شارون يغذي نزعة التطرف



واشنطن – الجزيرة نت

تناولت الصحف الأميركية الرئيسية في تقاريرها الإخبارية وتعليقات كتابها عددا من القضايا العربية في مقدمتها الملف الفلسطيني وتصاعد الانتفاضة, والقنبلة النووية الإسرائيلية, بالإضافة إلى السودان واحتمالات التدخل الأميركي, وأخيرا الإيدز وصناعة الجنس في المغرب.

فقد ذكرت صحيفة شيكاغو تريبيون لدى تناولها موضوع الانتفاضة الفلسطينية أن الفلسطينيين يخشون قيام شارون بقمع الانتفاضة التي مضى عليها خمسة أشهر. وأشارت إلى حديث مساعدي شارون عن إعادة احتلال المناطق التي تخضع لسلطة الحكم الذاتي الفلسطينية وكذلك تضييق الخناق على قادة الانتفاضة.


إن فوز شارون
شجع الجنرالات الإسرائيليين على اتخاذ مواقف أكثر تطرفا وعدوانية

شيكاغو تريبيون

وقالت الصحيفة إن الحقيقة التي يرددها كثير من المحللين هي أن لدى شارون بعض الخيارات التي لم يقم سلفه باراك باتخاذها قد يقوم هو بتنفيذها جدياً، وقد يقوم وزير خارجيته شمعون بيريز بكبح جماحه في ذلك. وقد يكون الرأي العام الدولي أيضا عاملا هاما في كبح شارون.

ويقول المقربون من عرفات إنه يريد حقا العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، وقد يكون اهتمامه موجهاً نحو معاهدة طويلة المدى لوقف أعمال العنف، وذلك ما يتحدث عنه شارون أيضاً.

وقالت الصحيفة إن فوز شارون قد شجع الجنرالات الإسرائيليين على اتخاذ مواقف أكثر تطرفا وعدوانية، ولكن اتخاذ خطوات متشددة ضد سلطة عرفات قد يقوض شرعية محادثات التسوية. ونقلت الصحيفة تحذيرات محللين من أن دخول البلدات والمدن الفلسطينية لن يكون سهلاً، وقد يكون ثمنه باهظاً في القتال من بيت إلى بيت، وقد يفقد شارون وزير خارجيته بيريز الذي هو بحاجة إليه للإبقاء على حكومته في السلطة.

وأعادت صحيفة واشنطن بوست إلى الأذهان مجدداً موضوع القنبلة النووية الإسرائيلية من خلال الحديث عن الكتاب الذي ألفه الباحث الإسرائيلي أفنر كوهين قبل عامين بعنوان "إسرائيل والقنبلة النووية".

وجاء في مقال واشنطن بوست أن إسرائيل قامت بإنتاج أولى قنابلها النووية عشية عدوانها الواسع على الدول العربية في يونيو/ حزيران 1967، مشيرة إلى أن إسرائيل لاتزال ترفض المصادقة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وأي معاهدات ومواثيق أخرى تتطلب منها الإعلان عن المواد النووية التي ينتجها مفاعل ديمونة في صحراء النقب، وأن ما تقوله إسرائيل علناً لا يتعدى أنها لن تكون أول من يدخل الأسلحة النووية إلى المنطقة.


اتفق الجانبان الأميركي والإسرائيلي على معادلة يتم بموجبها تفادي أي مواجهة سياسية بخصوص القنبلة النووية، وهي أن لا تعلن إسرائيل أبداً عن امتلاكها أسلحة نووية وفي الوقت نفسه تغض واشنطن بصرها

واشنطن بوست

وأشارت الصحيفة أيضا إلى دور الولايات المتحدة في التغطية على امتلاك إسرائيل للسلاح النووي.
وقالت واشنطن بوست إن رئيسة الحكومة الإسرائيلية الأسبق غولدا مائير أكدت في اجتماع لها مع الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون عام 1969 أن إسرائيل قد أنتجت أسلحة نووية، حيث وافق نيكسون ومستشاره آنذاك للأمن القومي هنري كيسنجر على أن إسرائيل قوة نووية مسؤولة اعتماداً على أنها كانت تمتلك الأسلحة النووية أثناء عدوان 1967 واتجهت إلى الحرب التقليدية ولم تكن إسرائيل تريد الصدام مع اللوبي الموالي لها في الولايات المتحدة.

