بريطانيا تنتظر تقريرا "حاسما" لمصير جونسون ونواب محافظون يسعون لحجب الثقة عنه
نفت شرطة العاصمة البريطانية لندن أن تكون طلبت تأجيل نشر نتائج تقرير تعده موظفة الخدمة المدنية سور غراي بشأن الحفلات التي أقيمت في مقر إقامة رئيس الوزراء بوريس جونسون والانتهاكات التي رافقتها لقواعد الإغلاق العام بسبب فيروس كورونا، وهي قضية قد تعصف بمستقبل جونسون السياسي.
وقالت الشرطة -في بيان لها- إنها على تواصل مستمر مع مكتب جونسون (57 عاما) لتفادي أي مساس بالتحقيق في الانتهاكات المزعومة عندما ينشر التحقيق الذي يصفه البعض بأنه "حاسم" لمصير رئيس الوزراء.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsحجب الثقة عنه ليس مستبعدا.. بوريس جونسون يقرّ بمسؤوليته عن خسارة انتخابات فرعية وسط إنجلترا
بسبب فضائح كورونا.. بوريس جونسون يواجه تمردا ومعارضة داخل وخارج حزبه
وفي وقت سابق، فتحت الشرطة البريطانية تحقيقا جنائيا في الحفلات التي أقيمت في حديقة مقر الحكومة في "داونينغ ستريت"، وفي منزل رئيس الوزراء بحضوره مع مسؤولين آخرين، في انتهاك للقواعد التي أقروها هم أنفسهم.
وكانت تلك الحفلات بمناسبة انتهاء خدمة موظفين أو أعياد ميلاد أشخاص من دوائر السلطة، وأثارت صدمة لدى البريطانيين الذي خضعوا مرارا لقيود مشددة بسبب تفشي فيروس كورونا.
وكان من المتوقع أن يصدر تقرير موظفة الخدمة المدنية الأربعاء الماضي، وعلى أقصى تقدير بنهاية الأسبوع الجاري، ولكن التقديرات تشير الآن إلى أنه قد ينشر الثلاثاء المقبل.
وطلبت الشرطة البريطانية ألا يؤثر نشر التقرير على التحقيق الجنائي الذي تقوم به، الذي يفترض أن يسفر عن فرض غرامات مالية على مخالفي قواعد الإغلاق العام.
مستقبل جونسون
وينتظر أن يسلم التقرير أولا لرئيس الوزراء البريطاني قبل أن يحال إلى البرلمان لمناقشته.
وتعهد جونسون بأن ينشر تقرير موظفة الخدمة المدنية كاملا، وهو الأمر الذي تطالب به المعارضة العمالية.
ورأى وزير شؤون التكنولوجيا البريطاني كريس فيليب أن تقرير سور غراي مستقل، وأن نشر نتائجه أمر يخص صاحبة التقرير، داعيا إلى انتظار نشره وعدم الخوض في التكهنات.
ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه مجموعة من نواب حزب المحافظين الحاكم لحجب الثقة عن زعيم الحزب بوريس جونسون بعد نشر التقرير. وكان جونسون أفلت حتى الآن من التصويت بحجب الثقة، الذي يمكن إجراؤه بناء على طلب 54 نائبا من مجموع 359 نائبا من حزب المحافظين.
وكان جونسون رفض الأربعاء الماضي دعوات للاستقالة صدرت عن المعارضة العمالية، وكذلك عن بعض نواب حزبه، ودعا لانتظار التقرير، ولاحقا قال -خلال زيارته مقاطعة ويلز- إنه لا يسعى على الإطلاق لإيجاد مخرج.
وأفادت تقارير بأن جونسون يتواصل مع نواب من حزبه لدعمه، وأن هؤلاء النواب طلبوا في المقابل أن يتراجع عن رفع الضريبة الاجتماعية.
وبالإضافة إلى قضية الحفلات، يواجه جونسون اتهامات بالكذب، وقد أظهرت استطلاعات رأي تدهور شعبيته.
ومن شأن التقرير أن يؤدي إلى سباق داخل حزب المحافظين بداية من الأسبوع المقبل، ويصبح على إثره الرئيس الجديد للحزب رئيسا للحكومة بشكل تلقائي.
ولمّح البعض داخل معسكر المحافظين إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة في حال تعيين رئيس جديد للحكومة، في وقت تتقدم فيه المعارضة العمالية بفارق مريح في استطلاعات الرأي على حزب المحافظين.