ليبيا.. الرئيس الجديد لمؤسسة النفط يتسلم مهامه وسلفه يرفض قرار إعفائه

أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية الخميس تسلم فرحات بن قدارة الرئيس الجديد للمؤسسة الوطنية للنفط مهامه رسميا من مقر المؤسسة بطرابلس، في وقت رفض الرئيس السابق قرار الإعفاء من منصبه.

وأكد بيان -نشرته منصة حكومتنا (حكومية) عبر صفحتها على فيسبوك- أن "رئيس لجنة الاستلام والتسليم بين مجلسي إدارة المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى السمو يؤكد استكمال عملية الاستلام والتسليم".

وأعلنت حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة إعادة تشكيل إدارة مؤسسة النفط، وتعيين بن قدارة رئيسا بدلا من مصطفى صنع الله، لكن الأخير رفض قرار إعفاء من منصبه الصادر عن حكومة الوحدة معتبرا إياها "منتهية الولاية".

بدوره، قال رئيس مؤسسة النفط الجديد في مؤتمر صحفي "عمليا اليوم تم استلام منصب رئيس مجلس الإدارة، وأعتبر نفسي أمارس مهامي وفقا للقانون".

وأضاف بن قدارة "من يشكك في قرار تكليفي كرئيس لمؤسسة النفط، عليه اللجوء للقضاء، وإذا حكم القضاء بأن هذا القرار غير قانوني سأغادر المؤسسة".

وشهد محيط مبنى المؤسسة الوطنية للنفط وسط طرابلس فجر الخميس انتشارا لسيارات مسلحة تابعة لحكومة الوحدة الوطنية.

وقاد صنع الله مؤسسة النفط بشكل مباشر منذ عام 2015، في ظل إلغاء وزارة النفط حتى عودتها مع حكومة الدبيبة في مارس/آذار 2021. أما بن قدارة، فقد شغل منصب رئيس البنك المركزي بين أعوام 2006-2011 في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي.

وليبيا منتج للنفط الخام وعضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بمتوسط إنتاج يومي 1.4 مليون برميل، في الظروف الطبيعية.

Farhat Bengdara, newly appointed as chairman of the Libyan state National Oil Corporation (NOC), speaks during a news conference in Tripoli
الرئيس الجديد للمؤسسة الوطنية للنفط الليبية فرحات بن قدارة متحدثا في ندوة صحفية بطرابلس (رويترز)

خلاف حول الصلاحيات

وتأتي إقالة صنع الله المصرّ على استقلالية مؤسسة النفط، في ظل خلاف -حول الصلاحيات- بينه وبين وزير النفط محمد عون الذي يعتبر مؤسسة النفط تعمل تحت رقابة وإشراف وتوجيه الوزارة.

والأربعاء، طالب رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري رئيس حكومة الوحدة الوطنية (الدبيبة) بسحب قرار إعادة تشكيل مجلس إدارة مؤسسة النفط.

وأشار المشري إلى أن "قرار إعادة تشكيل مجلس إدارة مؤسسة النفط في هذا التوقيت المفصلي الذي تمر به البلاد قد يؤدي إلى تفكيك المؤسسة وانقسامها، ‏الأمر الذي سيعود بكارثة حقيقية على الاقتصاد الوطني".

مواقف دولية

من جهته، أعرب السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند عن قلقه "البالغ" إزاء استبدال حكومة الدبيبة رئيس مجلس إدارة مؤسسة النفط.

وقال نورلاند في بيان نشرته السفارة الأميركية بطرابلس "إننا نتابع بقلق بالغ التطورات المحيطة بالمؤسسة الوطنية للنفط التي تعتبر حيوية لاستقرار ليبيا وازدهارها، والتي ظلت مستقلة سياسيا وكفؤة تقنيا تحت قيادة صنع الله".

من جانبه، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة تدعم وحدة واستقلالية المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا.

ودعا فرحان حق جميع الأطراف إلى الامتناع عن تسييس مؤسسة النفط.

المصدر : الجزيرة + وكالات