بكين تلوح بمحاكمة الطاقم الأميركي

لندن- خزامى عصمت
تقاسمت صدارة الصحف البريطانية عدة قضايا وهي العدوان الإسرائيلي المروحي الثاني خلال أسبوع على قطاع غزة, فضلاً عن خطط إسرائيلية لاغتيال كوادر فلسطينية لاسيما المقربة من الرئيس ياسر عرفات, والتوتر المتصاعد بين بكين وواشنطن على خلفية طائرة التجسس, ومسألة محاكمة الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش, إلى جانب تبعات الحمى القلاعية وانعكاسها كحمى سياسية وبيئية في بريطانيا.

ونبدأ بشؤون الشرق الأوسط حيث جاء في عنوان الإندبندنت   "شارون يصعد الضغط على الفلسطينيين بشن هجمات مروحية انتقامية على غزة". وذكرت بأن المروحيات الإسرائيلية أطلقت عشرات الصواريخ على أهداف داخل قطاع غزة ليل الثلاثاء/ الأربعاء عندما نفذ رئيس الوزراء أرييل شارون وعده بتصعيد الضغط العسكري على الفلسطينيين.

وأشارت إلى إعلان الجيش الإسرائيلي بأن هذه الهجمات التي تعد الثانية على القطاع خلال هذا الأسبوع جاءت انتقاما من العمليات المسلحة الفلسطينية الأخيرة ضد المستوطنات الإسرائيلية في القطاع حيث جرح نتيجتها طفل يبلغ من العمر عشرة أشهر.

وعلقت الصحيفة بأن كل هذا يؤشر إلى ما سماه شارون بنهاية السياسة الإسرائيلية "الرصينة". ووصفت هذه العبارة بأنها ستكون غريبة على ثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون منذ عدة أشهر تحت الحصار.


إعلان المسؤول الفلسطيني محمد دحلان عن أن اغتياله قد يتم في أي وقت يحتوي على الحقيقة

الإندبندنت

وفي الإندبندنت عنوان آخر يقول "الحلقة المقربة من عرفات تعيش في ظل الاغتيال". وأفادت بأن إعلان المسؤول الفلسطيني محمد دحلان عن أن اغتياله قد يتم في أي وقت يحتوي على الحقيقة. ولفتت بأن دحلان قائد قوات الأمن الوقائي في قطاع غزة يعتبر أحد أعضاء الحلقة المقربة من عرفات وهو عنصر حيوي له اتصالاته بالمخابرات المركزية الأميركية كما أنه كان أحد المنسقين الأمنيين مع إسرائيل قبل اندلاع المواجهات, غير أن ستة أشهر من الانتفاضة غيرت كل شيء.
فقد إتهمه مسؤولون في القوات الإسرائيلية بتنظيم عمليات على الإسرائيليين. وترى الصحيفة بأن هذه الاتهامات قد تلتصق به ويجد نفسه أمام شعرة تعامد من قبل قناص إسرائيلي.

وعنونت الديلي تلغراف "سبعة وسبعون جريحاً في هجوم إسرائيلي". وقالت إن طائرات مروحية ودبابات إسرائيلية شنت هجمات على أهداف فلسطينية في قطاع غزة ليلة أمس بعد ساعات من هجوم بمدافع الهاون على مستوطنة يهودية جرح على إثرها طفل في شهره العاشر. وقد اتهم تصريح صدر عن مكتب شارون السلطة الفلسطينية بعدم اتخاذ الخطوات اللازمة لإفشال الهجمات ضد إسرائيل وبذلك "لا يوجد لإسرائيل أي خيار إلا الرد بصورة مستمرة وفعالة لإفشال هذه الهجمات الإرهابية التي يتعرض لها المواطنون الإسرائيليون".

وفي مسألة الأزمة القائمة بين بكين وواشنطن بشأن طائرة التجسس، جاء في عنوان للتايمز "مخاوف من محاكمة الصين للطاقم الجوي الأميركي". وذكرت بأن الصين لمحت بأنها قد تحاكم طاقم طائرة التجسس الأميركية بينما يتصاعد التوتر الأميركي- الصيني بشأن احتجاز الطائرة.

