عيد ميلاد حزين



الدوحة – الجزيرة نت

تصدر نبأ فشل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في اختراق الحصار الإسرائيلي والذهاب إلى بيت لحم للمشاركة في أعياد الميلاد عناوين الصحف العربية الصادرة في لندن اليوم التي وصفت العيد بالحزين, كما أبرزت تطورات الأوضاع في أفغانستان وباكستان.

عرفات يفشل
فقد كتبت صحيفة الشرق الأوسط في عنوانها الرئيسي "عرفات يفشل في اختراق الحصار الإسرائيلي" وقالت: فشلت الجهود الأوروبية والأميركية والإسرائيلية وجهود بابا الفاتيكان في إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بالعدول عن قرار منع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من السفر إلى بيت لحم لرعاية قداس عيد الميلاد منتصف الليلة الماضية كما هي العادة في كل عام.

وأضافت الصحيفة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت الأعراف الدينية بإيقاف سيارة بطريرك اللاتين ميشيل صباح خلال عودته من رام الله -حيث زار الرئيس عرفات- إلى القدس المحتلة قبل أن يتوجه إلى بيت لحم لحضور القداس في كنيسة المهد. وعندما احتج البطريرك على هذه المعاملة غير المسبوقة رد الجنود معتذرين "إننا نفتش سيارتك خوفا من تهريب عرفات إلى بيت لحم". وكان الرئيس الفلسطيني قد هدد بالوصول إلى بيت لحم سيرا على الأقدام إذا أصرت إسرائيل على منعه من الوصول إليها.

العراق مسؤول


العراق أخرج نفسه من الصف العربي وإذا أراد أن يعود للأسرة العربية فعليه أن يخلق الظروف المواتية لذلك

أحمد ماهر-الشرق الأوسط

وعربيا نقلت الصحيفة في عنوانها عن وزير الخارجية المصري قوله "على العراق خلق الظروف المواتية لعودته للأسرة العربية". وقالت: أكد أحمد ماهر وزير الخارجية المصري أن هناك رفضا مصريا قاطعا لأن تطال الحملة الدولية ضد الإرهاب أي دولة عربية لأنه ليس هناك بلد عربي له صلة بأحداث 11 سبتمبر/أيلول. وقال في حديث أجرته معه الصحيفة في تونس إن مصر في وفاق دولي لمكافحة الإرهاب وليس تحالف تنضم إليه أو تنسحب منه.

وعن عودة العراق للصف العربي نفى أن يكون هناك فيتو أميركي على ذلك، قائلا إن العراق هو الذي أخرج نفسه من الصف العربي وإذا أراد أن يعود للأسرة العربية فعليه أن يخلق الظروف المواتية لذلك وأن يعود في ظروف مطمئنة لجيرانه وأن يكون هناك التزام كامل باحترام سيادة هذه الدول.

محاسبة المقصرين
وفي إطار الحملة الأميركية على الإرهاب قالت الشرق الأوسط تحت عنوان "ضغوط في الكونغرس لتحديد المقصرين في هجمات سبتمبر": بينما توشك الحروب في أفغانستان (الحروب الداخلية والحرب على الإرهاب) على الانتهاء، ينشط أعضاء في الكونغرس الأميركي لإجراء تحقيق عالي المستوى يبحث في الأسباب التي أدت إلى وضع الولايات المتحدة في حال الحرب خصوصا منذ الهجمات الإرهابية على نيويورك وواشنطن. وطلبت مجموعتان من أعضاء الكونغرس كتابيا الأسبوع الماضي تشكيل لجنة تحقق في هجمات 11 سبتمبر/أيلول الماضي وتقدم إلى الحكومة استنتاجات تنفع في منع وقوع هجمات مشابهة في المستقبل. كما يقوم مجلس الشيوخ من جانبه بالتحضير لعقد جلسات شهادة حول هذه القضية في فبراير/شباط ومارس/آذار المقبلين.

اتفاق صومالي
وفي موضوع آخر عنونت الشرق الأوسط "اتفاق سلام بين الحكومة الصومالية ومعارضيها والمحسوبون على إثيوبيا يقللون من أهميته"، وذكرت أن الحكومة الانتقالية الصومالية والفصائل التي تحاربها في نيروبي أبرمت اتفاق سلام تمهيدياً لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية بحضور الرئيس الكيني دانيال أراب موي. واتفق الفرقاء في وثيقة تم التوقيع عليها أمس في مقر الرئيس الكيني في مدينة "ناكورو" على جدول أعمال من 12 نقطة يشمل تقاسم السلطة ونزع الأسلحة، وتعهدوا بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، إلا أن بعض قادة الفصائل رفضوا الاتفاق.

الكراهية في عيد المحبة


ممارسة حكومة أرييل شارون الكراهية في عيد المحبة أبشع مثال للعنجهية الإسرائيلية حيال الشعب الفلسطيني

الشرق الأوسط

واختارت الشرق الأوسط التعليق على ما شهدته بيت لحم من جدل بشأن مشاركة عرفات في الاحتفال أو منعه فقالت في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان "الكراهية في عيد المحبة": يصعب القول إن ممارسة حكومة أرييل شارون الكراهية في عيد المحبة -بإصرارها على منع رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات من حضور احتفالات الميلاد التقليدية لدى الطوائف المسيحية في بيت لحم- أبشع مثال للعنجهية الإسرائيلية حيال الشعب الفلسطيني، فقد عودتنا إسرائيل على تجاوز كل الحدود الدبلوماسية والسياسية وحتى الأمنية في تعاملها مع تطلع الشعب الفلسطيني إلى الاستقلال.. ولا يزال ما خفي من ممارساتها أعظم حتما.

