12 مليونا تركوا منازلهم.. أرقام صادمة لخسائر أوكرانيا بعد 50 يوما من حرب روسيا عليها

أوكرانيا- 50 يوما من الحرب كانت كارثية على أوكرانيا في شتى المجالات، وذلك بشهادة الأرقام التي تعلنها الحكومة ومنظمات أممية أو التي تعمل على جمعها مؤسسات علمية وأخرى تأسست خصيصا لهذا الغرض.

وهذه المجالات تشمل عمليات النزوح واللجوء والخسائر البشرية في صفوف المدنيين والعسكريين، إضافة إلى خسائر في البنية التحتية على أنواعها، والعسكرية أيضا.

نازحون ولاجئون بالملايين

وبحسب إحصائيات حكومية تقريبية، اضطر نحو 12 مليونا من سكان أوكرانيا لمغادرة منازلهم منذ بداية الحرب، أي ما يعادل نحو 27% من إجمالي عدد السكان.

من هؤلاء نحو 4.6 ملايين نسمة عبروا الحدود كلاجئين إلى دول الجوار الأوروبي بشكل أساسي، و90% منهم نساء وأطفال، والباقون توزعوا على مناطق الغرب الأوكراني كنازحين داخليا.

وتشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى أن الحرب هجّرت ثلثي العدد الإجمالي لأطفال أوكرانيا، ونحو 3.2 ملايين منهم بقوا في منازلهم، ونصفهم تقريبا معرضون لخطر عدم الحصول على ما يكفي من الغذاء.

أعداد القتلى

وبحسب بيان مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في 12 أبريل/نيسان الجاري، بلغ عدد ضحايا الحرب في صفوف المدنيين الأوكرانيين 4450 شخصا، من بينهم 1982 قتيلا، و2558 مصابا.

لكن المفوضية تعترف بأن الأرقام الفعلية أكبر من ذلك بكثير، لتأخر المعلومات الواردة من مناطق القتال العنيف، وصعوبة التأكد من صحة التقارير الواردة منها حول هذا الشأن.

وبالفعل، فإن أرقام المفوضية تبدو ضئيلة جدا أمام أرقام أخرى تعلنها السلطات الأوكرانية والسلطات المحلية في مناطق متفرقة من البلاد، إذ يقارب عدد القتلى -على سبيل المثال- 1300 شخص في مدينة كييف وحدها، في حين أن الرقم التقديري يتجاوز 21 ألفا في ماريوبول (جنوب شرقي البلاد).

وبحسب هيئة الطوارئ الأوكرانية، قتل 197 طفلا وأصيب 351 آخرون منذ بداية الحرب الروسية، لكن مجلس مدينة ماريوبول أيضا كان قد أشار قبل أسابيع إلى مقتل أكثر من 210 أطفال في هذه المدينة.

خسائر القوات الروسية

وتحرص كييف على تقديم بيانات يومية لما تقول إنها "خسائر للقوات الروسية المقاتلة في أوكرانيا"، ويكتفي المسؤولون في أوكرانيا بالحديث عن "خسائر وتضحيات كبيرة"، دون الكشف عن تفاصيلها في صفوف الجنود والآليات وغيرها.

وبحسب وزارة الدفاع وهيئة الأركان في أوكرانيا التي تحرص على تقديم تحديث يومي لما تقول إنها خسائر القوات الروسية المشاركة في الحرب، فإن خسائر القوات الروسية بلغت في اليوم الـ50 للحرب مقتل 19 ألفا و900 جندي وإصابة أكثر من 60 ألفا آخرين، إضافة إلى تدمير وإعطاب 753 دبابة، و1968 عربة مدرعة، و366 نظاما مدفعيا، وهي أرقام أكبر بكثير من التي تعلنها السلطات الروسية التي تتهم أوكرانيا بممارسة الدعاية وتقديم أرقام غير صحيحة لخسائر قواتها في أوكرانيا.

كما تضم القائمة 122 راجمة صواريخ، و64 منصة للدفاع الجوي، و160 طائرة مقاتلة، و144 مروحية، و132 طائرة مسيرة، و1429 آلية عسكرية، و76 صهريج وقود، و7 سفن وزوارق بحرية، وغيرها من الآليات والمعدات.

دمار هائل في البنية التحتية

وبحسب دراسات دورية يقوم بها معهد كييف لعلوم الاقتصاد، فإن خسائر البنية التحتية في أوكرانيا بلغت نحو 600 مليار دولار، منها 80 مليارا سجلت خلال الأسبوع الأخير فقط، بحسب موقع "روسيا ستدفع الثمن" الذي أسسه عدد من أساتذة وطلاب المعهد.

وفي التفاصيل، يتحدث المعهد عن دمار أو أضرار لحقت بنحو 23 ألف كيلومتر من الطرق المعبدة والحديدية، ونحو 37 ألف متر مربع من العقارات (الشقق داخل آلاف المباني السكنية)، و546 مؤسسة تعليمية و319 روضة أطفال و205 مؤسسات طبية و145 مصنعا وشركة.

كما لحق الدمار أو الضرر بـ54 مبنى إداريا و277 جسرا ومعبرا و10 مطارات عسكرية و8 مطارات مدنية وميناءين اثنين.

هذا بالإضافة إلى تعرض ما لا يقل عن 74 مبنى دينيا و62 مبنى ثقافيا آخر للدمار أو الضرر أيضا، ولحق دمار بطائرة الشحن الأضخم في العالم أنتونوف 225 "مريا" (الحلم) التي قدر المعهد سعرها بنحو 300 مليون دولار.

خسائر الاقتصاد تتجاوز التريليون

كل ما سبق ينعكس سلبا على اقتصاد البلاد الذي يصب أولوياته على دعم آلة البلاد العسكرية، فينفق عليها ما لا يقل عن 68 مليون دولار يوميا، بحسب رئيس الوزراء دينيس شميهال.

بدورها، حذرت وزارة الاقتصاد من أن الحرب عطلت 70% من شركات الدولة والقطاع الخاص وزراعة 30% من الأراضي، كما أن حصار الموانئ حرم أوكرانيا من عائدات تشكل نحو 20% من الناتج المحلي.

وكانت الوزارة قد أشارت قبل أيام قليلة إلى أن خسائر البلاد الاقتصادية جراء الحرب تجاوزت بالفعل حاجز التريليون دولار.