واتفق الجانبان الأميركي والإسرائيلي على معادلة يتم بموجبها تفادي أي مواجهة سياسية وهي أن لا تعلن إسرائيل أبداً عن امتلاكها أسلحة نووية وفي الوقت نفسه تغض الولايات المتحدة بصرها عن الموضوع. واستمرت إسرائيل بذلك في تلقي المساعدات الأميركية، واستطاعت الولايات المتحدة بذلك أن تبعد عيون العرب عن السلاح النووي الإسرائيلي.

وتساءلت صحيفة واشنطن بوست عن السبب وراء الحديث المفاجئ عن السودان من قبل الحكومة الأميركية الجديدة واحتمال تدخلها لإيجاد حل للحرب الأهلية هناك التي مر عليها أكثر من 18 عاما.

وقالت الصحيفة في تقرير كتبته ماري ماكغروري أن هناك أعداداً متزايدة من الأميركيين يعتقدون أن بالإمكان عمل شيء ما, وأنه لا بد من عمله, وأن الرئيس جورج بوش هو الذي ينبغي أن يقوم بذلك.
وأضافت الصحيفة أن بوش لن يجد أمثلة أكثر رعباً على انتهاكات حقوق الإنسان


 هناك أعداد متزايدة من الأميركيين يعتقدون أن بالإمكان عمل شيء ما ضد السودان, وأنه لا بد من عمله, وأن الرئيس جورج بوش هو الذي ينبغي أن يقوم بذلك

واشنطن بوست

والاضطهاد الديني مما هي في السودان. وقالت الصحيفة إن في السودان أيضا حقول نفط تقوم بتطويرها شركات أوروبية وآسيوية تتجاهل ضحايا الحرب من البشر.

وتزعم الصحيفة أن الحكومة السودانية تستخدم أساليب الأرض المحروقة لحماية المستثمرين الأجانب. وعددت الصحيفة الشخصيات السياسية والدينية الأميركية التي تقوم بدفع البيت الأبيض للتدخل لإنهاء الحرب في السودان، حيث إن الملاحظ أنها من العناصر المعروفة بشدة مناصرتها لإسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن روجر وينر وإريك ريفز وتيد ديغن الذين وصفتهم بخبراء في شؤون السودان قولهم إن الشيء الوحيد الذي تفهمه حكومة الخرطوم هو الضغط المالي، داعين إلى فرض عقوبات تمنع الشركات الأجنبية من التعامل بنفط السودان.

وتناولت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور موضوع انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" في المغرب الذي قالت الصحيفة إن انتشاره يزداد مع ازدياد نسبة الفقر.

ونقلت عن مسؤولين مغاربة قولهم إن من بين الـ 25 مليون إفريقي مصاب بفيروس الإيدز هناك أقل من واحد بالمائة منهم في الشمال الإفريقي المسلم حيث يشكل الإسلام حصانة جيدة.

غير أن عاملين في القطاع الصحي يقولون إن هذه الأرقام خادعة وإن تقارير وزارة الصحة في المغرب غير المنشورة تقول إن عدد المغاربة المصابين بالفيروس زاد إلى أربعة أضعاف في العام الماضي وحده أي إلى عشرين ألف مصاب.



صناعة الجنس غير المشروعة في المغرب توظف 200 ألف عاهرة

كريستيان ساينس مونيتور

وهذا لا يعني أنه آخذ بالانتشار بل هو يتجاوز حدود الطبقات من المجموعات ذات الاحتمالات العالية في الإصابة مثل العاهرات إلى الطبقات المهنية الوسطى.

ونسبت الصحيفة إلى حكيمة هيميش وهي مديرة عيادة الإيدز قولها "إننا على حافة وباء الإيدز وإن الحكومة لا تفعل شيئا لتحذير الرأي العام".

وأشارت الصحيفة إلى أن صناعة الجنس غير المشروعة في المغرب توظف 200 ألف عاهرة, وأنه على الرغم من حملات التضييق بين الحين والآخر في الدار البيضاء وحدها فإن أرقام الشرطة الأخيرة تظهر أن هناك أكثر من 12 ألف عاهرة اعتقلت عام 1998 ومع ذلك فإن صناعة الجنس تزدهر.

المصدر : الصحافة الأميركية