حسب تقديرات غربية.. 5 سيناريوهات ممكنة للحرب الروسية على أوكرانيا

Ukrainian cities under Russian attack
جنود أوكرانيون في شوارع مدينة أوديسا (الأناضول)

بدأت حرب روسيا على أوكرانيا قبل أكثر من 3 أسابيع، ولا تزال القوات الروسية تلقى مقاومة شديدة من القوات الأوكرانية حول العاصمة كييف ومدن أخرى رئيسية على غرار خاركيف (شرق) وماريوبول (جنوب).

وفيما يلي السيناريوهات المحتملة لما قد يحدث لاحقا وفق تقديرات مصادر حكومية وعسكرية غربية وخبراء من مراكز أبحاث.

1- ورطة عسكرية

لا تزال القوات الأوكرانية تقاوم القوات الروسية وتكبدها خسائر فادحة في العتاد والعديد.

صد الأوكرانيون بشكل حاسم محاولة من قوات المظليين للاستيلاء على العاصمة في الأيام الأولى للحرب قبل أن يتراجعوا مذ ذاك إلى مواقع دفاعية مكنتهم من إبقاء سيطرتهم على جميع المدن الإستراتيجية.

ورغم ادعاء روسيا منذ فترة طويلة أن لديها تفوقا جويا، يبدو أن الدفاعات الجوية الأوكرانية لا تزال تعمل، بينما تواصل الدول الغربية تزويدها بصواريخ محمولة مضادة للدبابات وللطائرات.

وجاء في تقرير لوزارة الدفاع البريطانية أمس الخميس أن "الغزو الروسي تعثر إلى حد كبير على كل الجبهات".

تقدر الاستخبارات الأميركية أن 7 آلاف عسكري روسي لقوا حتفهم، حسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times)، رغم أن الخبراء يؤكدون ضرورة التعامل مع هذه الأرقام بحذر.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن -أول أمس الأربعاء- حزمة جديدة ضخمة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تشمل أنظمة دفاع جوي صاروخي من طراز "إس-300" و100 طائرة مسيرة "انتحارية" من طراز "سويتش بلايد" وآلاف الصواريخ الأخرى.

لكن المقاومة العسكرية الأوكرانية لها تكلفة مدنية عالية، فقد قتل الآلاف ودمرت مدن مثل ماريوبول وخيرسون (جنوب).

2- اتفاق سلام

بدأ المفاوضون من الجانبين الحديث بعد أيام فقط من بدء الحرب، أولا عند الحدود بين بيلاروسيا وأوكرانيا، ثم في تركيا، وأخيرا في العاصمة كييف (عن طريق تقنية الفيديو).

قد تدفع الخسائر المتزايدة في ساحة المعركة والعقوبات الغربية الخانقة للاقتصاد الروسي الرئيس فلاديمير بوتين للبحث عن وسيلة لإنهاء النزاع تحفظ ماء وجهه.

كتب روب جونسون، خبير الحروب في جامعة أكسفورد، هذا الأسبوع أن "أوكرانيا قد تكون قادرة على إجبار روسيا على اتخاذ خيار: الاستمرار وتكبد خسائر لا يمكن تعويضها، أو التوقف وإبرام اتفاق سلام يحقق بعض أهدافها".

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -أول أمس الأربعاء- إن الجانبين "على وشك الاتفاق" على صفقة تقبل بموجبها أوكرانيا بأن تكون دولة محايدة على غرار السويد والنمسا.

وقد أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي علنا بأن بلاده لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهذا مطلب رئيسي للكرملين.

لكن رغم أن فرص التوصل إلى اتفاق تعززت بشكل كبير في الأيام الأخيرة، لا يوجد ما يشير إلى التوصل لوقف لإطلاق النار؛ إذ تريد أوكرانيا انسحابا روسيا كاملا وضمانات أمنية بشأن المستقبل.

