في نتائج تزيد الضغط على جونسون.. استقالة رئيس حزب المحافظين البريطاني بعد هزيمتين ساحقتين في انتخابات فرعية

British Prime Minister Boris Johnson
جونسون أكد أنه يرفض الاستقالة حتى في حال الإخفاق في الانتخابات الفرعية (الأناضول)

استقال رئيس حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا أوليفر داودن بعدما خسر الحزب -الذي يتزعمه رئيس الوزراء بوريس جونسون- مقعدين في البرلمان في انتخابات فرعية اليوم الجمعة، في ضربة موجعة للحزب الحاكم، ووصف جونسون تلك النتائج بأنها "صعبة"، مؤكدا أن حكومته ستواصل الاستماع لصوت الناخبين.

وخسر المحافظون مقعدا في هونيتن آند تيفرتن، وهي دائرة انتخابية تقع جنوب غرب إنجلترا، وخسر أيضا مقعدا في ويكفيلد (شمال) كان الحزب انتزعه من حزب العمال في الانتخابات الأخيرة. وتشير الخسائر إلى أن الائتلاف، الذي شكله جونسون في الانتخابات الوطنية عام 2019، قد يكون متصدعا.

وقد تدفع النتائج المشرعين إلى التحرك ضد جونسون مرة أخرى بعد أشهر من فضيحة متعلقة بإقامة حفلات في مكتبه في داوننغ ستريت خلال جائحة كوفيد-19 في مخالفة لقواعد العزل العام، في وقت يعاني فيه الملايين من ارتفاع أسعار الغذاء والوقود.

وقال جونسون -الذي قاوم ضغوطا شديدة للاستقالة بعد تغريمه لمخالفة قواعد الإغلاق- في تصريحات للتلفزيون أثناء حضوره اجتماع دول الكومنولث في العاصمة الرواندية كيغالي معلقا على النتائج "صحيح تماما أننا نعاني من بعض النتائج الصعبة في الانتخابات الفرعية.. أعتقد أن الحكومة يجب أن تستمع إلى ما يقوله الناس".

وأضاف "علينا أن ندرك أن هناك المزيد الذي يتعين علينا القيام به.. سنستمر في معالجة مخاوف الناس حتى نتخطى هذا الوقت العصيب".

Commonwealth Heads of Government Meeting in Kigali
تصريحات جونسون جاءت أثناء حضوره اجتماع دول الكومنولث في العاصمة الرواندية كيغالي (رويترز)

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أكد جونسون أنه يرفض الاستقالة حتى في حال الإخفاق، قائلا للصحفيين المرافقين له في رواندا "هل أنتم مجانين؟"، وأضاف "بشكل عام لا تفوز الأحزاب الحاكمة في الانتخابات الفرعية ولا سيما منتصف فترة حكمها"، مؤكدا أنه متفائل.

ونجا جونسون هذا الشهر من تصويت على الثقة أجراه نواب محافظون، رغم أن 41% من النواب المحافظين صوتوا لصالح الإطاحة به، ويخضع لتحقيق من قبل لجنة بشأن تضليل البرلمان عمدا.

ودفعت الهزيمة الساحقة اليوم رئيس الحزب داودن إلى الاستقالة من منصبه، وكتب في رسالة إلى جونسون أن هذه الهزائم "هي الأخيرة في سلسلة من النتائج السيئة جدا لحزبنا"، مضيفا "لا يمكننا الاستمرار وكأن شيئا لم يكن"، و"يجب على أحد ما تحمل مسؤولية" ذلك.

وأضاف داودن، وهو من كبار حلفاء جونسون، "مناصرونا خائبو الظن وأنا أشاطرهم شعورهم هذا".

وكان مصدر بالحزب قال بعد تلك الاستقالة إن جونسون تحدث صباح اليوم الجمعة إلى وزير المالية ريشي سوناك، وقال إنه لا يشعر بالقلق من أي استقالات أخرى من قادة فريقه، وأكد أن رئيس الوزراء البريطاني تفاجأ باستقالة رئيس الحزب.

ولا يبدو الوضع مواتيا لحكومة جونسون، إذ بلغت نسبة التضخم أعلى المستويات منذ 40 عاما (أكثر من 9%)، مما يثير مزيدا من التحركات الاجتماعية، في حين أخفقت مؤخرا محاولة مثيرة للجدل لترحيل مهاجرين إلى رواندا.

ويأتي كل ذلك بعد أشهر من مسلسل فضيحة الحفلات الذي أضيفت إليه فضيحة أخرى سميت "كاري غيت"، وتتعلق بمحاولات متكررة مفترضة من جونسون للحصول على وظائف مدفوعة الأجر لزوجته كاري.

المصدر : الجزيرة + وكالات