أكد أن حلف الناتو موحد أكثر من أي وقت.. بايدن: يجب استبعاد روسيا من مجموعة العشرين

أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "كان يراهن على انقسام حلف شمال الأطلسي" حين بدأ الحرب على أوكرانيا، لكن الحلف "موحد اليوم أكثر من أي وقت"، معبرا عن اعتقاده بوجوب استبعاد روسيا من مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى.

وقال بايدن إثر قمتين لحلف الأطلسي ومجموعة السبع في بروكسل إن بوتين "لم يعتقد أننا سنتمكن من الحفاظ على هذه الوحدة".

وأضاف الرئيس الأميركي -خلال مؤتمر صحفي قبل المشاركة في قمة للاتحاد الأوروبي- "لقد حصل بوتين تماما على عكس ما كان يريده حين اجتاح أوكرانيا".

وتعهد أن يرد حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) في حال أمر الزعيم الروسي باستعمال أسلحة كيميائية في أوكرانيا، وقال "سنرد إذا استخدمت"، مضيفا أن "طبيعة الرد ستعتمد على طبيعة الاستخدام".

وأشار بايدن إلى أن هناك 100 ألف جندي أميركي في أوروبا حاليا لحماية دول حلف شمال الأطلسي "ناتو".

من جانبها، قالت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في بيان عقب اجتماعها في بروكسل إنها مستعدة لفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا دعت الضرورة لذلك.

وأوضحت المجموعة أنها ستبذل كل ما هو ممكن لمحاسبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وداعميه، وحذرت من عواقب أي استخدام للأسلحة الكيميائية في أوكرانيا.

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية ردا على قرارات قمة حلف الناتو في بروكسل إن قرار قمة الناتو مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا يؤكد رغبة الحلف في استمرار النزاع.

واعتبرت الوزارة أن قرار الدول الغربية الاستمرار في تقديم السلاح لكييف سيشجعها على استخدام القوة ضد دونباس، وأن ما تحصل عليه الدول الغربية الآن "هو حصاد رهيب".

عقوبات جديدة على روسيا

وفي السياق ذاته، أعلنت الولايات المتحدة -بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع- فرض حزمة عقوبات جديدة على روسيا استهدفت سياسيين وممولين مقربين من السلطة وقطاع تصنيع الأسلحة، وشملت أكثر من 400 فرد وكيان.

وحسب بيان نشره البيت الأبيض، تشمل العقوبات المعلنة حظرا كاملا على 328 عضوا في مجلس الدوما الروسي، وحظر المجلس ككيان.

كما تضم قائمة العقوبات هيرمان غريف رئيس "سبير بنك" أكبر مؤسسة مالية في روسيا ومستشار بوتين منذ التسعينيات.

وتضم أيضا أحد أفراد النخب الثرية، وهو غينادي تيمتشينكو وشركاته وأفراد عائلته، إلى جانب 17 عضوا في مجلس إدارة المؤسسة المالية الروسية "سوفكوم بنك"، وتشمل العقوبات الجديدة أيضا 48 مؤسسة صناعية دفاعية روسية كبيرة مملوكة للدولة.

وأكد بايدن أن "الإبقاء" على العقوبات على مدى طويل هو "ما يؤلم"، معربا عن "أمله" في ألا تساعد الصين موسكو في التخفيف من تأثير العقوبات الغربية.

وتابع "أعتقد أن الصين تدرك أن مستقبلها الاقتصادي يعتمد على علاقتها مع الغرب أكثر بكثير من علاقتها بروسيا، وآمل ألا تنخرط في تخفيف أثر العقوبات المفروضة بعد غزو أوكرانيا".

كما أعلن أنه يؤيد استبعاد روسيا من مجموعة العشرين، لكنه لفت إلى أن القرار النهائي يعتمد على أعضاء هذه الهيئة الدولية.

واعتبر أنه "إذا لم توافق إندونيسيا (رئيسة مجموعة العشرين) والدول الأخرى فإن علينا أن نطلب تمكين أوكرانيا من حضور اجتماعات مجموعة العشرين".

ماكرون يرفض تحديد الخطوط الحمراء بأوكرانيا

من جهة أخرى، آثر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس إبقاء الغموض قائما حول ماهية ما تعتبرها فرنسا وشركاؤها في حلف شمال الأطلسي "خطوطا حمراء" في أوكرانيا من شأن تخطيها أن يستدعي تدخلا، خصوصا استخدام روسيا أسلحة كيميائية، معتبرا أن "التكتم أكثر فاعلية".

وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي عقب قمة طارئة لحلف شمال الأطلسي "سأكون شديد الحذر على هذا الصعيد"، لأنه "كلما تعين علي تحديد ماهية الخطوط الحمراء أحرص على أن يكون تأثيرها رادعا وعلى أن يكون لتخطيها تداعيات".

وتابع "هكذا يُقابل كلام فرنسا وكلام كل الحلفاء بالاحترام، هذا ما فعلناه في أبريل/نيسان 2018 خلال عملية هاميلتون"، في إشارة إلى غارة جوية على سوريا نفذتها فرنسا بالتعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا بعيد استخدام نظام الرئيس بشار الأسد أسلحة كيميائية.

وقال الرئيس الفرنسي "أعتقد أن الغموض الإستراتيجي والتكتم أكثر فاعلية" عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية مشددة على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية العسكرية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية، بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في سيادتها.

وتسببت الحرب الروسية في أوكرانيا بفرار أكثر من 3.5 ملايين لاجئ أوكراني من البلاد باتجاه الدول المجاورة، وفق أحدث البيانات الصادرة عن الأمم المتحدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات