رئيس سريلانكا الجديد يؤدي اليمين وحل الأزمة الاقتصادية بأولوياته وواشنطن تحذر من نفوذ صيني عبر بوابة القروض

داهمت قوات الأمن في سريلانكا مخيم احتجاج ضد الحكومة في العاصمة كولومبو في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، وذلك بعد ساعات من أداء الرئيس المنتخب ورئيس الحزب الوطني المتحد رانيل ويكرامسينغه اليمين الدستورية صباح أمس الخميس رئيسا تنفيذيا ثامنا للبلاد، في حين حذر رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) ويليام بيرنز من النفوذ الصيني في سريلانكا عبر بوابة القروض.

ونقلت وكالة رويترز عن اثنين من منظمي المظاهرات في سريلانكا أن مئات من قوات الأمن حاصروا مخيم الاحتجاج "جوتا جو جاما"، وهو اسم ساخر مشتق من اسم الرئيس السريلانكي السابق الذي فر من البلاد جوتابايا راجاباكسا بعد منتصف الليل، وفككوا جزءا منه.

وأضافا أن ما لا يقل عن 50 متظاهرا أصيبوا، بينهم بعض الصحفيين الذين تعرضوا للضرب على أيدي قوات الأمن.

وشنّ عناصر الشرطة والجيش هذه العملية -بحسب وكالة الصحافة الفرنسية- لفتح الطرقات المؤدية إلى القصر الرئاسي وإخلاء المعتصمين من أمامه، علما بأنّ المحتجين كانوا قد تعهّدوا بإخلاء المكان بحلول عصر اليوم الجمعة.

ولم تبد حركة الاحتجاج التي أطاحت براجاباكسا ردودا قوية حتى الآن على فوز ويكرامسينغه، على الرغم من عدم تمتعه بشعبية كبيرة بين بعض شرائح المواطنين، لكن البعض تعهد بمواصلة النضال ضد ويكرامسينغه.

رئيس جديد

وقد أدى ويكرامسينغه (74 عاما) اليمين في البرلمان السريلانكي أمام قاضي القضاة، بحضور النواب بمن فيهم ساسة حزب الشعب السريلانكي الذي رشحه، وهو الحزب الذي ما زال مسيطرا على ثلثي مقاعد البرلمان. وكان ويكرامسينغه قد حصل على 134 صوتا من أصل 225 في تصويت برلماني أول أمس الأربعاء.

وبعد ساعات من فوزه في الانتخابات البرلمانية أول أمس الأربعاء، حاول ويكرامسينغه النأي بنفسه عن عائلة راجاباكسا القوية التي هيمنت لعقود على المشهد السياسي في سريلانكا، وقال للصحفيين بعد زيارته معبدا بوذيا في كولومبو "لست صديقا لآل راجاباكسا. أنا صديق للشعب". كما حث ويكرامسينغه المواطنين على الاتحاد لإيجاد سبيل للخروج من أسوأ أزمة اقتصادية في البلاد منذ عقود.

وخلف ويكرامسينغه -الذي تولي منصب رئيس الوزراء 6 مرات- جوتابايا راجاباكسا الذي فر من سريلانكا واستقال من منصبه الأسبوع الماضي بعد احتجاجات حاشدة على أسلوب تعامله مع الاقتصاد.

ومن المقرر أن يستكمل الرئيس الجديد الفترة المتبقية من ولاية راجاباكسا، التي كان مقررا لها أن تستمر حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وترزح سريلانكا التي يبلغ عدد سكانها 22 مليونا، تحت وطأة أزمة مالية حادة أصابت البلاد بالشلل، وأدى نضوب النقد الأجنبي إلى نقص في السلع الضرورية بما في ذلك الوقود والغذاء والأدوية.

وقالت وزارة الكهرباء والطاقة إن سريلانكا تلقت إمدادات جديدة من الديزل مطلع هذا الأسبوع، وإن الشركة الحكومية المسؤولة عن توزيع المواد البترولية "سيلون بتروليوم" ستستأنف المبيعات بموجب نظام حصص جديد ابتداء من يوم الخميس.

Ranil Wickremesinghe sworn in as the new president of Sri Lanka
رانيل ويكرامسينغه يؤدي اليمين الدستورية رئيسا تنفيذيا لسريلانكا (رويترز)

نفوذ صيني

في غضون ذلك، حذر رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويليام بيرنز من النفوذ الصيني في سريلانكا.

ووصف بيرنز خلال "منتدى الأمن في أسبن" بالولايات المتحدة، رهانات سريلانكا بالغبية جراء الاستدانة من الصين.

وقال إن الأزمة التي تشهدها سريلانكا بمثابة تحذير للدول الأخرى التي يغريها مثل هذا التقارب مع بكين.

كما أشار رئيس "سي آي إيه" إلى أن للصينيين نفوذا كبيرا، ويمكنهم أن يجعلوا استثماراتهم جذابة للغاية، على حد وصفه.

وقد رد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وينغ وينبن بأن تعليقات المسؤولين الأميركيين لن تؤثر على علاقات الصين "الودية وذات المنفعة المتبادلة" مع سريلانكا، وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة + وكالات