هل يعزز قتل الظواهري شعبية بايدن قبيل انتخابات الكونغرس؟.. خبراء يجيبون الجزيرة نت

NATO summit in Madrid
خبير أميركي: قتل الظواهري يعدّ نصرا لبايدن لكنه ليس بالكبير (رويترز)

واشنطن- "إذا كنت تستمع إلى الإذاعة الأميركية أو تشاهد التلفزيون الأميركي، فستتألم بلا شك وبصورة كبيرة من الطريقة التي ينطق بها الجميع اسم الظواهري، وهناك استثناء لعدد قليل منهم. إن ذلك يؤلم أذني! أحد الاستثناءات البارزة هو ستيف إنسكيب المذيع بالإذاعة الوطنية (NPR)".

كانت تلك كلمات للسفير ديفيد ماك في حواره مع الجزيرة نت حول تبعات الاهتمام الأميركي بتصفية أيمن الظواهري، ويفهم منه قلة الاهتمام الشعبي بقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

واستطلعت الجزيرة نت آراء خبراء أميركيين في الاغتيال، وإذا كان ذلك يعدّ إنجازا حقيقيا للرئيس جو بايدن في ظل تلاشي حضور تنظيم القاعدة على الساحة الدولية، أم مجرد محاولة بائسة لكسب شعبية قبيل الانتخابات النصفية؟

انتصار.. لكنه مشوه

في حديث للجزيرة نت، أشار دي روش، المسؤول العسكري السابق، والأستاذ المحاضر بجامعة الدفاع الوطني التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إلى أن "قتل الظواهري يعدّ فوزا كبيرا لبايدن، لكنه فوز معتدل"، مذكرا بأن بايدن هو الذي أمر بمغادرة قواته كابل، الأمر الذي مهد الطريق أمام القاعدة لإعادة تأسيس ملاذ آمن، حسب قوله.

وأكد دي روش أن "الجمهوريين سيجادلون بأن بايدن تجاهل الشروط اللازمة لتنفيذ اتفاقات الدوحة بشأن أفغانستان"، ورأى أن انزلاق بايدن السريع في استطلاعات الرأي يرجع في جزء منه إلى عدم شعبية قرار الانسحاب من أفغانستان، "لذا فهو انتصار لكنه مشوه قليلا".

لا تأثير على حظوظ بايدن

أما المسؤول والدبلوماسي السابق آرون ديفيد ميلر فذكر -في تقدير موقف نشره موقع مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي- أنه "مع انحسار حظوظ بايدن الرئاسية في الأيام الأخيرة، تلقى الرئيس الأميركي بعض الأخبار الجيدة، حيث كانت إدارته للتحالف في أوكرانيا بارعة مثل إدارة الرئيس جورج بوش الأب في التعامل مع حرب الخليج الأولى".

وتابع "وفي الداخل، أدت التشريعات المتعلقة بسلامة الأسلحة، وأسعار الأدوية، وتغير المناخ إلى تحسين صورته".

وأضاف أن "الإعلان عن ضربة الظواهري سيساعد إلى حد ما في مواجهة الصور الفوضوية للانسحاب الأميركي من أفغانستان".

ورأى ميلر أن معظم تصريحات الرئيس التي خرجت عقب تنفيذ الضربة ركزت على تعزيز صورته ليظهر رئيسا قويا مصمما على حماية الأميركيين وتحقيق العدالة لـ"ضحايا القاعدة".

لكنه في الوقت نفسه يرى أنه "بالنظر إلى دروس الماضي، فمن المرجح أن يحصل بايدن على قليل من الثناء على مقتل الظواهري في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني القادم".

زعيم القاعدة أيمن الظواهري قتل في هجوم بطائرة مسيرّة على منزل في العاصمة الأفغانية كابل (الجزيرة)

تأثير أوكرانيا أكبر

ورأى تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية، والخبير حاليا بمعهد الشرق الأوسط أن "من الصعب معرفة نتائج قتل الظواهري على مكانة بايدن السياسية داخليا وخارجيا".

وأضاف أن "بايدن لم يحقق كثيرا من النجاحات الداخلية.. من هنا قد يتسبب قتل الظواهري في حدوث طفرة طفيفة في معدلات الرضا عن مواقفه، ويشكل نقطة نقاش لانتخابات التجديد النصفي".

لكن مع هيمنة ارتفاع نسب التضخم وتكاليف الطاقة على مخاوف الأميركيين، يبدو أن من غير المرجح أن يكون للاغتيال تأثير دائم وكبير، على حد قول دان.

وفي حديث مع الجزيرة نت، أشار دان إلى أن الإدارة تعمل على الصعيد الدولي على تلميع صورة بايدن ليبدو زعيما قويا، فقد تضررت تلك الصورة بخاصة بعد جولته الأخيرة في الشرق الأوسط، "لكن قيادته بشأن أوكرانيا لها تأثير إيجابي أكبر بكثير على صورته الدولية مقارنة بقتل الظواهري".

لا شبه مع قتل بن لادن

وشكك ديفيد بولاك، المسؤول السابق بوزارة الخارجية، والخبير حاليا بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، في أن يكون لقتل الظواهري تأثير كبير على شعبية بايدن أو آفاقه الانتخابية.

ورأى أن الأمر لا يشبه ما ناله الرئيس السابق باراك أوباما من التأييد الأميركي الداخلي على قتل أسامة بن لادن، "لأن معظم الأميركيين لا يهتمون كثيرا بتنظيم القاعدة أو الإرهاب الجهادي هذه الأيام".

وتابع بولاك "فضلا عن ذلك، حاول الجمهوريون بالفعل تصوير هذا على أنه فشل لبايدن بطريقة أو بأخرى بسبب انسحابه من أفغانستان في المقام الأول".

تحييد الصورة السلبية

بدوره، استبعد ديفيد ماك، السفير السابق ومساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط، والخبير بالمجلس الأطلسي، في حديثه للجزيرة نت، أن يكون للعملية تأثير كبير على الدعم المحلي لصورة بايدن، "على الرغم من أنها ستساعد في تحييد الصورة السلبية الناجمة عن طبيعة الانسحاب الأميركي من أفغانستان بشكل خاطئ".

ليست قضية رئيسة

وفي حديثه مع الجزيرة نت، قال حسين حقاني، السفير السابق لباكستان لدى واشنطن، والخبير حاليا بمعهد "هادسون"، إنه "من السابق لوقته التخمين إذا كان القضاء على الظواهري سيعزز موقف بايدن في استطلاعات الرأي المحلية، أو سيفيد حزبه في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس بعد 3 أشهر".

وأوضح أن "الإرهاب ليس قضية رئيسة في السياسة الأميركية في الوقت الحالي".

المصدر : الجزيرة