من يحكم لبنان؟

بيروت – رأفت مرة
تابعت الصحف اللبنانية الأزمة الحاصلة في البلاد عقب دخول قوات الأمن اللبنانية إلى حرم الجامعة اليسوعية، وسلطت الضوء على تداعياتها السياسية والأمنية الداخلية في ضوء العلاقة مع سوريا, بالإضافة إلى قضايا أخرى محلية وعربية ودولية.


اليوم، وبعد كل الذي حصل في الجامعة اليسوعية، وبعد إضراب الجامعات وطلابها، يريد اللبنانيون أن يعرفوا من يحكم البلد؟!

الديار


من يحكم لبنان
صحيفة الديار استعرضت مسلسل التجاوزات والتدخلات الأمنية في الشؤون العامة وقالت "اليوم، وبعد كل الذي حصل في الجامعة اليسوعية، وبعد إضراب الجامعات وطلابها، يريد اللبنانيون أن يعرفوا من يحكم البلد؟! من أعطى الأوامر باقتحام الحرم الجامعي؟! ومن ألحق هذه السمعة السيئة مجددا بلبنان في خضم ما يجري على الصعيدين الإقليمي والدولي من أحداث تعتبر مصيرية بالنسبة لشعوب المنطقة ودولها، وفي طليعتها طبعا الشعب اللبناني!".

وأضافت الصحيفة أن "ما حصل تقشعر له الأبدان، ويثير القلق، لا بل الرعب إلى جانب القرف.. وضع لم يعد لبنان محسودا عليه، وخاصة قرف الشباب اللبناني الذي بات يفرك ليل نهار في "مرقد عنزة" في لبنان آخر!.. فهل هذا هو هدف الأشباح التي تثير مثل هذه الموجات من القلق والرعب في صفوف الشعب، والشباب، وفي صفوف الوزراء أعضاء الحكومة هذه المرة".


معارك دخانية


إذا صح اتهام السلطة للمعارضة بأنها تقرأ بالمقلوب فهل السلطة نفسها تقرأ؟ والأهم هل تقرأ بعيونها أم بعيون سواها؟

النهار

صحيفة النهار أولت هذه القضية اهتماما كبيرا ولاحظت أن تعامل السلطة مع المعارضة بات تعاملاً أمنيا وقالت الصحيفة "كلما حصل استهداف أمني للمعارضة، أو ما يمت إليها بصلة مباشرة أو غير مباشرة، يشكل ذلك نذير مأزق للسلطة ومن خلفها سوريا، فتبدأ حلقات الضغط بالتصاعد تدريجا. والدليل على ذلك الآن حديث السلطة نفسها عن أن المعارضة تقرأ خطأ وقائع الضغط الدولي على لبنان بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول".

ورأت الصحيفة أن "المعركة الداخلية هامشية إزاء الترتيبات المطلوبة دوليا من لبنان قبل نهاية ديسمبر/ كانون الأول المقبل موعد الإجابة رسميا على قرار مجلس الأمن 1373، والتي قد يكون من ضمنها إعلان "حزب الله" أنه لا يملك جناحا خارجيا ولم يقم بأي عملية في الخارج وخارج نطاق كونه منظمة مقاومة ضد إسرائيل. كما قد يكون من بينها تحريك دعوى قضائية في ملف تبييض أموال استجابة لموجبات القرار الدولي".

واعتبرت النهار أن "القنابل الدخانية لافتعال معارك هامشية داخلية لن تكفي وحدها لحجب الأنظار عن المعركة الجدية الأخرى الأخطر والأكبر من أن تحجب باستعمال الأساليب البوليسية. وإذا صح اتهام السلطة للمعارضة بأنها تقرأ بالمقلوب، فهل السلطة نفسها تقرأ؟ والأهم هل تقرأ بعيونها أم بعيون سواها؟".


الشعب الملائكي


كيف نستطيع معالجة بلد مختل سياسيا، وتصر فيه "أقلية الصوت العالي" على أنه غير مستقل, وأن ديمقراطيته مزيفة وحريته مقيدة وحكومته عميلة ونوابه أجراء وأهله مستعبدون؟!

