رئيس سريلانكا يسعى إلى تشكيل حكومة وحدة تنقذ اقتصاد بلاده المنهار

كولومبو 16 آب أغسطس الجزيرة رئيس الوزراء السريلانكي دافع عن مواقف المسلمين التارخية والوطنية
الرئيس السريلانكي يريد "بدء رحلة جديدة" لإنقاذ اقتصاد بلاده المنهار (الجزيرة)

دعا الرئيس السريلانكي الجديد رانيل ويكريمسينغه أعضاء البرلمان للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية، تشارك فيها جميع الأحزاب لإنعاش الاقتصاد المتعثر عبر إجراء إصلاحات مؤلمة.

وقال ويكريمسينغه في تصريحات "أود أن أجمع كل الأحزاب معا، وأن أمضي في تلك الرحلة، وأيضا في تشكيل حكومة من جميع الأحزاب"، متوقعا أن ينكمش الاقتصاد المحلي أكثر هذا العام بنحو 7%، على أن يعاود انتعاشه العام المقبل.

وتولى ويكريمسينغه منصبه في وقت سابق من هذا الشهر، بعدما أجبرت مظاهرات شعبية بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد الرئيس السابق غوتابايا راجاباكسا على الفرار من البلاد والاستقالة.

وأوضح ويكريمسينغه خططه تلك أمس السبت، أثناء اجتماعه مع رهبان بوذيين في مدينة كاندي.

ووفقا لما أعلنه مكتبه، فقد قال الرئيس السريلانكي للرهبان "من موقعي رئيسا، أود أن أبدأ رحلة جديدة"، مضيفا "أود أن أجمع كل الأحزاب معًا وأن أمضي في تلك الرحلة، وأيضًا في تشكيل حكومة من جميع الأحزاب". وكتب إلى جميع النواب يطلب منهم الانضمام إلى حكومة وحدة.

وكان ويكريمسينغه نائبا معارضا، تولى رئاسة الوزراء للمرة السادسة في مايو/أيار الماضي، بعد استقالة ماهيندا راجاباكسا الشقيق الأكبر للرئيس السابق، ولم يكن هناك مرشّحون آخرون لهذا المنصب.

وقد تولى الرئاسة بعد هرب غوتابايا في التاسع من يوليو/تموز، عندما اقتحم القصر الرئاسي عشرات الآلاف من المتظاهرين الغاضبين من الأزمة الاقتصادية.

وفرّ غوتابايا إلى سنغافورة حيث أرسل استقالته بعد 5 أيام إلى البرلمان في سريلانكا، ليصبح ويكريمسينغه رئيسًا مؤقتًا، وليفوز لاحقًا بتصويت في البرلمان أكد تبوّءه منصبه.

ودعا ويكريمسينغه إلى دورة جديدة للبرلمان بدءا من يوم الأربعاء المقبل، في حين يتوقع أن يوسع الحكومة المكونة من 18 وزيرا لاستيعاب أعضاء من أحزاب المعارضة، وذكر أنه يعمل على إعادة الاستقرار للاقتصاد وبنائه بطريقة يمكن من خلالها تنمية البلاد، بحلول عامي 2023 و2024، معتبرا أنها مهمة صعبة، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه "إذا لم يتم إنجازها فستصبح أكثر صعوبة".

كما لفت إلى أن التضخم، الذي يبلغ حاليا 60.8%، قد يرتفع أكثر، محذرا من تزايد تفاقم الأوضاع الاقتصادية، وما سيترتب عليها من انعكاسات على مناحي حياة المواطنين.

ويعاني سكان سريلانكا البالغ عددهم 22 مليون نسمة تقريبا، منذ أشهر، نقصًا حادًّا في الغذاء والدواء، وانقطاعًا في التيار الكهربائي، وتضخّمًا كبيرًا.

ويفيد برنامج الأغذية العالمي بأنّ نحو 5 ملايين شخص، أي 22% من السكان، بحاجة إلى مساعدة غذائية، وأن 5 عائلات من كل 6 لا تتناول كامل الوجبات اليومية أو تشتري السلع بنوعية أقل.

ومنذ أواخر العام الماضي نفد النقد الأجنبي في البلاد، ولم تعد الدولة قادرة على تمويل أهّم الواردات، كما تخلّفت سريلانكا عن سداد دينها الخارجي البالغ 51 مليار دولار في منتصف أبريل/نيسان، وتجري مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بهدف إقرار خطة إنقاذ.

وبعد انتخابه رئيسا، عيّن ويكريمسينغه حكومة مؤقتة وترك الباب مفتوحًا أمام الآخرين للانضمام إليها، كما أمر قوات الأمن بإخلاء مواقع الاحتجاج.

المصدر : الفرنسية