اتهام قاض كبير بقتل زوجته المذيعة شيماء وتشويهها بمصر

المذيعة المصرية شيماء جمال
المذيعة المصرية شيماء جمال اختفت لأيام قبل اكتشاف قتلها واتهام زوجها القاضي بارتكاب الجريمة (مواقع التواصل الاجتماعي)

القاهرة – جدل واسع شهدته مواقع التواصل بمصر إثر الإعلان عن مقتل مذيعة أبلغ زوجها عن اختفائها منذ أيام، لكن النيابة المصرية اتهمت الزوج الذي يعمل قاضيا بارتكاب الجريمة.

ولم يكن منصب الزوج أيمن حجاج -الذي كان نائب رئيس مجلس الدولة (المحكمة الإدارية المصرية) ووكيل نادي قضاة المجلس- السبب الوحيد وراء الاهتمام الكبير بالحادث، ولكن أيضا كانت بشاعته سببا لذلك الاهتمام.

فوفقا لتقارير صحفية، قتل الزوج المذيعةَ شيماء جمال بالضرب على الرأس والخنق، قبل أن يقوم باستخدام الأحماض في تشويه الوجه والجزء العلوي من الجسد، لإخفاء ملامحها حتى لا يتم التعرف إليها، ودفنها داخل الفيلا التي شهدت الواقعة.

وذكرت صحيفة "الشروق" المصرية أنها حصلت على صور للحظة العثور على جثمان المذيعة، لكنها تمتنع عن نشرها لفظاعتها، واحتراما لميثاق الشرف الإعلامي، موضحة أن جثة المذيعة تعرضت للتشويه والتمثيل المتعمد، الذي أدى لإخفاء ملامحها تماما، حيث تم حرق رأسها وأجزاء أخرى من جسدها بمادة كاوية، وقد قال الشاهد المبلّغ إنها عبارة عن ماء نار.

كما تحدثت تقارير إعلامية ونشطاء عن ثروة الزوج الذي فر هاربا وتمنعه وظيفته القضائية من الأعمال التجارية.

اعتراف شريك المتهم

وكشفت النيابة العامة المصرية، أنها كانت تقوم بالتحقيق في بلاغ اختفاء المذيعة الذي تقدم به زوجها، في حين تقدم أحد الأشخاص للشهادة وأكد صلته بزوج المجني عليها، وأبدى رغبته في الإدلاء بأقوال تكشف تورط الزوج في قتل زوجته على إثر خلافات كانت بينهما، مؤكدا مشاهدته ملابسات جريمة القتل وعلمه بمكان دفن جثمانها.

وبعد التحقيقات التي رجحت صدق روايته، أرشد إلى مكان دفن جثمان المذيعة شيماء، وبالفعل عُثر عليه، حيث اعترف هذا الشخص الذي أرشد عن المكان باشتراكه في ارتكاب الجريمة، وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات التي يجري استكمالها.

ولعضوية زوج المجني عليها بإحدى الجهات القضائية، استصدرت النيابة العامة إذنا من تلك الجهة بالتحقيق في الواقعة وأمرت بضبط الزوج وإحضاره، إلا أن نشطاء تداولوا أنباء عن هروبه خارج البلاد.

جدل رغم بشاعة الحادث

وفاة المذيعة المصرية بهذا الشكل المفزع أثار تعاطف رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع القتيلة، وقد سيطر الحزن على تغريدات الكثيرين.

لكن الحزن لم يكن رد الفعل الوحيد حول الحادث، حيث تحدث البعض حول عمل المذيعة سابقا وبحثها عن الشهرة والإثارة على حساب المهنية ومقتضيات المهنة، ونشر عدد منهم مقاطع فيديو للمذيعة وهي تزعم تناول المخدرات على الهواء، ومقاطع أخرى أدت إلى إيقافها عن العمل في وقت سابق.

كما تناول بعضهم منشورات ومقاطع فيديو لها تحمل تحريضا على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وأخرى تحدثت فيها عن شهادتها في قضية أحداث كرداسة التي تم الحكم فيها على عدد من سكان المنطقة بالإعدام بناء على "شهادتها الزور"، وفق زعمهم.

