جمعيات صحفية ونقابية تستنكر جريمة اغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة وتدعو لمحاسبة القتلة

تشييع شيرين بجامعة النجاح بنابلس
نقل جثمان الزميلة شيرين أبو عاقلة من جامعة النجاح بنابلس (الجزيرة)

توالت ردود الفعل على جريمة اغتيال مراسلة الجزيرة الزميلة شيرين أبو عاقلة من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء في أثناء تغطيتها محاولة اقتحام مخيم جنين من قبل جيش الاحتلال، وطالبت بمحاسبة مرتكبي تلك الجريمة وإجراء تحقيق شفاف، فيما ذهب البعض للمطالبة بتحقيق دولي وتقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية.

فقد طالبت المديرة التنفيذية للمعهد الدولي للصحافة بتتبع "كل التفاصيل في الجانب الجنائي للوصول إلى محاسبة قاتلي شيرين"، مؤكدة على ضرورة معرفة ما إذا كان هناك أمر صادر عن مستويات عليا أو ضوء أخضر لفعل ذلك.

وأكد الأمين العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" أن مقتل شيرين أبو عاقلة انتهاك لاتفاقية جنيف وما تتطلبه من حماية للصحفيين.

وأدان الاتحاد الدولي للصحفيين مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص قوات الاحتلال، ووصفه بالمروع.

وقال الاتحاد في تغريدات له على تويتر إن شهادات الصحفيين الذين كانوا برفقة شيرين أبو عاقلة تؤكد أن استهدافها كان متعمدا ومنهجيا، مضيفا أنه تم استهداف الصحفيين الذين يرتدون سترات صحفية واضحة بشكل دقيق من قبل قناصة إسرائيليين.

وأشار إلى سعيه لإضافة قضية شيرين أبو عاقلة إلى الشكوى التي قدمها للمحكمة الجنائية الدولية والتي توضح بالتفصيل هذا الاستهداف المنهجي.

كما عبر الاتحاد الوطني للصحفيين في بريطانيا عن صدمته من قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة من قبل القوات الإسرائيلية خلال تغطية مداهمات جنين، كما جاء في بيان له.

وأكد الاتحاد أنه لا يمكن ترك الأمر للسلطات العسكرية الإسرائيلية للتحقيق في سلوك قواتها، وأن الحادث مقلق للغاية، ويجب إجراء تحقيق كامل في ملابساته.

كما عبر نادي الصحافة الوطني في واشنطن عن شعوره بالحزن الشديد لمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة التي كانت تغطي عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وأدان أيضا اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة، وأكد الاتحاد في بيان على أن ذلك الحدث الجلل لن يثني الصحفيين العاملين في المناطق المحتلة عن قول الحقيقة.

كذلك استنكر تجمع الصحفيين التابع لنقابة الاتحاد العام للعمال الإسبانية جريمة اغتيال أبو عاقلة ودعا لحماية الصحفيين أثناء ممارستهم عملهم.

وأدان اتحاد الصحفيين في زيمبابوي عملية الاغتيال، ودعا لتحقيق دولي بالحادث ومعاقبة مرتكبي هذا "العمل الوحشي" وفق قول البيان.

مطالب بتحقيق دولي

وأدانت الجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين السودانيين اغتيال أبو عاقلة، ودعت في بيان لها اليوم المنظومات الدولية للضغط على الجهات التي تستهدف الصحفيين أثناء قيامهم بعملهم للتوقف عن هذه الأعمال.

وفي موريتانيا شجبت رابطة الصحفيين الموريتانيين هذه الجريمة النكراء وحمّلت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عنها وطالبت بتحرك دولي لإيقاف هذه الجرائم.

وفي وقفت احتجاجية لنقابة الصحفيين التونسيين على اغتيال شيرين طالبت النقابة بتجريم التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، واعتبرت أن استهداف الصحفيين يهدف إلى تغطية جرائم الاحتلال وطمس الحقيقة

وطالبت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بتحقيق دولي محايد ومستقل تحت إشراف المحكمة الجنائية الدولية، ورفضت في بيان لها أي مناورات تريد التستر على المجرمين سواء الذين أصدروا الأوامر، أو الذين خططوا، أو الذين نفذوا ضمانا لعدم إفلات الجناة من العقاب.

