بعد لقاء هاريس نظيرَها التايواني.. الصين تحذر من "صراع عسكري" مع أميركا

هاريس نائبة الرئيس الأميركي خلال لقائها نظيرها التايواني وليام لاي (وكالات)

حذر السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، تشين غانغ، من احتمال نشوب "صراع عسكري" بين البلدين بشأن تايوان، ومن جانبها أعلنت الخارجية الصينية رفضها أي شكل من أشكال التفاعل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان.

جاء ذلك تعليقاً على اجتماع قصير أول أمس الخميس، بين كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي ونظيرها التايواني وليام لاي، خلال حضورهما حفل تنصيب رئيسة هندوراس الجديدة زيومارا كاسترو.

وقال تشين -في مقابلة مع الإذاعة الوطنية أمس- إنه إذا استمرت السلطات التايوانية، بتشجيع من الولايات المتحدة، في السير على طريق الاستقلال، فمن المرجح أن تنخرط الصين والولايات المتحدة، الدولتان الكبيرتان، في صراع عسكري.

كما حذر السفير الصيني من أن واشنطن "تلعب في النار" في تصريحات أشد حدة من تلك التي تدلي بها عادة الحكومة الصينية فيما يخص التوترات بين البلدين.

ولفت أيضا إلى أن تايوان "أكبر برميل بارود" يواجهه البلَدان حاليا، في ظل وجود عدد من القضايا التي تضغط على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، من بينها قمع بكين المستمر لأقلية الإيغور المسلمة.

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، إن بلاده تعارض باستمرار أي شكل من أشكال التفاعل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان.

وأضاف -في مؤتمر صحفي- أن تايوان ليست سوى إحدى مقاطعات الصين، لذلك لا يوجد ما يسمى نائب رئيس لمقاطعة.

لقاء قصير

وذكرت شبكة "إن بي سي" الأميركية أن هاريس قالت للصحفيين إنها تحدثت مع نظيرها التايواني بشأن اهتمامهما المشترك بأميركا الوسطى وإستراتيجية إدارة الرئيس بايدن حول "الأسباب الجذرية" للحد من الهجرة.

وأكدت هاريس أن لاي تواصل معها، قائلة "المحادثة القصيرة التي أجريناها كانت في الحقيقة حول مصلحة مشتركة بهذا الجزء من المنطقة، واهتمام تايوان على ما يبدو بإستراتيجيتنا".

من جهتها، وصفت وكالة الأنباء المركزية التايوانية لقاء لاي وهاريس بأنه "تحية بسيطة" مؤكدة أنهما تحدثا لفترة وجيزة "وتفاعلا بشكل طبيعي".

وأكد لاي للصحفيين المسافرين معه أنه عندما تحدث إلى هاريس شكر الولايات المتحدة على مساعدتها "القوية" لتايوان، وأنه يعتقد أن نائبة الرئيس الأميركي شخصية "كفؤ للغاية" حسبما ذكرت الوكالة التايوانية.

ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية للولايات المتحدة مع تايوان، فإن دعمها القوي على الصعيد السياسي ومبيعات الأسلحة يعد من المصادر الرئيسية للخلاف بين بكين وواشنطن.

وتعتبر الصين تايوان، المتمتعة بحكم ذاتي، جزءًا من أراضيها.

تصاعد التوتر

وتجدر الإشارة إلى أن تايوان شهدت الأشهر الأخيرة تصاعدا في اختراق الطائرات العسكرية الصينية لأجوائها الدفاعية، كان آخرها 39 مرة الأسبوع الأخير، بحسب الجيش التايواني.

وتعد تايوان قضية محورية للصين التي ترفض أي محاولات لأنصار الاستقلال، لسلخ الجزيرة عن الصين، وتؤكد أنها لن تتوانى عن حماية أمنها الإقليمي وسيادتها.

وأصبحت الصين عام 1945 عضوا مؤسسا بالأمم المتحدة وإحدى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، إلا أن خسارتها الحرب الأهلية (القوات القومية) عام 1949 دفع بأعضاء الحكومة للهرب إلى تايوان وتشكيل حكومة، في حين أسس شيوعيو الصين بزعامة ماو تسي تونغ جمهورية الصين الشعبية.

وتتبنى بكين مبدأ "الصين الواحدة" وتؤكد أن جمهورية الصين الشعبية هي الجهة الوحيدة المخول لها التمثيل في المحافل الدولية، وتلوح بين الحين والآخر باستخدام القوة والتدخل عسكريًا إذا أعلنت تايوان الاستقلال.

ولا تعترف باستقلال تايوان سوى 22 دولة.

المصدر : وكالات