النيابة تحسم الجدل بمصر.. شائعة "تعمد سائق إغراق حافلته في النيل" تشعل مواقع التواصل

صورة متداولة لانتشال حافلة ركاب سقطت في النيل بمحافظة المنيا جنوب مصر (مواقع التواصل)

القاهرة –رغم أن مصر من الدول التي تعاني من ارتفاع معدل حوادث الطرق، وأيضا ارتفاع معدل الوفيات الناتجة عن هذه الحوادث، فإن حادث سقوط حافلة ركاب صغيرة (ميكروباص) بالنيل، كان مختلفا وأثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.

الحادث الذي وقع في محافظة المنيا (جنوب القاهرة) السبت الماضي، أسفر عن وفاة 6 ركاب وإصابة آخرين، ورغم مشاعر الحزن على الضحايا، فقد كان الأكثر إثارة للجدل هو الأنباء التي تداولها البعض حول تعمد السائق إغراق الحافلة بعد أن قفز منها، وذلك إثر خلاف مع ركابها حول الأجرة.

ورغم نفي النيابة العامة المصرية، في بيان لها، تلك الأنباء، فإن بعض أسر المصابين أكدوا على صحة الواقعة في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية.

تضارب الروايات

وبعد الحادث تباينت الروايات حول حقيقة ما حدث داخل الحافلة قبل سقوطها في النيل، حيث قال إبراهيم عز، وهو عم إحدى ضحايا الحادث، إن سائق الحافلة طالب الركاب بدفع 15 جنيه، بدلا من الأجرة المعتادة وهي 13 جنيها (الدولار = 18.60 جنيها)، ما تسبب في خلاف بين السائق والركاب.

وقال عز في تصريحات لقناة "الحياة" المصرية، إن السائق شهير بالبلطجة، وهدد الركاب بالنزول بالحافلة في ترعة الإبراهيمية لو لم يتم دفع الأجرة التي حددها، ونقل عن الناجين قولهم إن السائق فتح باب الحافلة وقفز منها قبل سقوطها في النيل.

في المقابل، نفت دينا محمد عنتر -إحدى الناجيات من الحادث- طلب السائق زيادة تعريفة الركوب، أو تهديده للركاب بالنزول بالسيارة إلى النيل، داعية لترك أهل الضحايا لأحزانهم.

وقالت دينا في تصريحات لصحيفة "المصري اليوم" إن السرعة الزائدة واختلال عجلة القيادة في يد السائق، كانتا سببا في وقوع الحادث المأساوي، وأشارت إلى أنها لا ترغب في تذكر تفاصيل الحادث المؤلم.

النيابة تحسم الجدل

النيابة العامة المصرية حسمت الجدل حول الحادث، وقالت في بيان أمس الثلاثاء إن الحادث كان ناشئا عن إهمال السائق ورعونته، وقيادته الحافلة بسرعة زائدة وهو متعاط لمواد مخدرة، ما أدى إلى سقوطها في النيل، ووفاة 6 ركاب، وإصابة 5 آخرين، ولا تزال عمليات البحث جارية للتأكد من عدم وجود ضحايا آخرين.

وقررت النيابة -وفق البيان- حبس سائق الحافلة لمدة 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات، بعد سؤال المصابين الذين جاء في شهاداتهم أن قائد الحافلة حاول تفادي "مطب صناعي" فوجئ به في الطريق وهو يسير بسرعة زائدة، ما أسفر عن اختلال عجلة القيادة من يده، وتأكيد اثنين منهم عدم صحة الشائعات المتداولة حول تهديد قائد الحافلة الركاب قبل وقوع الحادث.

 

وتظهر بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي)، تسجيل ما يقرب من 57 ألف إصابة وما يزيد على 6 آلاف حالة وفاة حوادث الطرق في مصر عام 2020، وهو المعدل الذي انخفض عن العام السابق بنسبة 28.9%، وفق ما نقلته صحيفة "الشروق" المصرية.

كما نقلت صحيفة الأهرام المصرية عن المدير التنفيذي للجمعية المصرية للتأمين الإجباري على المركبات، إبراهيم لبيب، أن النصف الأول من عام 2021، شهد تحولا في جسامة الحوادث على الطرق المصرية، لافتا إلى وقوع 700 حالة وفاة في 72 حادث فقط، ما يعني أن عدد الوفيات في كل حادث يقترب من 10 ضحايا.

وأضاف لبيب، أن معدل الوفيات في حوادث الطرق ارتفع خلال السنوات الماضية، فبالعودة إلى 4 سنوات ماضية كان عدد الوفيات والمصابين في الحوادث متساويا، أما الآن فأصبح عدد الوفيات يفوق الإصابات بشكل كبير، مشيرا إلى أن غالبية الحوادث كانت ناتجة عن السرعات الجنونية، وتجاوز السرعات المقررة على الطرق.

وفي سبتمبر/أيلول 2021، قال مصطفى سعد، رئيس قطاع الإحصاءات الاقتصادية بجهاز التعبئة والإحصاء (حكومي)، إنه على الرغم من زيادة عدد المركبات في مصر وزيادة الطرق، فإن نسبة الحوادث عليها انخفضت لأقل من النصف في 6 سنوات، وفقا لآخر إحصائية.

وفي تصريحات للإعلام المحلي، أضاف سعد، أنه في عام 2013 بلغ إجمالي الحوادث في مصر 15 ألف حادث بمعدل 9 آلاف حالة وفاة، أما في 2019 فبلغ إجمالي الحوادث 6 آلاف حادث بمعدل 3 آلاف حالة وفاة.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي