الصدر والبارزاني يطالبان بالتحقيق في وجود مقرات إسرائيلية بكردستان العراق

الحرس الثوري الإيراني أعلن مسؤوليته عن إطلاق 12 صاروخا باليستيا على أربيل وقال إنه استهدف "مراكز إستراتيجية" إسرائيلية بالمدينة.

Iran's Revolutionary Guards take responsibility for attack on Erbil - Iran state media
أحد المباني في أربيل تعرض للقصف الإيراني (رويترز)

اتفق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، اليوم الأحد، على تشكيل لجنة تقصي حقائق حول ذريعة وجود مقرات إسرائيلية في إقليم كردستان العراق، وذلك بعد ساعات من استهداف أربيل (مركز إقليم كردستان) بـ 12 صاروخا إيرانيا.

وذكر مكتب الصدر في بيان أنه خلال الاتصال جرى البحث حول ما حدث في أربيل، مبينا "الطرفان اتفقا على تشكيل لجنة تقصّي حقائق للوقوف على ذريعة وجود مقرّات إسرائيلية تمّ استهدافها".

وسبق ذلك أن أعلن الصدر أن "زج" العراق في الصراعات سابقة خطيرة، فيما دعا الجهات المختصة إلى رفع مذكرة احتجاج للأمم المتحدة والسفير الإيراني فورا.

وقال الصدر بتغريدة في تويتر "الأراضي العراقية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها لا ينبغي استعمالها ساحة للصراعات السياسية والأمنية والعسكرية" مدينا جميع الأعمال التي تستهدف دول الجوار من داخل العراق، وأي تدخل خارجي وأي قصف للأراضي العراقية "ذات السيادة الكاملة".

وأضاف "على الجهات المختصة رفع مذكرة احتجاج للأمم المتحدة وللسفير الإيراني فوراً.. مع أخذ ضمانات بعدم تكرارها مستقبلا".

وتابع زعيم التيار الصدري "من يدعي بأن هناك مواقع إسرائيلية، فيجب التحقيق فيها بأسرع وقت ممكن" لافتاً إلى أنه "يجب ألا تستعمل حجة لزعزعة" أمن العراق وشعبه.

إدانات عراقية

ودان المسؤولون استهداف أربيل، فاعتبر رئيس الجمهورية برهم صالح أن استهداف أربيل جريمة إرهابية مُدانة وتوقيته مُريب.

وأضاف أنه يجب الوقوف بحزم ضد "محاولات زج" البلد في الفوضى، مشددا على ضرورة توحيد الصف لدعم القوات الأمنية و"ترسيخ مرجعية الدولة ومكافحة الإرهابيين الخارجين عن القانون".

من جهته، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إن الاعتداء الذي استهدف أربيل وروع سكانها "تعد على أمن شعبنا".

وفي تغريدته على تويتر، قال الكاظمي "تابعنا مع الأخ رئيس حكومة إقليم كردستان تطورات الموقف، وستقوم قواتنا الأمنية بالتحقيق في هذا الهجوم وسنتصدى لأي مساس بأمن مدننا وسلامة مواطنينا".

واعتبر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الاعتداء على أربيل استهدافا لسيادة العراق. وأضاف "الاعتداء عمل مدان يتطلب موقفاً وطنياً موحداً وحازماً لردعه ومواجهته".

كما أدان الهجومَ رئيسُ وزراء حكومة كردستان مسرور البارزاني، وقال في بيان "أربيل لن تنحني أمام الجبناء، أدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع على عدة مناطق في أربيل".

ومن جانبه، اعتبر رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني استهداف أربيل بأنه "سابقة خطيرة وانتهاك" لسيادة البلاد.

إيران تتبنى

وبعد الحادث بساعات، أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن إطلاق 12 صاروخا باليستيا على أربيل الساعات الأولى من صباح اليوم، وقال إن الهجوم استهدف "مراكز إستراتيجية" إسرائيلية بالمدينة.

في حين أعلنت داخلية الإقليم أن الصواريخ استهدفت المبنى الجديد للقنصلية الأميركية والمنطقة السكنية المجاورة لها لكنها لم تتسبب سوى في خسائر مادية، وأن مدنيا واحدا أصيب بجروح.

ونفى محافظ أربيل أوميد خوشناو -في تصريح اليوم- وجود "مقرات إسرائيلية". وقال "منذ فترة يتحدثون عن وجود مقرات إسرائيلية ولكن هذه الادعاءات لا أساس لها، ولا توجد أية مقرات إسرائيلية بهذه المنطقة. فقط الموجود مبنى القنصلية الأميركية الجديد".

من جانبه، أدان الاستهداف رئيس ائتلاف "النصر" رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، ووصفه بأنه "غير مبرر إطلاقا، أيّاً كانت الجهة المستهدفة".

حطام استهداف سابق لمصالح أميركية بالقرب من مطار أربيل (الأوروبية)

إدانة دولية

ووصف متحدث باسم الخارجية الأميركية الواقعة بأنها "هجوم شائن" لكنه قال إنه لم يصب أي أميركي بأذى ولم تلحق أضرار بالمنشآت التابعة لحكومته في أربيل.

وقد تعرضت سابقا القوات الأميركية المتمركزة بمجمع مطار أربيل الدولي لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، وقد ألقى حكوميون أميركيون بالمسؤولية فيها على فصائل مسلحة متحالفة مع إيران، لكن لم تقع مثل هذه الهجمات منذ عدة أشهر.

ومن جانبها أدانت بعثة الأمم المتحدة بالعراق "الهجمات الصاروخية الشنيعة على أربيل".

وفي باريس، قالت الخارجية في بيان إن الهجوم على أربيل يهدد جهود إنهاء المحادثات النووية مع إيران.

وقال المتحدث باسم الوزارة إن الضربة التي أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عنها تهدد أيضا استقرار العراق والمنطقة ككل، مؤكدا أن هناك ضرورة ملحة لإنهاء المفاوضات النووية مع طهران.

المصدر : الجزيرة + وكالات