فورين بوليسي: 3 أشياء عن بوتين غائبة عن الغرب يجب أن يعرفها العالم

Russian President Vladimir Putin takes part in a meeting with elected heads of Russian regions, via video link outside Moscow
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي طلب بوتين من لافروف إبقاء الدول الغربية في حالة توتر لأطول فترة ممكنة (رويترز)

تقول الكاتبة تاتيانا ستانوفايا -وهي الباحثة غير المقيمة في مركز "كارنيغي" (Carnegie) بموسكو- إنه على الرغم من تعقيد منطق الكرملين وعدم القدرة على التنبؤ به، هناك 3 عوامل على الأقل غائبة عن الخطاب الغربي.

وذكرت ستانوفايا في مقال لها بموقع "فورين بوليسي" (Foreign Policy) الأميركي إن وسائل الإعلام الغربية -ضمن مواجهة الاحتمال الخطير لوقوع حرب بين روسيا وأوكرانيا- انقسمت حول ما يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، إذ يجادل البعض بأنه لا يمكن لأحد أن يفهم منطق بوتين ويصر على التركيز على المصالح الموضوعية لروسيا وتكلفة وفوائد سياستها الخارجية، ويواصل آخرون التكهن بشأن نوايا بوتين الحقيقية وأولوياته فيما يتعلق بأوكرانيا والغرب.

وتسرد الكاتبة العوامل الثلاثة كما يلي:

  • الأول هو أن أي ضمانات غربية -حتى إذا كانت ملزمة قانونيا بشأن قضايا مثل إنهاء توسع الناتو- لا يمكن أن تضمن إيقاف روسيا، لأنها لن تكون كافية لنظام بوتين.
  •  الثاني أنه وفي السنوات القليلة الماضية، تغيرت طبيعة روسيا بوتين بشكل جذري إلى جانب صورتها الذاتية. فبعد أن عمل بوتين كزعيم لدولة ضعيفة جيوسياسيا محاطة بلاعبين أكثر قوة وعداء، ولعبت روسيا دور دولة مضطهدة تسعى إلى العدالة الجيوسياسية، تغيّر كل هذا في عام 2018، بعد أن أسكره النجاح العسكري في سوريا، ودور بلاده الفريد في آسيا الوسطى، وزيادة الوجود في أفريقيا، وقبل كل شيء "أسلحتها العجيبة" المطورة حديثا. وتحول بوتين من الشعور بأنه لاعب مظلوم إلى شخص يمكنه المضي قدما في الهجوم بعيدا خارج نطاق نفوذ روسيا التقليدي، ولم يعد المطلب الحالي بضمانات صارمة نابعا -على حد تعبير سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي- من ضعف لبلاده، بل من الإيمان بحق روسيا الكامل والمبرر تاريخيا في إعادة كتابة القواعد مع الغرب أو بدونه.

الوضع العالمي الراهن غير شرعي

هناك رسائل رسمية وغير رسمية ثابتة من موسكو تفيد بأن العالم قد تغير، ولم يعد الوضع الراهن شرعيا، وتم تدمير المؤسسات والقواعد الدولية، ولم تعد الدبلوماسية بمعناها التقليدي موجودة، والجميع يتكيف قدر الإمكان، وقيمة التصريحات والمواقف العامة قد انهارت.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال بوتين "إن تحذيراتنا الأخيرة كان لها تأثير معين"، وطالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بإبقاء الدول الغربية في حالة توتر "لأطول فترة ممكنة، حتى لا يخطر ببالها أن تبدأ صراعا على حدودنا الغربية، وهو ما لا نحتاجه". وبعد أن تذوقت موسكو طعم هذه الإستراتيجية الهجومية، ستكون مترددة في التخلي عن الجهود التي أثرت على الشؤون الدولية بشكل ملحوظ أكثر من أي تحركات دفاعية.

  • الثالث أن كل هذا تزامن مع بدء الأجهزة الأمنية تدريجيا في لعب دور أكثر أهمية في صنع القرار منذ عام 2014، على الصعيدين الداخلي والخارجي. هناك اختلافات أيديولوجية مهمة في كيفية تعامل الدبلوماسيين والأجهزة الأمنية الروسية مع العلاقات الروسية الأميركية. فبينما يرى الدبلوماسيون أن الولايات المتحدة وروسيا قوتان عظمتان لهما مسؤوليات تاريخية، فإن أجهزة الأمن تعتبر كلا البلدين مقامرين ينتهكان القانون الدولي بانتظام ويتصرفان خارج القواعد. وبالنسبة لهذه الأجهزة، القوة هي الحق. وهذا هو السبب في أن المواجهة والعقوبات المتصاعدة لا تخيف أجهزة الأمن، بل على العكس تفتح لها المزيد من الفرص.
المصدر : فورين بوليسي