مياهها متدفقة طوال العام.. تعرف على عين العوجا أكبر محمية طبيعية في الضفة الغربية

يسيطر الاحتلال على أكثر من 98% من عيون المياه بالضفة الغربية، بسبب وجود معظمها في مناطق مصنفة "ج" وفق اتفاق أوسلو، ويهاجم مصادر المياه الأخرى كالآبار الارتوازية بردمها أو إجبار الفلسطينيين على سحب كميات محددة منها.

02 فادي العصا/فلسطينيون يستجمون في عين مياه العوجا شمال أريحا التي أعلن الاحتلال سيطرته عليها وعلى 22 ألف دونم في محيطها مؤخرا/ المصدر: صفحات التواصل
عين العوجا تعد الينبوع الرئيسي شمال أريحا الذي يغذي مساحات زراعية واسعة للفلسطينيين ويسقي ماشيتهم (مواقع التواصل)
تصحيح
هذه نسخة مصححة من الموضوع الأصلي الذي نشرته الجزيرة نت واحتوى خطأ على معلومة مغلوطة مفادها أن سلطة الاحتلال الإسرائيلي أعلنت أنها ستضع يدها على منطقة عين مياه العوجا، وعلى 22 ألف دونم في محيطها. والجزيرة نت إذ تعتذر عن الخطأ غير المقصود فإنها اتخذت الإجراءات الكفيلة بعدم تكراره.

أريحا والأغوار- يتوجه الفلسطيني غسان نجاجرة بين فينة وأخرى للاستجمام في عين العوجا (شمال مدينة أريحا) على الحدود الفلسطينية الأردنية، ويعدها واحدة من مناطق العيون والمياه التي يسهل وصول الفلسطينيين إليها في الضفة الغربية بسبب تضييق الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الأخرى.

03 فادي العصا/ عين مياه العوجا تعتبر واحدة من أهم عيون المياه في الأغوار الفلسطينية كون مصدر مياهها السيول التي تشكل بعد سقوط الأمطار على جبال القدس والخليل وبيت لحم/ المصدر: صفحات التواصل
مياه العوجا تعد واحدة من أهم عيون المياه في الأغوار الفلسطينية (مواقع التواصل)

وجهة سياحية داخلية

وكانت الشرطة السياحية الفلسطينية أحصت قرابة 600 ألف فلسطيني وسائح داخلي -من مختلف أرجاء فلسطين التاريخية- وصلوا إلى مدينة أريحا ومحيطها خلال فترة عيد الفطر بداية مايو/أيار الجاري، وتوجه نحو 200 ألف منهم لزيارة عين مياه العوجا خلال أسبوع فقط.

وتعد عين العوجا من المناطق الطبيعية الجميلة في محيط أريحا ومياهها متدفقة طوال العام، كونها تأتي من جبال القدس والخليل وبيت لحم، وتسيل إلى أن تغذي عيون المياه الممتدة في محافظة أريحا والأغوار التي تعد أخفض نقطة في العالم.

راعي فلسطيني يتجه بأغنامه إلى عين مياه العوجا شمال مدينة أريحا الفلسطينية لسقيها قبل إعلان الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على عين المياه ومحيطها مؤخرا/ المصدر: صفحات التواصل
عين العوجا مصدر رئيسي للسقاية والري شمال أريحا (مواقع التواصل)

سيطرة على مصادر المياه

وتميزت عين العوجا هذا العام بكثافة المياه واستمراريتها، ويسيطر الاحتلال على أكثر من 98% من عيون المياه في الضفة الغربية، بسبب وجود معظمها في مناطق مصنفة "ج" وفق اتفاق أوسلو، ويهاجم مصادر المياه الأخرى كالآبار الارتوازية بردمها أو إجبار الفلسطينيين على سحب كميات محددة منها.

ويقول مدير عام وزارة السياحة والآثار الفلسطينية في أريحا والأغوار إياد حمدان للجزيرة نت إن عين العوجا تعد الينبوع الرئيسي شمال أريحا الذي يغذي مساحات زراعية واسعة للفلسطينيين في المحيط ويسقي الماشية التي ترعى هناك.

02 فادي العصا/فلسطينيون يستجمون في عين مياه العوجا شمال أريحا التي أعلن الاحتلال سيطرته عليها وعلى 22 ألف دونم في محيطها مؤخرا/ المصدر: صفحات التواصل
مياه العوجا مصدر كذلك للاستجمام والراحة (مواقع التواصل)

منطقة أثرية أيضا

وتضم المحمية أيضا مجموعة من الكهوف الأثرية التي تعود للعصرين الحجري والبرونزي، أي أنها استخدمت من قبل الإنسان الأول الذي سكن المنطقة قبل أكثر من 5500 عام، وما زال الفلسطينيون يستخدمونها حتى اليوم في التوجه إليها والمبيت فيها مع مواشيهم.

ويضيف حمدان أن سلطة الاحتلال رغم أنها أجلت المشاريع الاستيطانية الكبيرة في الأغوار الفلسطينية، فإنها لم تتوقف في أعمالها التوسعية والاستيطانية في المكان.

فادي العصا/فلسطينيون يستجمون في عين مياه العوجا شمال أريحا التي أعلن الاحتلال سيطرته عليها وعلى 22 ألف دونم في محيطها مؤخرا/ المصدر: صفحات التواصل
عين العوجا تعد المحمية الطبيعية الأكبر التي يستولى عليها الاحتلال منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 (مواقع التواصل)

استيطان سياحي

عمليات هدم البيوت مستمرة، آخرها في محيط منطقة الاستراحة ومنطقة صبيحة، وعمليات التضييق على المزارعين في أراضيهم أو رعاة الأغنام تزداد خاصة مع السيطرة على مصادر المياه، وكذلك إعلان السيطرة على محيط المناطق الأثرية كما حصل مؤخرا في محيط قصر "هيروديون" الشتوي في أريحا، حسب حمدان.

وينهي مدير عام وزارة السياحة والآثار الفلسطيني بالقول إن خطط التضييق على الفلسطينيين في الأغوار تهدف إلى دفعهم للرحيل وإخلاء الأرض، في مخطط لم يتم صرف النظر عنه، وإنما يبدو أنه يتم تنفيذه بروية حتى يسيطر الاحتلال في النهاية على الأغوار الفلسطينية كاملة، وينفذ مشاريعه الاستيطانية فيها التي لا تقتصر على بناء المستوطنات، بل على الاستثمار وإقامة المزارع والمناطق السياحية لمستوطنيه.

المصدر : الجزيرة