شارون لبوش: لا تلمنا


لندن – خزامى عصمت
ركزت الصحف البريطانية على ثلاثة موضوعات رئيسية وأبرزتها بعناية هي الصراع بين العمال والمحافظين بسبب الحمى القلاعية قبيل الانتخابات العامة، والوضع المتفجر في البلقان, والوضع في الشرق الأوسط إبان زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إلى الولايات المتحدة.

ونبدأ من النقطة الأخيرة حيث جاء في عنوان إندبندنت "رسالة شارون البسيطة إلى بوش: لا تلمنا". وقالت إنه تم وضع ماضي شارون المتعسف جانبا وتم التركيز على رسالته وهي بسيطة: السيد عرفات وقواته الأمنية والسلطة الفلسطينية سبب أعمال العنف.. لذا يجب الضغط على الزعيم الفلسطيني لوقف هذا العنف، وإلى ذلك الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل كل ما في وسعها لإحلال الاستقرار فإنها لا تنوي التفاوض معه.
ورأت الصحيفة بأن الإدارة الأميركية متعاطفة مع هذه الرسالة. ونقلت عن مسؤولين في واشنطن بأنها تريد من الرئيس الفلسطيني تهدئة الانتفاضة.


عرفات ينشط الإرهاب ضد إسرائيل، وإذا قدمت له الدعوة لزيارة واشنطن فذلك يعطي شرعية للإرهاب

شارون-ديلي تلغراف

وعنونت ديلي تلغراف "بوش مطالب بالتشدد مع عرفات". وكتبت بأن شارون أبلغ الرئيس الأميركي جورج بوش بأن عليه رفض لقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى أن يتخلى عن "المقاومة المسلحة" ضد الدولة اليهودية. واعتبر شارون بأن "عرفات ينشط الإرهاب ضد إسرائيل، وإذا قدمت له الدعوة فذلك يعطي شرعية للإرهاب".

وتعلق الصحيفة أنه في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون كان السيد عرفات يزور البيت الأبيض كزعيم أجنبي, لكن الإدارة الأميركية الجديدة أظهرت علامات توحي بتغيير سياستها. ففي تصريح أمام اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة تحدث وزير الخارجية الأميركي كولن باول عن تقوية "التعاون الاستراتيجي" مع إسرائيل، مصورا الاختلاف في التعاطي السياسي عن إدارة كلينتون بقوله إن" الولايات المتحدة تقف مستعدة لتقديم المساعدة وليس الإلحاح". وتخلى الجنرال باول عن مصطلح "عملية السلام" التي كانت من أشهر مصطلحات الرئيس كلينتون، كما تم إلغاء منصب المنسق الخاص للشرق الأوسط.

وفي ديلي تلغراف عنوان آخر له صلة بالموضوع الأوسطي يقول "غضب فلسطيني بشأن خطة توسيع مستوطنة". وقالت إن خطط مضاعفة عدد المساكن في المستوطنة اليهودية "هارحوما" بعد موافقة مجلس بلدية مدينة القدس تلقت إنذارا فلسطينيا غاضبا مفاده أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى إشعال العديد من المواجهات.
وتستطرد الصحيفة بالقول إنه تم تشييد ما يقدر بـ2300 وحدة سكنية استيطانية على قمم التلال جنوب القدس، كما وافقت بلدية القدس على بناء 2832 وحدة أخرى، مشيرة إلى أن هذا القرار سيحال إلى الحكومة الإسرائيلية المركزية للموافقة.
ولفتت إلى أنه مع بدء البناء في مستوطنة "هارحوما" عام 1997 توقفت مباحثات السلام مع الفلسطينيين.

وفي موضوع البلقان عنونت غارديان "تحذير للمتمردين الألبان: الفرار أو الموت". وذكرت أن الدبابات والمدفعية المقدونية اشتركت بقصف مواقع المتمردين الألبان أمس بعد أن أصدر الجيش المقدوني إنذارا لهم بالفرار أو مواجهة هجوم شامل.


حلف الناتو لم يتلق أي إجابة من أي حكومة للطلب المستعجل الذي قدمه القادة العسكريون في ساحة العمليات بكوسوفو

غارديان

وفي عنوان آخر لغارديان يقول "تجاهل دعوات الناتو للمزيد من القوات في البلقان". ونقلت الصحيفة عن مصادر داخل حلف شمال الأطلسي بأن الحلف لم يتلق أي إجابة من أي حكومة للطلب المستعجل الذي قدمه قادتهم العسكريون في ساحة العمليات بكوسوفو.
ووصفت الصحيفة هؤلاء القادة بأنهم يعيشون في ظل ضغوط شديدة وبأنهم في حاجة إلى قوات إضافية للمساعدة في مواجهة من أسمتهم بالمتمردين الألبان ومنعهم من اختراق حدود مقدونيا.

أما ديلي تلغراف فقد عنونت في زاوية رأي وفي الموضوع نفسه "مقدونيا تحتاج إلى المساعدة". وكتبت بأن زوار مقدونيا من السياسيين والدبلوماسيين والعسكريين الأوروبيين ركزوا الانتباه في زيارتهم هذه على الأزمة الناشبة في المنطقة غير أنه لم تتخذ إجراءات لمعادلة خطاباتهم الرنانة.
وأشارت الصحيفة في الوقت نفسه إلى أن القوات الأميركية المشاركة في الـ"كيفور" التي تقوم بالحراسة على حدود كوسوفو غير راغبة في إحباط تحرك الثوار الألبان خوفا من وقوع خسائر في صفوفها، كما أن دعوة أمين عام حلف شمال الأطلسي لإرسال 3000 عسكري لهذا الغرض تم تقليصه إلى 1200، وبالرغم من ذلك لا يبدو أنه سيتم نشرهم قريبا.
وأكدت الصحيفة في تعليقها أن واجب الحلفاء الأخلاقي هو تقديم المساعدة إلى سكوبيا بمنعهم تحرك الثوار الألبان على الحدود التي من المفترض أن قوات الناتو مسؤولة عن حراستها فضلا عن تقديم كل الدعم العسكري الذي تحتاجه سكوبيا من الجانب الآخر من الحدود.
ورأت أن المهمة ليست صعبة الآن خصوصا أن عدد الثوار قليل، كما أن حالة الأقلية الألبانية في مقدونيا أفضل بكثير مقارنة بالألبان تحت حكم الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش.
 لكن الصحيفة استدركت بقولها إن العواقب في عدم التدخل وتقديم المساعدة قد تؤدي إلى حرب أهلية في مقدونيا وإلى تدخل قوى أخرى من منطقة البلقان، لافتة إلى أن حلف شمال الأطلسي قد يرى تركيا واليونان العضوين في الحلف في موقف المواجهة.


إن السلام السياسي تحطم بشأن موضوع التعامل مع مرض الحمى القلاعية عندما تورط كل من حزب العمال وحزب المحافظين في صراع مرير حول موعد الانتخابات العامة

ديلي تلغراف

وفي الشأن المحلي عنونت ديلي تلغراف "انتهاء السلام بين الأحزاب بسبب الحمى القلاعية". وقالت إن السلام السياسي تحطم بشأن موضوع التعامل مع مرض الحمى القلاعية عندما تورط كل من حزب العمال وحزب المحافظين في صراع مرير حول موعد الانتخابات العامة.

فقد اتهم أعضاء البرلمان المحافظون رئيس الوزراء توني بلير بأنه يضع "منفعته الشخصية المجردة" أمام الأزمة. وفي الوقت نفسه ادعى الوزراء بأن وليم هيغ زعيم المحافظين يحاول رفع أرصدته السياسية من وراء هذا المرض.
ورأت الصحيفة بأن أوضح العلامات التي ظهرت عن داونينغ ستريت حتى الآن تشير إلى أن بلير مصمم على دفع عجلة خططه في عقد الانتخابات العامة في الثالث من مايو/ أيار بالرغم من إعلان أعلى رقم للإصابات بالحمى القلاعية أمس وهو 46 حالة جديدة بحيث يصل المجموع إلى 395.
وأضافت أن هذا الرقم يجسد مخاوف الفلاحين والأطباء البيطريين بأن سرعة انتشار الوباء تزداد. ومنعا لذلك فقد أمرت الحكومة بانتشار 200 من قوات الجيش في منطقتي دفون وكامبريا الأكثر تضررا بهذا المرض من أجل المساعدة في توفير المعدات اللازمة لحرق جثث المواشي.

وفي عنوان لإندبندنت يقول "هيغ يدعو لتأجيل الانتخابات نتيجة لتصاعد الأزمة الخارجة عن السيطرة". وقالت إن وليم هيغ حطم السلام السياسي الهش حول وباء الحمى القلاعية عندما ذكر في تصريح له أمس بأن بلير سيكون خاطئا إذا أعلن موعدا للانتخابات في هذه الفترة الذي يبقى فيها الوباء خارجا عن السيطرة.

وفي عنوان غارديان "بلير يرفض التنازل عن موعد الثالث من مايو". وكتبت أن بلير لم يترك أدنى شك في ذهن أي متردد من أعضاء البرلمان بأنه مصمم على عقد الانتخابات العامة في الثالث من مايو/ أيار.

وعنونت تايمز "حزب العمال يسرع في شراء الأصوات الريفية"، قائلة إن الوزراء تسارعوا بإصدار خطة بإنشاء صندوق لمساعدة المشاريع التجارية في الريف ورفع الحظر المفروض على الريف في محاولة لشراء المستائين قبل الانتخابات التي من المتوقع الإعلان عنها يوم الثاني من أبريل/ نيسان.

ونختم بعنوان تايمز الذي يقول "مقتل محررة صحفية كويتية بالرصاص". وأفادت بأن إحدى كبار الصحفيات قتلت أمس وهي في طريقها إلى مجلة "المجالس" التي تملكها وترأس تحريرها وهي واحدة من أقدم المجلات الكويتية.
وقالت الصحيفة إن السيدة هداية سلطان السالم توفيت نتيجة تعرضها لأعيرة نارية أطلقت عليها من رشاش عندما كانت جالسة في المقعد الخلفي لسيارتها من طراز رولز رويز أثناء توقفها عند إشارة مرور.

ونقلت الصحيفة عن شهود عيان بأن مسلحا خرج من سيارة جيب وأطلق ما لا يقل عن ست طلقات على سيارة هداية. وذكرت أنه تم إلقاء القبض على شخص واحد على الأقل بينما يعتقد أن ثلاثة رجال آخرين لهم صلة بالحادث فيما تقوم الشرطة باستجواب سائق سيارة القتيلة وهو من أقاربها.

وقدمت تايمز نبذة عن حياتها تشير فيها إلى أن السيدة هداية تبلغ من العمر 65 عاما، وهي من أوائل الصحفيات في الكويت، كما أشارت إلى دورها الفعال في حملتها للحصول على جميع الحقوق السياسية للمرأة الكويتية.

المصدر : الصحافة البريطانية