تعذيب وهدم منازل.. فيديوهات توثق اعتداءات الشرطة الهندية على مسلمين تظاهروا نصرة للرسول

بث نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي في الهند مقاطع فيديو توثق أشكالا مختلفة من اعتداءات الشرطة الهندية على مسلمين تظاهروا أول أمس الجمعة، احتجاجا على تصريحات مسؤولين أساءت للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

ونقلت رويترز عن مسؤولين اليوم الأحد إن السلطات في ولاية أوتار براديش الهندية، اعتقلت أكثر من 300 شخص وهدمت منازل عدة أشخاص، اتهمتهم بالتورط في أعمال شغب الأسبوع الماضي بسبب تصريحات مسيئة للنبي محمد صدرت عن مسؤولين في الحزب الحاكم.

وخلال الأيام الماضية، خرج مسلمون إلى الشوارع للاحتجاج على التعليقات المعادية للإسلام التي أدلى بها اثنان من أعضاء حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي القومي الهندوسي (بهاراتيا جاناتا).

أحد هذه المقاطع المصورة يُظهر اعتداء الشرطة الهندية بوحشية على عدد من المعتقلين المسلمين داخل مركز للشرطة.

ونشر مقطع الفيديو شلبه ماني تريباثي، عضو المجلس التشريعي الهندي بولاية أوتار خاند، تحت عنوان "نعيد الهدايا للمتمردين"، في إشارة إلى المتظاهرين الذين شاركوا في مظاهرات يوم الجمعة الماضي، احتجاجا على التصريحات المسيئة للرسول الكريم من قبل مسؤول بالحزب الحاكم الهندي وقيادي هندوسي.

وقد وصف عضو المجلس التشريعي بولاية دلهي، سومانث بهارتي، المقطع بالوحشي، قائلا "أعارض بشدة وأدين مثل هذه الأعمال الوحشية من قبل مسؤول في الشرطة"، والأكثر إحراجا هو أن المشرع الحالي بولاية أوتار خاند وصف ذلك بأنه "هدية".

من جانبه، كتب الصحفي عليشان جافري "يا له من عار" أن يتحول مقطع فيديو يصور التعذيب والوحشية في أثناء الاحتجاز -نشره مسؤول حكومي- إلى خبر من الأخبار الروتينية المعتادة.

بدورها، علقت الناشطة الهندية ديبالي برابهو على الفيديو بقولها يجب أن يطبق القانون على كل من ينغمس في أي نوع من أنواع العنف الطائفي المباشر، لكن هل نرى ذلك يحدث في الهند؟

هدم منزل

وفي سياق متصل، تداول ناشطون -عبر منصات التواصل الاجتماعي الهندية- فيديوهات توثق بدء عمليات هدم الشرطة منزل الناشطة الطلابية المسلمة فاطمة عفرين في مدينة الله آباد بولاية أوتار براديش (شمالي البلاد).

ووفق صحيفة "سياست" الهندية، تتهم السلطات والد فاطمة عفرين بالتدبير والتخطيط للمظاهرات التي اندلعت أول أمس الجمعة في عدد من المدن الهندية، احتجاجا على التصريحات المسيئة للرسول الكريم.

وكانت الناشطة نشرت قبل يومين نداء عقب إلقاء السلطات الهندية القبض على والديها وأختها من دون مذكرة اعتقال، وإخطار باقي أفراد العائلة بضرورة إخلاء المنزل لأن الشرطة ستهدمه.

وأفادت فاطمة بتطويق القوات الأمنية منزلهم وبتعرض العائلات المسلمة في مدينة الله آباد، خاصة عائلات الناشطين، للمضايقات والترهيب بشكل مستمر، وفق تعبيرها.

وتفاعل عدد كبير من الصحفيين والنشطاء -عبر منصات التواصل الاجتماعي الهندية- مع مقطع الفيديو الذي نشرته فاطمة، ومن بينهم الناشط والصحفي رقيب حامد، الذي كتب "هذا أخطر إرهاب ترعاه دولة يمكن أن يراه أي شخص في أي مكان في العالم".

في حين قالت الناشطة والمحامية الهندية، كوالبريت كور، إن ما فعلته الشرطة باقتحام منزل فاطمة من دون مذكرة هو أمر مشين وغير قانوني، فاطمة ليس لديها أي فكرة عن مكان وجودهم حتى الآن. هذا لا يقل عن الانتقام الوحشي الذي يحدث مع المسلمين.

من جانبه، قال الصحفي أحمد خبير إن الاعتقال الجائر لأسرة الناشطة فاطمة عفرين أمر مدان للغاية، مضيفا نتضامن معها بشكل غير مشروط ونطالب بالإفراج الفوري عن والدها.

المصدر : الجزيرة + رويترز