فقد أعلن ناطق بلسان الخارجية الصينية بأنه سيتم تحديد مصير الطاقم بعد الانتهاء من التحقيق معه. وزاد هذا التصريح من مخاوف إحالة هذه القضية إلى المحكمة بتهمة الاصطدام مع مقاتلة صينية يوم الأحد الماضي خصوصاً أن الصين ترى بأن الطائرة الأميركية هي سبب حادث الاصطدام فوق المياه الدولية.

وعنونت الإندبندنت "الصين ترفض طلب الإفراج عن طاقم طائرة التجسس". ونشرت تجديد الرئيس الأميركي جورج بوش دعوته إلى الحكومة الصينية بإعادة طائرة التجسس وطاقمها فوراً وتحذيره من أن التحفظ قد يؤدي إلى تشويه العلاقة بين البلدين.

ووصفت الصحيفة نبرة تصريحه بأنها توحي على توقف مؤقت في تصعيد الخلاف مما قد يؤدي إلى حله. وأشارت بالمقابل، إلى أن غياب كلمة "تجسس" من البيانات الرسمية الصادرة من بكين توحي بعدم رغبتها في توسيع النزاع.

وتحت عنوان داخلي "بكين قد تستخدم الطائرة الأميركية لتساوم بشأن الأولمبياد"، كتب مراسل الإندبندنت من العاصمة الصينية أنه بالرغم من الكلمات المتصلبة التي تضمنها طلب الرئيس الصيني من الحكومة الأميركية بتحمل المسؤولية كاملة ووقف عمليات المراقبة قرب السواحل الصينية, فإن القادة الشيوعيين في الصين يواجهون معضلة تتمثل بتسخير الكثير من الطاقات لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2008 ومن هنا، فإن إعادة بكين للطائرة الأميركية وطاقمها بسرعة يحل الأزمة ويزيد من أرصدة الصين المعنوية.


إن الموقف الصيني المتصلب تجاه الطائرة الأميركية لا يلغي احتمال الإفراج عن طاقمها وبصورة مفاجئة

الديلي تلغراف

وفي نفس الموضوع عنونت الديلي تلغراف  "الصين تجرد طائرة التجسس مع تصاعد المعركة بشأن الطاقم الأميركي". وكتبت بأن الخلاف تعمق بشأن مصير طاقم طائرة التجسس الأميركية بالرغم من السماح للدبلوماسيين بمقابلتهم. وبعد أن عرضت الصحيفة لموقف الرئيس بوش المتصلب توقفت عند التصريح الصادر عن الخارجية الصينية الذي يطلب من الحكومة الأميركية الإعلان عن تحملها مسؤولية الحادث.

ورأت الديلي تلغراف بأن هذا الموقف الصيني المتصلب لا يلغي احتمال الإفراج عن الطاقم وبصورة مفاجئة، معتبرة أن بكين تملك القدرة على التوصل إلى اتفاقية بعد فترة قصيرة من إصدار التصريحات المتشددة للغاية.

وفي الموضوع المتعلق بمحاكمة الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش، تشابهت عناوين الصحف وأجمعت على أنه سيواجه عقوبة الإعدام. ففي التايمز "ميلوسوفيتش قد يواجه زمرة إعدام بلغراد". وأفادت بأن السلطات الصربية أعلنت بأن الرئيس السابق قد يتهم بجرائم عقوبتها الموت رمياً بالرصاص. وبعد أن عرضت لرفض محكمة بلغراد طلبه بالاستئناف ضد قرار اعتقاله لمدة ثلاثين يوماً، ذكرت 


من المتوقع أن تزيد الضغوط الدولية على يوغسلافيا قبل انعقاد مؤتمر الدول المانحة في شهر يونيو/ حزيران لتسليم ميلوسوفيتش إلى المحكمة الدولية في لاهاي

الديلي تلغراف

بأن روبن كوك وزير الخارجية البريطاني سيطلب من الزعيم الصربي تسليم ميلوسوفيتش إلى المحكمة الدولية في لاهاي فور وصوله إلى بلغراد اليوم.

