في ذكرى استقلالها الستين.. ماكرون يهنئ الجزائر واحتفالات عسكرية غير مسبوقة

عيد استقلال الجزئر
النصب التذكاري "معلم الحرية" المخلد لرفع العلم الوطني في سماء الجزائر المستقلة (مواقع التواصل)

بعث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برسالة إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبّون هنّأه فيها بمرور 60 عاما على استقلال الجزائر عن فرنسا، وتستعد هذه البلاد لتدشين احتفالاتها باستعراض عسكري غير مسبوق يخلّد ذكرى نهاية الاستعمار الذي دام 132 سنة.

وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن إكليلا من الزهور سيوضع أيضا، اليوم الثلاثاء، باسم ماكرون على "النُصب التذكاري الوطني لحرب الجزائر والمعارك في المغرب وتونس" في رصيف برانلي في باريس إحياء لذكرى الأوروبيين الذي قتلوا بوهران في نفس يوم الاستقلال في 5 تموز/يوليو 1962.

اقرأ أيضا

list of 2 itemsend of list

وأضاف الإليزيه في بيانه "الذكرى الـ 60 لاستقلال الجزائر تشكّل فرصة لرئيس الجمهورية لكي يرسل إلى الرئيس تبّون رسالة يعبّر فيها عن تمنياته للشعب الجزائري ويبدي أمله بمواصلة تعزيز العلاقات القوية أصلا بين فرنسا والجزائر".

ونقل البيان عن ماكرون "تأكيده مجدّداً التزامه مواصلة عملية الاعتراف بالحقيقة والمصالحة لذاكرتي الشعبين الجزائري والفرنسي".

French President Macron meets Belgium's Prime Minister De Croo in Paris
ماكرون أعرب عن أمله بمواصلة تعزيز العلاقات بين فرنسا والجزائر (رويترز)

علاقات متوترة

وبعد مرور 6 عقود على انسحاب الجيوش الفرنسية، لم تصل بعد العلاقات بين باريس والجزائر إلى طبيعتها، على الرغم من سعي ماكرون منذ انتخابه إلى تهدئة الذاكرة بسلسلة من المبادرات الرمزية التي لم تصل إلى حد تقديم "اعتذار".

وقد توقف القتال بين الطرفين بعد حرب استمرت 8 سنوات بين الثوار الجزائريين والجيش الفرنسي، وذلك بعد توقيع اتفاقيات إيفيان التاريخية في 18 مارس/آذار 1962 التي مهّدت الطريق لإعلان استقلال الجزائر في 5 يوليو/تموز من العام نفسه.

وقبيل ساعات من اعتراف فرنسا رسميا باستقلال الجزائر، وقعت في وهران مجزرة راح ضحيتها "مئات الأوروبيين، وبالدرجة الأولى فرنسيون" برصاص القوات الفرنسية.

وانتزعت الجزائر الاستقلال بعد 7 سنوات ونصف السنة من حرب دامية خلّفت مئات الآلاف من القتلى، مما جعلها المستعمرة الفرنسية السابقة الوحيدة بأفريقيا في سنوات 1960 التي تحرّرت بالسلاح من باريس.

 

 

احتفالات وإجراءات

وللاحتفال بهذه المناسبة، أغلقت السلطات منذ الجمعة المدخل الرئيسي لشرق العاصمة على طول 16 كيلومترا للسماح للجيش بإجراء التدريبات على استعراض عسكري كبير سيكون الأول منذ 33 عاما.

وتم تحويل المرور إلى طرق أخرى حتى الأربعاء، بحسب ما أعلنت سلطات ولاية العاصمة. وتسبّبت هذه الإجراءات باختناقات مرورية كبيرة.

ويجري هذا الاستعراض بحضور رؤساء ووفود عدة دول، ويتعلق الأمر بكل من رئيس تونس قيس سعيد، ورئيس فلسطين محمود عباس، بالإضافة إلى رئيسة إثيوبيا سهلي ورق زودي، ورئيس النيجر محمد بازوم، ورئيس الكونغو دونيس ساسو نغيسو، والأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي.

وبين الحضور أيضا عدد من المسؤولين والوزراء بينهم رئيسة مجلس الشيوخ الإيطالي ماريا اليزابيتا ألبيرتي كازيلاتي، وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ووزراء من قطر والإمارات بالإضافة إلى الأمين العام لاتحاد الشغل التونسي نور الدين الطبوبي.

عيد استقلال الجزئر
شعار عيد استقلال الجزائر (مواقع التواصل)

وفي دلالة على أهمية المناسبة، تم تصميم شعار خاص يظهر منذ أسابيع على جميع القنوات التلفزيونية، وهو عبارة عن دائرة مزيّنة بـ 60 نجمة، وفي وسطها عبارة "تاريخ مجيد وعهد جديد".

وبهذه المناسبة، أشرف الرئيس تبون ونظيره التونسي، أمس بمدينة سيدي فرج غرب العاصمة، على تدشين النصب التذكاري "معلم الحرية" المخلد لرفع العلم الوطني في سماء الجزائر المستقلة.

المصدر : الجزيرة + وكالات