ويرى بعض منتقدي بوتين أنه يستعمل الدبلوماسية ستارا لمواصلة الحرب.

3- تغيير في الداخل الروسي

يعمل بوتين على تشديد قبضته على المجتمع الروسي.

عززت الحملة ضد وسائل الإعلام المستقلة والأجنبية هيمنة الإعلام الحكومي الروسي شديد الولاء للسلطة.

أُوقف آلاف المتظاهرين المناهضين للحرب، وأُقر قانون جديد ينص على عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما لكل من ينشر "أخبارا زائفة" عن الجيش.

لكن هناك مؤشرات على حدوث تصدعات في النخبة الحاكمة، إذ دعا بعض الأوليغارشية والنواب وحتى مجموعة النفط الخاصة "لوك أويل" علنا إلى وقف إطلاق النار أو إنهاء القتال.

ورفعت صحفية روسية لافتة كتب عليها "لا للحرب" خلال بث نشرة الأخبار في وقت الذروة على التلفزيون الحكومي هذا الأسبوع.

لا يمكن استبعاد احتمال سقوط بوتين في احتجاج شعبي عنيف أو حتى انقلاب من داخل السلطة، لكن ذلك لا يبدو مرجحا في هذه المرحلة.

وقال الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن إليوت كوهين إن "أمنه (أي أمن بوتين) الشخصي جيد للغاية وسيظل جيدا حتى اللحظة التي يتغير فيها الأمر".

وأضاف "لقد حدث ذلك مرات عدة في التاريخ السوفياتي والروسي".

4- نجاح عسكري روسي

بالنظر إلى الأسلحة المتفوقة للقوات الروسية، والقوة الجوية والاستخدام العشوائي للمدفعية، يرى محللو دفاع غربيون أنها قادرة على مواصلة التقدم.

حذر مسؤول عسكري أوروبي كبير الأربعاء الماضي من الاستخفاف بقدرة القوات الروسية على تجديد تكتيكاتها وتكيّفها.

وقال المسؤول إن لديها على ما يبدو مشاكل لوجستية ومعنوية مع نقص في الوقود وحتى في زيوت المحركات.

وأضاف "لكن علينا ألا نتجاهل أن كل ذلك لا يغير تفوق الجيش الروسي".

تجند موسكو علانية مرتزقة من سوريا لدعم قواتها، وتستخدم أيضا مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة التي يحيط بها كثير من الغموض.

لكن حتى لو سيطر الروس على مدن إستراتيجية مثل كييف أو أوديسا الساحلية (جنوب)، فسيواجه بوتين بعد ذلك تحديا في الاستمرار في احتلالها.

5- توسع النزاع

أوكرانيا لها حدود مع 4 دول سوفياتية سابقة أصبحت الآن أعضاء في الحلف الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يُعتبر الهجوم على عضو واحد فيه هجوما على كل الأعضاء.

حنين بوتين إلى الاتحاد السوفياتي وتعهده حماية الأقليات الناطقة بالروسية -الموجودة أيضا في دول البلطيق- يطرح سؤالا مفتوحا حول طموحاته الإقليمية.

قلة هم الذين يتوقعون أن يهاجم بوتين مباشرة دولة عضو في الناتو، الأمر الذي ينطوي على خطر حصول هجوم نووي، لكن محللين حذروا من حدوث استفزازات روسية لا تصل إلى حد إشعال فتيل حرب.

أمر بوتين بوضع الردع النووي الروسي في حال تأهب قصوى، كما حذر وزير الخارجية لافروف من أن "الحرب العالمية الثالثة لا يمكن إلا أن تكون حربا نووية".

ويقول محللون غربيون إن مثل هذه التحذيرات يجب أن تعتبر بمثابة موقف لردع الولايات المتحدة وأوروبا عن التفكير في مقترحات مثل فرض "منطقة حظر طيران" فوق أوكرانيا.

المصدر : الفرنسية