توترات مستمرة.. الاحتلال الإسرائيلي يحاول إخلاء المسجد الأقصى من المصلين ويستهدف مواقع للمقاومة في غزة

أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت قنابل الغاز والرصاص المطاطي لإخراج المصلين من المصلى القبلي بالمسجد الأقصى صباح اليوم الخميس، في حين شنت مقاتلات حربية إسرائيلية عدة غارات استهدفت مواقع للفصائل الفلسطينية في جنوب مدينة غزة ووسط القطاع.

وتحاول قوات الاحتلال إبعاد المرابطين عن باحات المسجد الأقصى كما تحاصر المصلين والمعتكفين في المصلى القبلي.

وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والرصاص المطاطي لإخراج المصلين، ما تسبب في حالات اختناق بين المصلين.

وفي السياق ذاته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن ما يجري في الأقصى من عربدة سيقصّر من عمر المحتل. وخاطب هنية الاحتلال الإسرائيلي قائلا "إذا كنتَ تعتقد أن اقتحام الأقصى سيغيّر الطابع الإسلامي للمسجد فأنت واهم".

وأضاف "كما ألحقنا الهزيمة بما يسمى مسيرة الأعلام فسنهزم سياسة الاقتحام وما زلنا في بداية المعركة"، مؤكدا أن ما يقوم به المستوطنون في الأقصى سيدفع بكل الأبعاد الإستراتيجية للصراع إلى الواجهة. وأشار هنية إلى أن الشعب الفلسطيني والمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى يمثلون خط الدفاع الأول الذي سيظل ثابتا ومتقدما.

غارات إسرائيلية

من جهة ثانية، شنت مقاتلات حربية إسرائيلية عدة غارات استهدفت مواقع للفصائل الفلسطينية في جنوب مدينة غزة ووسط القطاع.

وألحقت الغارات الإسرائيلية أضرارا مادية في موقعين مستهدفين دون وقوع إصابات، وأفاد شهود عيان بأن أضرارا مادية لحقت بعدد من المنازل المحيطة بأحد المواقع المستهدفة في مخيم البريج وسط القطاع ولم يبلغ عن وقوع إصابات بين السكان.

كما أطلقت آليات الجيش الإسرائيلي نيرانها تجاه عدد من نقاط الرصد التابعة للفصائل الفلسطينية شرق مخيم البريج وبلدة خزاعة جنوبي قطاع غزة.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن قذائف صاروخية انطلقت من غزة ردا على الغارات الإسرائيلية على مواقع الفصائل في القطاع.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القبة الحديدية اعترضت 4 قذائف صاروخية أطلقت من غزة باتجاه منطقة الغلاف.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إن قذيفة أطلقت في وقت سابق من شمال قطاع غزة سقطت شظاياها بساحة منزل في مدينة سديروت المتاخمة للحدود الشمالية مع القطاع.

وأضاف أن القذيفة لم توقع أي إصابات، مشيرا إلى أن صفارات الإنذار دوّت في المنطقة وفي كافة البلدات المتاخمة للحدود لكنه لم يتم تشغيل القبة الحديدية حينها.

من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة سيزيد من مقاومة الشعب الفلسطيني وإصراره على مواصلة النضال ضد الاحتلال وتصعيد دعمها وإسنادها لأهالي القدس مهما بلغت التضحيات.

وأكد المتحدث باسم الحركة حازم قاسم -في بيان صحفي- أنه لا مجال لانتصار جيش الاحتلال فيما وصفه بمعركة الإرادات مع الشعب الفلسطيني حتى تحقيق أهدافه بالتحرير والعودة.

وفي مقابلة سابقة مع الجزيرة، قال قاسم إن كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- مستعدة لتحرك عسكري إذا استمر التصعيد الإسرائيلي في القدس. وأشار المتحدث إلى امتلاك حماس مضادات جوية وإلى اتصالات أطراف أجنبية لكبح الحركة، وفق قوله.

كما حمّلت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تبعات تصعيدها العسكري ضد قطاع غزة، وقالت الجبهة -في بيان- إن الشعب الفلسطيني حسم خياراته لكبح جماح العدوان ومشاريع الاحتلال والاستيطان بالمقاومة بكافة أشكالها وأدواتها حسب البيان. وأكدت الجبهة على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وحقوقه.

ومن جانبها، حمّلت حركة الجهاد الإسلامي الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التصعيد في قطاع غزة، وقالت إن المقاومة الفلسطينية في حالة انعقاد دائم لمراقبة سلوك الاحتلال.

كما أدانت حركة فتح التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة، واعتبر المتحدث باسم الحركة منذر الحايك -في بيان صحفي- أن الاعتداء على المدنيين تصعيد خطير يهدف لصرف الأنظار عن الأحداث الجارية في مدينة القدس المحتلة.

مسيرة الأعلام

وكانت قوى يمينية يهودية قد نظمت -أمس الأربعاء- مسيرة بالأعلام في البلدة القديمة بالقدس رغم قرار شرطة الاحتلال عدم تأمينها.

وشارك عضو الكنيست الإسرائيلي إيتمار بن غفير في المسيرة التي تهدف للوصول إلى باب العامود. وحذر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف من أن وصول بن غفير إلى باب العامود يعرّض الأمن الإسرائيلي للخطر.

بينما اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أن المسيرة خطوة مروعة من المتطرفين اليمينيين الذين يحاولون خلق استفزازات عنيفة، وفق قوله.

واقتحمت عناصر من الشرطة الإسرائيلية ومجموعات من المستوطنين المتطرفين صباح أمس الأربعاء المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، والمسجد الإبراهيمي بالخليل.

وأخلت قوات الاحتلال المسجد الأقصى من المصلين والمعتكفين قبيل اقتحام مجموعات من المستوطنين لباحاته، والذي استمر نحو 3 ساعات ونصف الساعة قبل أن ينسحب المستوطنون وقوات الشرطة من المسجد المبارك.

وخلال اقتحام المسجد الأقصى اندلعت اشتباكات محدودة بين مصلين وشرطة الاحتلال التي أطلقت الرصاص المطاطي، وحاصرت ما تبقى من مصلين داخل المصلى القبلي، كما حاصرت النساء داخل مصلى قبة الصخرة.

وفي محاولة لتخفيض التوتر في القدس، يبدأ وفد من المبعوثين الأميركيين برئاسة ياعيل لامبرت مساعدة وزير الخارجية، مباحثات مع مسؤولين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي اليوم الخميس.

ومن بين القادة الإسرائيليين الذين سيلتقيهم الوفد الأميركي، وزير الخارجية الإٍسرائيلي يائير لبيد، ووزير الأمن الداخلي عومير بارليف.

في حين من المقرر أن تشمل المباحثات مع الجانب الفلسطيني، حسين الشيخ عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، وماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده دعت المجتمع الدولي للتحرك في وجه الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون. وشدد في كلمة أمام نواب حزبه على أهمية ومركزية القدس في هذه القضية.

وفي تطور آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي فرض إغلاق عام على الضفة الغربية والمعابر لقطاع غزة ابتداء من مساء الخميس حتى فجر الأحد.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الإغلاق العام "إجراء وقائي" في اليومين الأخيرين من عيد الفصح اليهودي.

المصدر : الجزيرة