وعنونت الإندبندنت "ميلوسوفيتش قد يواجه زمرة الإعدام رمياً بالرصاص لإرتكابه جرائم رسمية". ويقصد بالجرائم الرسمية حسب ما أوضح رئيس الوزراء الصربي زوران دينديتش قيامه بإعطاء أوامر بالقتل خلال سنوات حكمه. وقال إنه سيتم اتهامه رسمياً خلال فترة شهرين.

أما الديلي تلغراف فجاء تحت عنوانها "ميلوسوفيتش قد يواجه حكم الإعدام" أنه من المحتمل اتهامه بمحاولة اغتيال الزعيم السياسي المعارض فوك دراسكوفيتش ومقتل الصحافي سلافكو كوروفيا، في الوقت الذي يتم التحقيق معه بتهم الإساءة لاستخدامه السلطة واختلاس الأموال. وتوقعت بالمقابل، أن تزيد الضغوط الدولية على يوغسلافيا قبل انعقاد مؤتمر الدول المانحة في شهر يونيو/ حزيران لتسليم ميلوسوفيتش إلى المحكمة الدولية في لاهاي, غير أن الرئيس اليوغسلافي فويتسلاف كوستونيتشا أعلن بأن الكرامة الوطنية أهم من حفنة من الدولارات.


يعترف كل من اشترك في خطأ دفن 900 خروف وبقرة في المكان الخاطئ في مزرعة بمنطقة" كاونتي درهام"  بضرورة وجود جهة معينة تلام على هذا الخطأ إلا إنهم لم يتفقوا على المتهم

التايمز

وفي الشأن البريطاني، اتفقت عناوين الصحف على موضوع واحد ألا وهو الحمى القلاعية وتفاعلاتها. ففي التايمز "تلوث المياه يسبب خطأ فاضحاً بدفن البقر". ورجحت أن يتم إخراج آلاف الحيوانات من القبور الجماعية التي أنشأت لدفن الحيوانات المصابة بالحمى القلاعية منذ الكشف عن هذا الوباء.
ورأت أن هذه القبور تشكل خطراً لناحية تلويث المياه التي تصل إلى المنازل.

وفي عنوان آخر لنفس الصحيفة "لن يعترف أحد بخطأ الدفن الفاضح". وقالت يعترف كل من اشترك في خطأ دفن 900 خروف وبقرة في المكان الخاطئ في مزرعة بمنطقة" كاونتي درهام"- الذي أدى إلى تلوث المياه المحلية، بضرورة وجود جهة معينة تلام على هذا الخطأ إلا أنهم لم يتفقوا على المتهم.

وأوضحت أن وكالة البيئة تتهم وزارة الزراعة، والوزارة تتهم الفلاح، والفلاح يتهم وكالة البيئة، والمقاول الذي قام بعملية الدفن يتهم وزارة الزراعة. ورأت أن هذه المشكلة تعتبر من أوضح الدلائل على حالة الفوضى التي تعرقل محاربة مرض الحمى القلاعية.

وبينما عنونت الإندبندنت "يجب إخراج 900 جثة حيوان من قبورها لتفادي تلوث ينبوع" عنونت الديلي تلغراف "حملة بلير الزراعية تتعرض إلى خطأ فاضح". ورأت أن محاولة رئيس الوزراء توني بلير للبرهنة على أن الحكومة تنتصر في معركتها ضد وباء الحمى القلاعية بعد أن أجل موعد الإنتخابات، تعرضت إلى ضربة جديدة عندما تم الإفصاح عن خطة إخراج 900 جثة لحيوانات مريضة دفنت في مكان خاطئ.

وذكرت الصحيفة بأن وزارة الزراعة اعترفت بأن الحيوانات تم دفنها في مكان خاطئ وأن ذلك أدى إلى تلويث ينبوع تحت الأرض يزود العديد من المزارع في منطقة "كاونتي درهام".

 

المصدر : الصحافة البريطانية