اشتباكات بغداد.. تحذيرات دولية من خروج الوضع عن السيطرة وبلدان تحذر رعاياها

Curfew declared in Iraqi capital as cleric’s supporters storm palace
دخان يتصاعد قرب مبنى البرلمان العراقي جراء الاضطرابات المستمرة في بغداد (الأناضول)

حذّر عدد من دول العالم -أمس الاثنين- من انزلاق الاضطرابات الجارية في بغداد إلى وضع يخرج عن السيطرة، ودعت إلى التهدئة واعتماد الحوار بدل التصعيد لحل الأزمة السياسية في العراق، وحذّرت رعاياها من الأحداث الجارية في بغداد.

وقال السفير الكندي في بغداد غريغوري غاليغان إنه يشعر بالقلق الشديد بسبب الاشتباكات التي اندلعت في أنحاء العراق مساء الاثنين، مضيفا أن الوضع خطير للغاية ويمكن أن يخرج عن السيطرة بسرعة.

ودعا السفير الكندي جميع الأطراف لاتخاذ خطوات سريعة لتهدئة الوضع وحلّ الخلافات عبر المفاوضات.

وقال القائم بأعمال السفارة البريطانية في بغداد جيمس داونر إن بلاده "قلقة من الأحداث التي يشهدها العراق، خاصة الأنباء عن وقوع ضحايا"، مضيفا أنه "يجب الحفاظ على سلمية المظاهرات وعدم جر البلاد نحو العنف، وامتناع المتظاهرين عن اقتحام المباني الحكومية".

البيت الأبيض

كما حذّر البيت الأبيض من الاضطرابات الحالية في العراق، وقال إنها مقلقة، مضيفا أن "الوقت الآن للحوار وليس للمواجهة"، وقالت السفارة الأميركية في بغداد إن الاضطرابات في العراق لا تسمح لمؤسسات البلاد بالعمل.

وأبلغ المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي الصحفيين بأن واشنطن لا ترى حاجة لإجلاء العاملين في سفارتها بالعراق في الوقت الحالي.

واندلعت في ساعات ليل أمس اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، كما سُمع دوي انفجارات قوية داخل المنطقة نفسها.

وقالت مصادر عراقية إنه جرى إخلاء مقرّ السفارة الهولندية في المنطقة الخضراء ببغداد، وانتقل الموظفون إلى السفارة الألمانية، كما دوت صافرات الإنذار في السفارة الأميركية في بغداد بعد سقوط قذيفة هاون قربها.

شرارة الاضطرابات

واندلعت شرارة الاضطرابات أمس في بغداد عقب إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر انسحابه من الحياة السياسية بسبب استمرار الأزمة السياسية في البلاد، وقام أنصار التيار عقب الإعلان باقتحام المنطقة الخضراء والدخول إلى القصر الرئاسي وقصر الحكومة.

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن سفارة الكويت بالعراق حثت مواطنيها على مغادرة البلاد، كما دعت وزارة الخارجية الأردنية المواطنين الأردنيين الموجودين في العراق إلى "ضرورة تجنب أماكن التجمعات، والالتزام بالتعليمات التي تصدرها السلطات العراقية".

ودعت مصر والجزائر وجامعة الدول العربية العراقيين إلى تغليب لغة الحوار لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة، مع التحذير من انزلاق البلاد إلى مزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء.

وحذّرت كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والأمم المتحدة -أمس الاثنين- من خطورة التطورات الراهنة في العراق، ودعت المحتجين إلى احترام مؤسسات الدولة، وحثت القوى السياسية على التهدئة والحوار لحل الخلافات.

News conference at the U.N. Headquarters, in New York City
غوتيريش دعا الجهات الفاعلة في العراق إلى اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف وتجنب أي عنف (رويترز)

دعوات للتهدئة

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الأمين العام يحث جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة في العراق على "اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الموقف وتجنب أي عنف"، كما حثّ بشدة جميع الأطراف والجهات الفاعلة على تجاوز خلافاتهم والانخراط -دون مزيد من التأخير- في حوار سلمي وشامل.

ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف العراقية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي -أمس الاثنين خلال لقائه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين- إن "أمن واستقرار العراق يتحقق بالحوار بين التيارات السياسية"، مضيفا أن "أمن العراق مرتبط بالحوار على أساس الدستور بهدف التفاهم على تشكيل حكومة جديدة".

ويشهد العراق أزمة سياسية زادت حدتها منذ 30 يوليو/تموز الماضي، حيث بدأ أتباع التيار الصدري اعتصاما ما زال متواصلا داخل المنطقة الخضراء، رفضًا لترشيح الإطار التنسيقي محمد السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ومطالبةً بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.

وحالت الخلافات بين القوى السياسية -ولا سيما الشيعية منها- دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

المصدر : الجزيرة + وكالات