وخلصت الصحيفة إلى القول "ولأن عرفات ليس وحده هدف حملة الحقد الإسرائيلية في موسم المحبة، بل الشعب الفلسطيني بأكمله، بات لزاما على دول الغرب -التي تحتفل بأجمعها بذكرى ميلاد السيد المسيح- أن تتصرف بوحي المناسبة وتبلغ إسرائيل أن للحقد حدودا.. وللشعوب المستعمرة حقوقا لا بد من أن ينالوها، طال زمن القهر أم قصر".

بيت لحم حزينة


تمسك شارون بقراره منع عرفات من المشاركة في قداس الميلاد في بيت لحم, ولم تنجح الجهود الدولية في تغيير الموقف الإسرائيلي

الحياة

أما صحيفة الحياة فقد تصدرت أخبار الأرض المحتلة عنوانها الرئيسي حيث قالت "بيت لحم انتظرت حزينة الميلاد وعرفات.. وشارون عرقل كل وساطات لوقف سياسة الإذلال". وأضافت الصحيفة أن شارون تمسك بقراره منع عرفات من المشاركة في قداس الميلاد في بيت لحم, ولم تنجح الجهود الدولية في تغيير الموقف الإسرائيلي الذي تذرع بعدم اعتقال السلطة الفلسطينية المتهمين بقتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي.

وخليجيا قالت الحياة في عنوانها "قمة مسقط: مجلس أعلى للدفاع واتفاقية اقتصادية"، وذكرت أن من المتوقع أن يقر قادة دول مجلس التعاون الخليجي اتفاقية اقتصادية جديدة خلال القمة الـ22 التي تجمعهم الأحد والاثنين المقبلين في العاصمة العمانية. وأضافت الصحيفة نقلا عن الأمين العام للمجلس جميل الحجيلان أن قادة دول المجلس سيشكلون مجلسا أعلى للدفاع خلال القمة المقبلة ويشكل ذلك تنفيذا لاتفاقية الدفاع المشترك.

إجراءات باكستانية
وفي إطار الإجراءات التي تتخذها باكستان للحيلولة دون انفجار الوضع مع الهند قالت الحياة في عنوانها "باكستان: لا مكاتب ولا أرصدة ولا جمع تبرعات لجماعات كشميرية"، وذكرت أن السلطات الباكستانية باشرت تنفيذ إجراءات عملية للتضييق على الجماعات الإسلامية الكشميرية المسلحة تمثلت في جمع التبرعات في المساجد والأسواق وقطع خطوط الهاتف.

وكتبت الحياة عن الوضع في أفغانستان في عنوانها "الأميركيون يعتقلون أحد قادة طالبان وكرزاي ينجح في ضم دوستم لحكومته". ونقلت الصحيفة عن مصادر تحالف الشمال قولهم مجددا إن أسامة بن لادن قد يكون قتل في الغارات العنيفة على توره بوره, وأضافت أن حميد كرزاي حقق إنجازا في اتجاه توحيد الفصائل الأفغانية المتحالفة معه تحت راية جيش وطني وذلك بتعيين الزعيم الأوزبكي دوستم نائبا لوزير الدفاع.

جبهة موحدة


على العرب وغير العرب -مسلمين وغير مسلمين- أن تكون عيونهم مفتوحة وقلوبهم صافية وأخوتهم صادقة في ظل ظروف يغلفها الغموض وتبدو فيها كل الاحتمالات قائمة وكل الخيارات متاحة

مصطفى الفقي-الحياة

وفي الحياة أيضا كتب د. مصطفى الفقي مقالا استعرض فيه الآثار السلبية التي خلفتها الضربة الأميركية على العلاقات بين العرب والأفغان, ونبه إلى محاولات البعض إثارة النعرات وخلق الفتنة ودعا إلى ضرورة وجود جبهة موحدة.

وقال الفقي: لا أريد أن أبتدع تقسيمات جديدة للمسلمين ولكني أحسب أن "الإسلام الآسيوي" الذي تلقى ضربات موجعة في الأسابيع الماضية نتيجة تداعيات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول قد ينحي باللائمة على الإسلام العربي باعتباره مصدر الفكر ورائد الدعوة وهو أمر يستحق منا الاهتمام ويوقظ فينا صحوة تدعو كل الشرفاء في الحضارة العربية الإسلامية -عربا وغير عرب مسلمين وغير مسلمين- إلى أن تكون عيونهم مفتوحة وقلوبهم صافية وأخوتهم صادقة في ظل ظروف يغلفها الغموض وتبدو فيها كل الاحتمالات قائمة وكل الخيارات متاحة, فقد كان الحادي عشر من سبتمبر/أيلول بحق نقطة تحول مفصلية في تاريخ البشرية.