وأدان نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي الاغتيال، وقال -في بيان- إن الزميلة أبو عاقلة من الإعلاميات العربيات اللواتي تميزن بقدر عال من المهنية والحرفية والشجاعة من دون أن تفقد موضوعيتها.

ودعا القصيفي الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان الدولية والعربية إلى تنظيم حملة لاستنكار الجريمة والتنديد بها، كما طالب بتقديم دعاوى ضد إسرائيل أمام المحاكم الدولية لإدانتها على فعلتها البشعة، وفق قوله.

وعلى غرار مثيلاتها في الوطن العربي قالت نقابة الصحفيين العراقية إن اغتيال شيرين أبو عاقلة خرق فادح لحرية العمل الصحفي التي تؤكدها القوانين والمواثيق الدولية، وطالبت النقابة بإجراء تحقيق دولي عاجل للكشف عن الجناة.

كما أدانت نقابة الصحفيين المصريين اغتيال شيرين أبو عاقلة، وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بمحاسبة دولة الاحتلال على هذه الجريمة.

وفي مدينة مراكش المغربية وقف صحفيون مغاربة وأجانب دقيقة صمت ترحما على روح الزميلة شيرين أبو عاقلة، منددين باستهداف الصحفيين في أثناء تأدية عملهم.

وأدانت نقابة الصحفيين اليمنيين جريمة اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة، وعبرت عن استنكارها واستهجانها الشديدين لهذه الجريمة البشعة التي استهدفت صحفية بشكل مباشر أثناء ممارسة عملها، معتبرة ذلك استمرارا لمساعي الاحتلال لخنق صوت الحقيقة واغتيال الشهود.

كما أدانت منظمة لجنة حماية الصحفيين -ومقرها نيويورك- مقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة.

وطالبت جمعية الصحافة في مدريد بتوضيح الظروف التي أدت إلى مقتل شيرين أبو عاقلة وتسببت أيضا في إصابة الزميل على السمودي بجروح.

ودعت جمعية الصحافة جميع الأطراف إلى احترام عمل الإعلاميين، خاصة كما في هذه الحالة عندما يذهبون حاملين -على النحو الواجب- تعريفا بكونهم صحفيين.

كما أدانت عمادة المحامين في تونس "جريمة الاغتيال البشعة التي استهدفت الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة"، مشددة على أنها "جريمة اغتيال كاملة الأركان، وعلى أنها تبين السلوك الإجرامي للمحتل وضربه بعرض الحائط كل المواثيق التي تضمن للصحفي تغطية إعلامية دون معوقات".

كما دعت العمادة في بيان لها "إلى تتبع الجناة ومحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه أمام المحاكم الدولية".

منظمات حقوقية

من جهتها، اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" (Human Rights Watch) مقتل شيرين أبو عاقلة خسارة فادحة، وكان عملها هو رواية قصص الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل نظام الفصل العنصري الإسرائيلي.

وأشارت المنظمة إلى أن وعود إسرائيل بالتحقيق فارغة، والمجموعات الحقوقية وثقت لمدة طويلة كيف أن تحقيقاتها أقرب إلى بروتوكولات تلميع الصورة.

بدوره، قال صالح حجازي نائب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية "إن مقتل الصحفية المخضرمة شيرين أبو عاقلة هو تذكير دموي بالنظام المميت الذي تحبس فيه إسرائيل الفلسطينيين، إسرائيل تقتل الفلسطينيين من اليسار واليمين دون عقاب، فكم عدد الذين يجب قتلهم قبل أن يتحرك المجتمع الدولي لمحاسبة إسرائيل على الجرائم المستمرة ضد الإنسانية؟".

من جانبه، عبر الصليب الأحمر الدولي عن صدمته لخبر مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، ودعا إلى توضيح التفاصيل الدقيقة لهذه الأحداث المأساوية.

وشدد الصليب الأحمر على تمتع الإعلاميين العاملين في مناطق النزاعات المسلحة بالحقوق والحماية بموجب القانون الدولي الإنساني.

المصدر : الجزيرة + وكالات