باكستان.. عمران خان يتحدى حظر "مسيرة الحرية" ومخاوف من الأسوأ

Supporters of PTI protest in Pakistan's Karachi
الشرطة الباكستانية اشتبكت مع أنصار حزب "حركة إنصاف" الذي يتزعمه خان واعتقلت عددا منهم (الأناضول)

تقدم رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان مظاهرة ضمت الآلاف من أنصاره وتوجهت نحو العاصمة إسلام آباد اليوم الأربعاء، فيما اندلعت اشتباكات في أماكن عدة بين المتظاهرين والشرطة التي كلفتها الحكومة بمنعهم من الوصول إلى العاصمة.

وكان خان قد أعلن أنه يعتزم تنظيم مسيرة طويلة باتجاه إسلام آباد الأربعاء، مؤكدا أن مناصريه لن يغادروا الشارع ما لم تدع الحكومة لانتخابات مبكرة قبل الموعد المحدد في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال خان وهو يقف على سطح إحدى الشاحنات بعد قيادته المظاهرة الرئيسية إنه "لن يمنعنا أي عائق، سنكسر كل الحواجز ونصل إلى إسلام آباد".

واشتبكت الشرطة الباكستانية  مع أنصار حزب "حركة إنصاف" الذي يتزعمه خان، واعتقلت عددا منهم خلال استعدادهم للمشاركة في "مسيرة الحرية" الاحتجاجية التي دعا إليها خان واستبقتها الحكومة الباكستانية الانتقالية أمس الثلاثاء بإصدار قرار حظرها.

واعتقلت الشرطة أعدادا من أنصار الحزب في مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب أثناء استعدادهم للمشاركة في المسيرة الاحتجاجية التي يُفترض أن تصل مساء اليوم الأربعاء العاصمة إسلام آباد.

ونشرت الحكومة أعدادا إضافية من رجال الشرطة، التي أحكمت إغلاق كل الطرق المؤدية إلى إسلام آباد مستخدمة حاويات مخصصة لنقل البضائع، تحسبا للمسيرة التي تهدف لحل البرلمان وتحديد موعد لانتخابات عامة مبكرة.

وفي مدينة لاهور أطلقت الشرطة قنابل الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين عند محاولتهم إزالة العوائق الموضوعة على الطرق المؤدية إلى العاصمة إسلام آباد، حيث أغلقت المدارس أبوابها ووضعت خدمات الطوارئ في المستشفيات في حالة تأهب.

ووزعت الشرطة اليوم خطة المرور في إسلام آباد، وتظهر فيها جميع مداخل العاصمة مغلقة وتحت حراسة مشددة. كذلك أغلقت كل الطرق الرئيسة المؤدية إلى العاصمة من ناحية المدن الأقرب إليها وهي بيشاور ولاهور ومولتان.

وقال أحد العمّال خلال بحثه عن سبيل للوصول إلى العاصمة "سبق أن رأينا العاصمة مغلقة، إلاّ أن ما نشهده اليوم غير مسبوق، كلّ زقاق يؤدّي إلى العاصمة مغلق".

وكان عمران خان نجم الكريكت السابق قد أعلن أنه يعتزم تنظيم مسيرة طويلة اليوم الأربعاء بقيادة حزبه، يفترض أن تجتذب عشرات الآلاف بين مدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبر بختونخوا (شمال غرب) والعاصمة إسلام آباد.

وأكد خان أن مناصريه لن يغادروا الشارع ما لم تدع الحكومة لانتخابات مبكرة قبل الموعد المحدد في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد مناصري حزب حركة إنصاف قوله "سنصل إسلام آباد بأي ثمن.. نحن نتبع أوامر قائدنا".

حملة اعتقالات

وأفادت حركة إنصاف بأن الشرطة اعتقلت المئات من أعضائها خلال مداهمات الليلة الماضية، وقال مصدر بالشرطة في لاهور إن "أكثر من 200 من مناصري الحركة في البنجاب اعتقلوا بتهمة الإخلال بالنظام العام".

من جانبها أعلنت حكومة رئيس الوزراء شهباز شريف أمس الثلاثاء عن نيتها منع المسيرة، وقال وزير الداخلية الباكستاني رانا سناء الله في مؤتمر صحفي إن السلطات "لن تسمح" بإقامة المسيرة، متهما عمران خان بالسعي إلى "نشر الفوضى" في البلاد، ومشددا على أنه "لا ينبغي أن يُسمح لأحد بمحاصرة العاصمة وإملاء شروطه".

يذكر أنه أطيح بعمران خان من منصبه في العاشر من أبريل/نيسان الماضي بمذكرة حجب ثقة. ويحاول حزبه حركة إنصاف منذ ذلك الحين حشد الشارع لتصعيد الضغط على الحكومة الائتلافية الهشة لدفعها نحو الدعوة لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.

ووعد عمران خان بتنظيم أكبر تجمّع عرفته البلاد على الإطلاق، قائلاً "لا أنظر إلى الأمر على أنّه في إطار السياسة، بل في إطار الجهاد".

وانتخب عمران خان عام 2018 بعد تنديده بفساد النخب التي يجسّدها حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بقيادة شريف وحزب الشعب الباكستاني بزعامة عائلة بوتو، وهما حزبان متنافسان لطالما هيمنا على الحياة السياسية لعقود.

لكن تردي الوضع الاقتصادي وانعدام النموّ وارتفاع معدل التضخّم وتراجع قيمة العملة الوطنية وتزايد الدين، خلال السنوات الثلاث الماضية، كلّفته منصبه وأعادت الحزبين المتنافسين إلى السلطة ضمن حكومة ائتلافية.

ويتمسّك خان بالسلطة، مؤكدا أنّ عزله جاء نتيجة "مؤامرة" أميركية، وهو ما تراه واشنطن "تهمة من نسج الخيال". وخسر خان دعم جيش البلاد القوّي، الذي اتّهم بمساعدته للوصول إلى السلطة عام 2018، ويقف اليوم على الحياد. ويقول المحلل السياسي حسن عسكري ريز إن "الجيش قد يميل إلى نزع فتيل الأزمة إن ازداد الوضع سوءا".

المصدر : وكالات