ومغردون آخرون تداولوا مقطع فيديو للمذيعة القتيلة تنصح فيه السيدات بالهروب سريعا من منزل "الزوجية"، وذلك في حال حدوث مشاكل مع الأزواج حتى لا يتطور الخلاف ويصل للقتل.

وقالت المذيعة في المقطع إن نصيحتها الدائمة لأي زوجة تتعرض للضرب، أن تهرب بدلا من أن تنتظر الموت.

من أين لك هذا؟

ولم يتوقف جدل القضية عند هذا الحد، بل امتد للسؤال عن ثروة الزوج الكبيرة والذي يعمل قاضيا وتمنعه وظيفته من الأعمال التجارية.

وفي هذا السياق، نقلت تقارير صحفية محلية أن القاضي سهل للمذيعة الحصول على الحق شبه الحصري في تغطية فعاليات نادي قضاة مجلس الدولة.

ونقل موقع المنصة الإخباري عن مصادر قضائية زاملت المتهم في إدارة ملف الإسكان بنادي قضاة مجلس الدولة؛ أنه تضاعفت ثروته على نحو هائل خلال السنوات الأخيرة من دون أن يلفت ذلك انتباه إدارة التفتيش القضائي بمجلس الدولة للتحقيق معه، وفوجئت إدارة المجلس عقب اكتشاف جريمة القتل بحجم الثروة.

وضمن سياق الحديث عن حظر الأعمال التجارية على القضاة، فإنه في 17 يونيو/حزيران الجاري قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي عزل المستشار محمد هاشم نائب رئيس مجلس الدولة، بسبب اشتغاله بالأعمال التجارية من خلال تملك مطعم ومقهى بمشاركة صديقه في أوغندا، وهو ما يحظره قانون مجلس الدولة.

أين آمال ماهر؟

حادث مقتل المذيعة شيماء جمال لم يخفف الأضواء عن قضية اختفاء الفنانة المصرية آمال ماهر التي يطالب رواد مواقع التواصل بظهورها بعد اختفائها منذ فترة طويلة.

وربط مغردون بين حادث اختفاء المذيعة شيماء والذي انتهى باكتشاف مقتلها وبين اختفاء آمال ماهر. وأعرب عدد منهم عن خشيتهم من الكشف لاحقا عن إصابة ماهر بمكروه.

وأشار البعض إلى أن صفحة المذيعة القتيلة كانت ترد على متابعيها على صفحات التواصل الخاصة بها لفترة طويلة بعد وفاتها، ما يعني أن نشر الفنانة المختفية صورا لها على مواقع التواصل الاجتماعي، أو عودة قناتها على موقع يوتيوب ليس دليلا على أنها بخير، وفق وصفهم.

وكان نقيب الموسيقيين هاني شاكر قد أعلن قبل أيام أنه لم يستطع الوصول إلى آمال ماهر للاطمئنان عليها، لكنه تواصل مع الأسرة التي أكدت أنها بخير.

حوادث المشاهير

ورغم أن المذيعة القتيلة لا تعد من نجوم المجتمع المصري، إلا أن مقتلها أعاد للأذهان قضايا سابقة شغلت المجتمع المصري، والتي قتل فيها أزواج من الشخصيات العامة زوجاتهم "المشهورات" سواء بشكل مباشر أو من خلال آخرين.

وأشهر هذه الحوادث كان قيام رجل الأعمال المصري وصاحب مصنع الأدوات الكهربائية الشهير أيمن السويدي بقتل زوجته المطربة التونسية ذكرى عام 2003، بعد مشادة معها قبل أن يقتل مدير أعماله وزوجته ثم ينتحر.

ومن أشهر تلك الحوادث أيضا حادث مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم في دبي عام 2008، على يد ضابط الشرطة السابق محسن السكري، بتحريض من رجل الأعمال المصري الشهير هشام طلعت مصطفى، رئيس مجلس إدارة مجموعة "طلعت مصطفى"، إحدى أكبر شركات التطوير العقاري في مصر.

وقد صدر الحكم أولا بالإعدام ضد المتهمين، قبل أن يتم تخفيفه إلى السجن 15 عاما لمصطفى و25 عاما للسكري ثم أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عام 2017، قرارا جمهوريا بالعفو عن هشام طلعت مصطفى بعد أن أمضى نصف العقوبة.

 

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي