وتتيح لتونس القدرة على تعزيز موقعها الدولي وتدعيم إشعاعها.

بدورها قالت الحرية إن مجمل الإجراءات الرئاسية التي تضمنها خطاب الرئيس تكرس فعلاً ثوابت سياسة التعبير التنموية التي يتلازم فيها البعدان الاقتصادي والاجتماعي وتهدف إلى الرفع من مستوى عيش المواطن التونسي وتأمين مقومات كرامته بصورة عامة وإلى إثراء المكاسب المحققة لفائدة العاملين بالفكر والساعد في كل مواقع العمل والإنتاج وفي كل أنحاء البلاد.

المصدر : الصحافة التونسية