الكفاح العربي

صحيفة الكفاح العربي سألت ساخرة في مقال لها "كيف نستطيع معالجة بلد مختل سياسيا، وتصر فيه "أقلية الصوت العالي" على أنه غير مستقل وأن ديمقراطيته مزيفة وحريته مقيدة وحكومته عميلة ونوابه أجراء وأهله مستعبدون؟!".

أضافت الصحيفة "تتحول الظواهر التوحيدية في "وطن الملائكة" إلى ظواهر تقسيمية، فالاستقلال مفقود عند البعض، وتوحيد الجامعات مؤامرة على التعددية، وتوحيد المسارين في مواجهة الإسرائيلي إلغاء للسيادة، وعدم منع التهريب من سوريا جريمة ومنع التهريب إلى سوريا جريمة، وتوقيع اتفاقات الشراكة بين سوقين جارتين ومكملتين بعضهما لبعض عملية قهرية، والسعي إلى الشراكة مع أوروبا نعمة إلهية".

وتسألت الكفاح العربي "هل علينا أن نستنير بالمزيد من أفكار "الأصولية اللبنانية" لندرك أهمية نزع السيادة والاستقلال والقرار الحر، حتى ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية؟.. لا بد أن نفعل شيئا لمنع سوريا من استغلال هيمنتنا على القرار الدولي، وثقلنا في الدول العربية، وابتلاع قدراتنا الاقتصادية الهائلة، وصناعاتنا العملاقة، ومواسمنا الزراعية الفائضة. وتساءلت هل يكفي إضراب في بعض الجامعات؟. وأجابت: مستحيل… فنحن شعب من الملائكة".

رياح الحرب
صحيفة السفير رأت أن "لبنان يبدو مشغولا بنفسه، غارقا في مشكلاته الداخلية، المفتعل منها والفعلي، بأكثر مما تسمح به التطورات التي تهز العالم، الآن… أو أن قواه السياسية جميعا، بالحكم متعدد الرؤوس والمواقف، والمعارضات متعددة الأعراق والأغراض، تستعد لتوظيف هذه التطورات، كل بما يخدم أهدافه وطموحاته، بمعزل عما يدبر للمنطقة برمتها ولبنان منها… بل ربما كان التركيز عليه أشد وأكثف، إما لأنه "البوابة" وإما لأنه صاحب "التجربة النموذج" في انتصار المقاومة الوطنية الإسلامية على الإرهاب الإسرائيلي المغطى أميركيا".


السلطة اللبنانية مطالبة باستيعاب المعارضات لكي تستطيع أن تواجه الصعوبة الحقيقية التي أطلت "بشائرها" مع وصول الموفدين الأميركيين على جناح "الانتصار" في أفغانستان فالعصا تجيء بعد الجزرة دائما!

السفير

ورأت الصحيفة "وبقدر ما تلفت الأنظار "عودة الروح" إلى "المعارضات" بعد هدوء طال واستطال لأكثر من ثلاثة أشهر، بل وكاد يتحول إلى "تماوت" مقصود بعد تفجيرات 11 سبتمبر/ أيلول، فإن "أخطاء" السلطة التي عادت تتكرر، مرة أخرى، على الصعيد "الأمني" موفرة ذرائع ممتازة لانتعاش المعارضات وتلويحها بالنزول إلى الشارع الذي كانت قد أخرجت منه بعنف مبالغ فيه ولا يستخدم في العادة إلا لإحباط مؤامرة انقلابية أوشكت على الوصول إلى باب القصر".

واعتبرت السفير أنه "وفي بلد كلبنان لا يمكن إلغاء السياسة بالأمن، ومرفوض بالمقابل إلغاء الأمن أو إسقاطه في مغامرات الاستثمار السياسي الرخيص. والسلطة مسؤولة ومطالبة بأن تستوعب المعارضات، وبأن تمنع حصول الأخطاء التي تضعف هيبتها وتجعلها طرفا، لكي تستطيع أن تواجه الصعوبة الحقيقية التي أطلّت "بشائرها"، على شكل "قوائم" ومطالبات ملحة بفرض الرقابة أو التضييق على من يجاهر بعداء إسرائيل، التي ستتكامل صورتها مع وصول الموفدين الأميركيين على جناح "الانتصار" في أفغانستان، والمرشح الآن لأن يستثمر في المنطقة جميعا.. فالعصا تجيء بعد الجزرة دائما!.

المصدر : الصحافة اللبنانية