أزمة أوكرانيا.. البنتاغون يتحدث عن حشود روسية إضافية وموسكو تقول إن رد الناتو على مطالبها أيديولوجي

A satellite image shows Russian forces in Soloti, Russia, December 5, 2021. Picture taken December 5, 2021. Satellite Image ©2021 Maxar Technologies/Handout via REUTERS THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. NO RESALES. NO ARCHIVES. MANDATORY CREDIT. DO NOT OBSCURE LOGO
صور أقمار اصطناعية تظهر قوات روسية متمركزة بمنطقة سولوتي القريبة من الحدود مع أوكرانيا (رويترز)

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن روسيا تحشد المزيد من قواتها القتالية قرب الحدود مع أوكرانيا برا وبحرا، في وقت قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن رد حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الضمانات الأمنية التي طلبتها بلاده كان ردا أيديولوجيا. في حين يناقش مجلس الأمن، في جلسة طارئة الاثنين المقبل، الأزمة بين أوكرانيا وروسيا.

وذكر المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن روسيا حشدت في الـ 24 ساعة الماضية المزيد من القوات القتالية غربي البلاد وفي بيلاروسيا، وإنها تحشد قوات برية عند حدود أوكرانيا، وبحرية في البحريْن المتوسط والأسود والمحيط الأطلسي.

وذكرت السفيرة الأميركية الأممية ليندا توماس غرينفيلد أمس في بيان أن "أكثر من 100 ألف عسكري روسي منتشرون على الحدود الأوكرانية، وروسيا تمارس أنشطة أخرى مزعزعة للاستقرار تستهدف أوكرانيا، مما يُشكّل تهديدا واضحا للأمن والسلم الدوليين ولميثاق الأمم المتحدة".

وتخشى الولايات المتحدة والناتو من شن روسيا هجوما عسكريا وشيكا على جارتها، وهو ما تنفيه موسكو متهمة الغرب بشيطنتها و(تهديد) استقرارها عسكريا عن طريق تسليح أوكرانيا ونشر قوات للناتو قرب حدود روسيا.

أميركا ورومانيا

وقال البنتاغون إن وزير الدفاع لويد أوستن بحث مع نظيره الروماني فاسيلي دينكو القلق من الحشد العسكري الروسي المستمر على الحدود مع أوكرانيا. وأوضح في بيان أن الوزيرين تبادلا وجهات نظر بشأن تعزيز الردع على طول الجناح الشرقي لحلف الناتو في ظل الحشد العسكري "غير المبرر".

وأعرب الوزيران عن دعمهما لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وشددا على أهمية التحالف بين دول الناتو.

وفي سياق متصل، شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على استعداد بلاده وحلفائها وشركائها للرد بشكل حاسم إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا. وقال البيت الأبيض إن الرئيس شدد خلال مكالمة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على التزام واشنطن بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وضرورة إشراكها في أي شيء يخصها.

وأوضح بايدن أنه -رغم مغادرة عائلات الدبلوماسيين الأميركيين العاصمة الأوكرانية- فإن سفارتهم في المدينة لا تزال مفتوحة وتعمل بكامل طاقتها.

كما نقل دعم الولايات المتحدة لجهود حل النزاع بالشرق الأوكراني وفق ما ورد في صيغة نورماندي، معربا عن أمله أن يساعد التزام الجانبين مجددا الأربعاء الماضي بشروط وقف النار في خفض التوتر ودفع تنفيذ اتفاقيات مينسك.

مجلس الأمن

وأعلنت واشنطن، أمس في بيان، أنها طلبت عقد جلسة علنية الاثنين المقبل لمجلس الأمن الدولي حول أزمة أوكرانيا "بسبب التهديد الذي تُشكّله روسيا على الأمن والسلم الدوليّين".

وقالت غرينفيلد إن الجلسة الطارئة لمجلس الأمن ستناقش "سلوك روسيا المهدد" ضد أوكرانيا بما في ذلك حشد القوات على حدودها. وأكدت مواصلة الجهود الدبلوماسية "الدؤوبة" لتهدئة التوتر، مطالبة مجلس الأمن بالاهتمام وعدم الانتظار والترقب.

ودعت المندوبة الأميركية أعضاء مجلس الأمن وأوروبا إلى التزام مبادئ النظام الدولي، في حال قامت روسيا بغزو أوكرانيا.

قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن الجلسة الطارئة لمجلس الأمن ستناقش "سلوك روسيا المهدد" ضد أوكرانيا بما في ذلك حشد القوات على حدودها

وكانت الولايات المتحدة تأمل بداية الأمر أن تتمكّن من عقد اجتماع مجلس الأمن اليوم، وفق إفادات دبلوماسيّين. لكنّها وافقت -وفق هذه المصادر- على تأجيله إلى الاثنين حتّى لا يتزامن مع اجتماع هاتفي مقرر اليوم بين الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين.

سلاح العقوبات

وفي سياق التحركات الدبلوماسية لاحتواء أزمة روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، أوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن المستشار الألماني أولاف شولتز سيجري مباحثات بالبيت الأبيض في السابع من فبراير/شباط المقبل، تتطرق إلى حزمة العقوبات التي ستفرض على روسيا في حال غزت أوكرانيا.

وكانت وزيرة الخارجية الألمانيّة أنالينا بيربوك قالت أمام برلمان بلادها، في وقت سابق أمس، إنّ حكومتها "تعمل على حزمة عقوبات قويّة" مع حلفاء غربيّين "من بينها خط نورد ستريم 2 في حال هاجمت روسيا أوكرانيا".

و"نورد ستريم 2″ خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا، وقد اكتمل إنشاؤه ولكن لم يبدأ تشغيله، وقد أنفقت عليه مليارات الدولارات.

رد أيديولوجي

بالمقابل، قال وزير خارجية روسيا إن رد حلف الناتو على مقترحات بلاده بشأن الضمانات الأمنية الخاصة كان أيديولوجيا، مضيفا أن المفاوضات مع واشنطن والناتو بشأن الضمانات لم تنته.

وطلبت موسكو من الولايات المتحدة والناتو مقترحات مكتوبة تدعو فيها إلى عدم توسع حلف "الناتو" تجاه الشرق، وعدم نشر أسلحة هجومية يمكن أن تهدد الأراضي الروسية.

Russian FM Sergey Lavrov attends the meeting of foreign ministers of the Commonwealth of Independent States in Minsk
لافروف: إذا نفذ الغرب تهديداته بفرض عقوبات فإن ذلك سيؤدي لقطع العلاقات (الأناضول)

وذكر لافروف أنه في حال لم يتم التجاوب مع المطالب الأمنية، فستحدد بلاده خطواتها بعد التشاور مع القيادة العسكرية، محذرا من أنه إذا نفذ الغرب تهديداته بفرض عقوبات فإن ذلك سيؤدي إلى قطع العلاقات و"ذلك ليس في مصلحة أحد".

واتهم الوزير الولايات المتحدة باستخدام "نظام الرئيس الأوكراني لإذكاء التوترات" مع موسكو، وقال إن بلاده تقترح على واشنطن إلغاء متبادلا لكل الإجراءات التي اتخذت بشأن البعثات الدبلوماسية، في إشارة لتقليص الدبلوماسيين في كلا البلدين خلال الأشهر الماضية، على خلفية تردي العلاقات بينهما.

وكان أليكسي زايتسيف نائب المتحدثة باسم الخارجية الروسية قال إن بلاده لا تخطط لشن أي هجوم على أوكرانيا، وإن مجرد التفكير بإمكانية اندلاع حرب بين الشعبين الروسي والأوكراني أمر غير مقبول.

وأعرب زايتسيف عن الأمل في إيجاد حل للتسوية خلال اللقاء بصيغة نورماندي المزمع عقده في برلين بعد أسبوعين، في إشارة إلى اتفاق لوقف النار بين كييف والانفصاليين شرقي أوكرانيا الموالين لموسكو الذين يسيطرون على مناطق أوكرانية واسعة قرب الحدود مع روسيا.

أجواء هستيريا

واتهم نائب المتحدثة باسم الخارجية الروسية حلف الناتو باختلاق "أجواء من الهستيريا" حول ما يسميها "التهديدات الروسية" بهدف كبح جماح موسكو على حد وصفه.

وأضاف أن تصريحات الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، بشأن إمكانية تعزيز الجناح الشرقي للحلف عسكريا، لا تهيئ لظروف مواتية للحوار بشأن الضمانات الأمنية التي طلبتها موسكو من أميركا والناتو لخفض التوتر بين الطرفين.

المصدر : الجزيرة + وكالات