تجدد المواجهات والفصائل تتمسك بالكفاح المسلح.. 150 ألفا أدوا صلاة الجمعة بالأقصى وعباس يحذر إسرائيل

People pray at the compound that houses Al-Aqsa Mosque
الفلسيطينيون تواجدوا على الأقصى من أحياء القدس ومناطق الضفة الغربية المحتلة (رويترز)

أدى أكثر من 150 ألف فلسطيني صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وسط استمرار الانتهاكات والاقتحامات الإسرائيلية حيث اعتلى جنود الاحتلال مباني المسجد الشريف وأطلقوا الرصاص المطاطي على المصلين.

وقالت وزارة الأوقاف الفلسطينية إن أكثر من 150 ألف شخص أدوا صلاة الجمعة اليوم بالمسجد الأقصى.

وبعد أداء الجمعة، تجددت المواجهات بين قوات الاحتلال والفلسطينيين في المسجد الأقصى، مما أدى لإصابة العشرات

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى المبارك فجر اليوم الجمعة للمرة السادسة على التوالي. واعتلى جنود الاحتلال أسطح مباني المسجد وأطلقوا النار على الموجودين في ساحاته.

وفي الساعات الأولى من الصباح اندلعت اشتباكات بين شرطة الاحتلال ومتظاهرين فلسطينيين، صباح اليوم في باحة المسجد الأقصى، مما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى.

وقالت مراسلة الجزيرة من القدس نجوان سمري إن نحو 40 فلسطينيا، بينهم 3 صحفيين، أصيبوا برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت باحات الأقصى.

نداء وتحذير

ومن جانبه، طالب رئيس السلطة الفلسطينية الإدارة الأميركية بالتدخل العاجل من أجل الوقف الفوري للإجراءات الإسرائيلية التصعيدية في الأراضي الفلسطينية.

وحمّل عباس، خلال لقائه وفدا أميركيا في رام الله، الاحتلال مسؤولية التصعيد وغياب ما وصفه بالأفق السياسي، كما حذر من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي سيضطر القيادة الفلسطينية إلى تطبيق قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير القاضية بسحب الاعتراف بإسرائيل ووقف كافة أشكال التنسيق معها.

ودعت حركة حماس الجماهير الفلسطينية إلى هبة عارمة للدفاع عن القدس والأقصى ونصرة المرابطين الذي تعرضوا لعنف جنود الاحتلال.

وفي بيان أصدرته اليوم الجمعة، حثت حماس الشعب الفلسطيني على الاحتشاد والرباط في المسجد الأقصى خلال العشر الأواخر من رمضان،

وقالت الحركة إن وحدة الشعب ومقاومته ستبقى سدا وحصنا منيعا في مواجهة الاحتلال ومستوطنيه، مشددة على أنها لن تسمح لهم بتمرير مخططاتهم التي وصفتها بالخبيثة في الأقصى والقدس.

أما حركة الجهاد الإسلامي فقالت إن الهجمة الإسرائيلية المتصاعدة ضد الفلسطينيين في ساحات الأقصى ومدن الضفة الغربية لن تعود على الاحتلال إلا بالعار والهزيمة.

وأَضافت في بيان أن جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني تستدعي أكثر من أي وقت مضى التمسك بحق الدفاع عن الأرض والقدس بكل الوسائل وعلى رأسها المقاومة المسلحة لاستعادة الحقوق

وبدوره، قال رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح إن الاحتلال هو المتسبب الوحيد في ما يجري من أحداث بالمسجد الأقصى.

وأضاف -في مداخلة مع الجزيرة- أن المسجد الأقصى محتل وفق القانون الدولي ووفق الثوابت الإسلامية، وأن كل إجراءات إسرائيل واقتحامات قواتها لا تثبت لها حقا في الأقصى المبارك.

ويشهد الحرم القدسي توترا كبيرا منذ أسبوع مع استمرار اقتحام شرطة الاحتلال والمستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بمناسبة احتفالات اليهود بما يسمونه عيد الفصح والتي انتهت مساء الخميس.

وخلال الأسبوع الماضي، أصيب أكثر من 200 شخص معظمهم من الفلسطينيين، بجروح في مواجهات مع شرطة الاحتلال بالحرم القدسي ومحيطه.

وأمس، دان عدد من الوزراء العرب باجتماع في العاصمة الأردنية "الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية ضد المصلين في المسجد الأقصى المبارك".

استعداد للتصعيد

في ذات السياق، أصدر رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي تعليمات إلى قائد القيادة الجنوبية بالاستعداد لأي تصعيد محتمل على الحدود مع القطاع، واحتمال شن عملية عسكرية ضده في حال استمرار إطلاق الصواريخ تجاه البلدات والمستوطنات المحاذية، أو أي عمليات أخرى ضد أهداف إسرائيلية فيما يعرف بمنطقة "غلاف غزة".

وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية أطلقت صواريخ من غزة ليلة الخميس على إسرائيل التي ردت بضربات انتقامية على القطاع، مما يثير مخاوف من تصعيد عسكري جديد بين حماس وجيش الاحتلال على خلفية التوتر المتعلق بالأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن 6 صواريخ أطلقت من قطاع غزة باتجاهها والتي تعد الأكبر منذ الحرب التي استمرت 11 يوما بينها وبين حماس في أيار/مايو 2021 بعد أسابيع من التوتر في المدينة المقدسة المحتلة.

وفي وقت سابق، أكدت الفصائل الفلسطينية تمسكها بخيار الكفاح المسلح وجاهزيتها للرد على العدوان الإسرائيلي.

المصدر : الجزيرة + وكالات