الصدر التقى وفدا كرديا و سنّيا بالنجف.. البارزاني يطرح مبادرة لحل الأزمة السياسية بالعراق

الصدر يسعى إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية بالتحالف مع الأكراد والسنّة، بخلاف بقية قوى "الإطار التنسيقي" التي تطالب بحكومة توافقية على غرار المعمول به منذ انتخابات عام 2005.

الصدر يستقبل الحلبوسي والخنجر ونيجرفان البارزاني في النجف / مواقع التواصل
الصدر (الأول من اليسار) استقبل الحلبوسي والخنجر ونيجرفان البارزاني في النجف (مواقع التواصل)

طرح زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني مبادرة لإنهاء الأزمة السياسية في العراق، في حين تحدثت أنباء عن وصول قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء إسماعيل قآني إلى أربيل أمس الأحد للبحث مع قادة الإقليم في مسألة تشكيل الحكومة العراقية القادمة.

وقال البارزاني، في رسالة للشعب العراقي، إنه طرح مبادرة سياسية لحل المشاكل وتوفير بيئة مناسبة وجيدة للعملية السياسية في العراق، اقترح فيها أن يقوم رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان البارزاني ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي بزيارة النجف ولقاء زعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر والتشاور في كيفية مواصلة العملية السياسية وإزالة العقبات والمشاكل.

وأردف "آمل أن تكون لهذه المبادرة نتائج إيجابية، وتكون في مصلحة العراق وجميع مكوناته"، من دون تفاصيل أكثر.

وفي إطار هذه المبادرة، وصل نيجيرفان بارزاني والحلبوسي ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر ( يضم حزبي تقدم وعزم) إلى محافظة النجف (جنوب بغداد) اليوم الاثنين، للاجتماع مع الصدر، لبحث تشكيل الحكومة.

وقال الصدر بعد الاجتماع إنه ما زال متمسكا بتشكيل حكومة أغلبية وطنية بالتحالف مع الأكراد والسنّة، ورحب الحوار مع من وصفها بالمعارضة الوطنية، كما طالب بوقف ما سماه الإرهاب والعنف ضد الشركاء السياسيين.

وقبل ذلك قال الحلبوسي، في تغريدة على تويتر اليوم الاثنين، إن تحركا كرديا سنّيا شيعيا بدأ لتشكيل حكومة وطنية خالصة، معتبرًا أن "زمن التدخلات الخارجية في تشكيل الحكومات قد ولّى.

وأضاف "اليوم تتحرك جبال العراق (مناطق ذات غالبية كردية) وصحراؤه (مناطق ذات غالبية سُنّية) إلى النجف لمباحثات حكومة عراقية وطنية خالصة، لا شرقية ولا غربية"، في إشارة إلى إيران والولايات المتحدة.

وفي سياق متصل، طرح زعيم الجبهة الوطنية المدنية (موج) ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي مبادرة لمشروع سياسي يشرف عليه البرلمان والقوى السياسية، اقترح فيها أن يسمي الصدر رئيس الوزراء المقبل على أن يوافق عليه الإطار التنسيقي.

نتائج انتخابات مجلس النواب تاعراقي 2021 (الجزيرة)

تحركات إيرانية

يأتي ذلك في وقت قالت مصادر مطلعة في بغداد إن قآني وصل إلى أربيل أمس الأحد بعد أن أجرى مشاورات عديدة في بغداد في الأيام الماضية في محاولة لتوحيد الصف الشيعي في مسألة تشكيل الحكومة القادمة.

وأضافت المصادر أن قآني، الذي يرافقه السفير الإيراني الأسبق لدى العراق حسن دنائي فر، سيلتقي مع عدد من كبار السياسيين الكرد في أربيل من بينهم مسعود البارزاني.

                                    القوى الشيعية المنضوية في الإطار التنسيقي (الجزيرة)

وقالت المصادر إن الاجتماعات واللقاءات التي أجراها قآني في بغداد لم تفلح في توحيد الموقف الشيعي على موقف واحد بسبب إصرار الصدر على موقفه ورفضه التحالف مع الإطار التنسيقي الذي يضم كل القوى السياسية الشيعية البارزة ما لم يستبعد ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي.

وتصدّرت "الكتلة الصدرية" الانتخابات التي أجريت في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بـ73 مقعدا، تلاها تحالف "تقدم" بـ37، وائتلاف دولة القانون بـ33، ثم الحزب الديمقراطي الكردستاني بـ31.

وبينما لم تتجاوز قوى الإطار التنسيقي الشيعي رسميا 60 مقعدا، تحدثت في جلسة نيابية أخيرا عن ضمّها مستقلين وبلوغ مقاعدها 88 من أصل 329 مقعدا في مجلس النواب.

ويسعى الصدر إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية، بخلاف بقية قوى "الإطار التنسيقي" التي تطالب بحكومة توافقية على غرار المعمول به منذ انتخابات عام 2005.

ويتطلب تشكيل الحكومة العراقية الجديدة أولا انتخاب رئيس جديد للجمهورية من قبل البرلمان، ليتولى الرئيس المنتخب تكليف مرشح الكتلة البرلمانية الأكبر عددا بتشكيل الحكومة في 30 يوما، ومن المقرر أن يعقد البرلمان جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية في السابع من فبراير/شباط المقبل.

المصدر : الجزيرة + وكالات