السودان.. الاحتجاجات المناهضة للعسكر تتواصل لليوم الرابع وحميدتي يطالب بفرض هيبة الدولة في دارفور

تواصلت في السودان اليوم الأحد الاحتجاجات الشعبية الرافضة للحكم العسكري، في حين طالب نائب رئيس المجلس السيادي بوقف الفوضى في إقليم دارفور عبر فرض القانون وهيبة الدولة.

ولليوم الرابع على التوالي، خرج المئات في الخرطوم وضواحيها يطالبون بحكم مدني وإنهاء "الانقلاب العسكري" الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وألغى بموجبه ترتيبات فترة انتقالية أعقبت الإطاحة بنظام البشير عام 2019، وشهدت تقاسما للسلطة بين العسكر والمدنيين.

وأقام المعتصمون حواجز لإغلاق الطرق المؤدية إلى محيط مستشفى الجودة في الخرطوم، وعند دوار "الأزهري" قرب أم درمان، وتقاطع شارعي "المؤسسة" و"المعونة" في "الخرطوم بحري".

وكان الخميس الماضي اليوم الأكثر دموية في الخرطوم منذ بداية العام مع مقتل 9 متظاهرين يطالبون بعودة المدنيين إلى السلطة.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي قُتل 114 متظاهرا.

وعاين مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في الخرطوم انتشار عربات ورجال الجيش وقوات الدعم السريع على جوانب الطرقات.

وقال مؤيد محمد -أحد المعتصمين في منطقة الجودة القريبة من وسط العاصمة- "نواصل اعتصامنا حتى يسقط الانقلاب ونحصل على حكومة مدنية كاملة".

وطوال اليومين الماضيين، حاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع.

مطالب الشارع

وقالت المعتصمة سها صديق (25 عاما) "لن نتراجع حتى تتحقق شعارات ثورتنا". وأضافت "موجودون في الشارع من أجل الحرية والسلام والعدالة ومدنية الدولة وعودة العسكر إلى الثكنات".

ودانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه قمع المتظاهرين، وطالبت بـ"تحقيق مستقل".

وعبر ما يعرف باسم "الآلية الثلاثية"، مارست الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجموعة "إيغاد" ضغوطا لإجراء حوار مباشر بين العسكريين والمدنيين؛ إلا أن كتل المعارضة الرئيسية رفضت خوض هذا الحوار.

ودانت الآلية الثلاثية ما جرى من أعمال عنف و"الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن وانعدام المساءلة عن مثل هذه الأعمال، على الرغم من الالتزامات المتكررة من جانب السلطات".

وفي سياق متصل، قال محمد حمدان حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة في السودان "ندعم جهود الآلية الثلاثية لتحقيق السلام بالسودان ونطلب من الجميع الدخول في الحوار من دون أجندة".

وشدد حميدتي على أن "الفوضى في دارفور يجب أن تتوقف اليوم قبل الغد عبر فرض هيبة الدولة وسيادة القانون".

وقال حميدتي إن هناك أيادي مرتجفة تحاول عبر الفتنة إعاقة السلام في دارفور. وأضاف أن السلام في الإقليم بحاجة "إلى حراسة جادة حتى يتحقق على أرض الواقع".

وأكد أن يد الدولة قادرة على الوصول بالقانون إلى من يريدون إشعال الحروب، وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية