تكليف ميقاتي مجددا بتشكيل الحكومة في لبنان

أصدرت الرئاسة اللبنانية مرسوما يقضي بتكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة، وشدد رئيس الحكومة المكلف على ضرورة وضع الخلافات بين الفرقاء جانبا من أجل إنقاذ البلاد.

وذكر مراسل الجزيرة أن ميقاتي حصل على دعم 54 صوتا من أصل 128 نائبا في الاستشارات التي أجراها الرئيس ميشال عون، وسيسعى لتشكيل حكومة تحل مكان حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها حاليا.

لكن مع وجود انقسامات عميقة بين النخبة الحاكمة في لبنان، فمن المعتقد على نطاق واسع أن يجد ميقاتي صعوبة في تشكيل حكومة، مما يتسبب في شلل سياسي قد يعيق الإصلاحات المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي للإفراج عن المساعدات.

وعقب تكليفه، دعا ميقاتي جميع الأطياف السياسية إلى وضع خلافاتها جانبا، لأن البلد "لم يعد يملك ترف الوقت والغرق في الشروط والمطالب".

وتابع بالقول "يجب تجاوز كل أسباب الانقسام التي دمرت مجتمعنا وضربت المؤسسات".

وأوضح رئيس الحكومة المكلف أنه "دون اتفاق مع صندوق النقد الدولي لن تكون فرص الإنقاذ متاحة للبنان"، مضيفا "تفاوضنا مع صندوق النقد الدولي ووقّعنا اتفاقا أوليا، وهو قابل للتحسين حسب التزام الكتل السياسية بالإصلاح".

انهيار اقتصادي

وأدى الانهيار الاقتصادي المستمر منذ نحو 3 سنوات إلى فقدان الليرة أكثر من 90% من قيمتها، وزيادة الفقر وشل النظام المالي وتجميد أموال المودعين جراء أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.

ويقع على عاتق الحكومة الجديدة استكمال الجهود لإخراج البلاد من دوامة الانهيار الاقتصادي المتسارع، والبدء بتنفيذ إجراءات وضعها صندوق النقد الدولي شرطا لتقديم مساعدة للبنان.

ويواصل ميقاتي -الذي سبق أن شغل منصب رئيس الوزراء 3 مرات- مهمة تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة، وهي عملية تستمر عادة شهورا مع قيام الفصائل السياسية بتوزيع الأدوار في الحكومة وخارجها.

وكلّف عون في يوليو/تموز الماضي ميقاتي تشكيل الحكومة بعد عام فشلت فيه محاولتان أخريان، واحتاج ميقاتي حتى سبتمبر/أيلول لإعلان حكومته وعلى رأس مهامها التفاوض مع صندوق النقد وتنظيم الانتخابات التشريعية.